انفصل أبواي وأعاني وأخواتي من مشاكل عديدة، فما المخرج منها؟
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاماً، وأعاني من مشاكل متعددة، بداية مع انفصال والديّ عندما كان عمري 9 أشهر إلى الآن، حيث إن والدتي هجرتني وبقيت مع والدي وشقيقتيّ، طبعاً والدي لم يقم بواجباته كأب، فهو من يوم أن فتحت في الدنيا وهو عاطل عن العمل، ونعيش أنا وأخواتي مع والدنا في منزل جدي، وهناك بدأت المعاناة الحقيقية، فعماتي -ومع الأسف- عاملونا أسوأ معاملة، ولم يراعوا سننا الصغير فكانوا يريدوننا أن نخدمهم، وأن نتولى شؤون المنزل من طبخ وكنس، وهذا غير معاملتهم السيئة لنا وشتم والدنا ووالدتنا أمامنا وغيرها من المعاملات السيئة، ونحن لم نشتكِ إلى أحد، والآن كبرنا ولا زلنا في هذا المنزل ومستمرة أذيتهم لنا، فبدأوا بالتلميح بأننا عوانس وكبرنا؛ بالرغم أن أكبر أخت لي عمرها 25 عاماً، ومعاناتنا كبرت معنا، وأنا تركت دراستي بسبب والدي، وهو يرفض تزويجنا، وأحياناً يقوم بضربي وأنا بهذا العمر، وغيرها من المعاملات السيئة، أصبحت أكرهه وأصبحت لدي عصبية لا تطاق؛ لدرجة أني أفقد السيطرة كلياً على نفسي، وأبدأ بمهاجمته عندما يعتدي عليّ بالضرب أو السب ونعتي بالمريضة نفسياً، وأنا فعلاً أعاني من بعض الأمراض النفسية بسببه (كالاكتئاب والرهاب الاجتماعي والوسواس القهري والعصبية المفرطة)؛ فطبعا كل ماعشته في طفولتي أثر عليّ بشكل كبير، فأنا الأكثر حساسية بين أخواتي، وأيضاً أنا حزينة؛ لأني عققته وهو أيضاً لم يعطني الفرصة لكي أبره. وللعلم فهو كان عاقاً لوالديه وكنا نرى سوء معاملته لهما.
أريد حلا منكم لأني بصراحة تعبت وتحملت فوق طاقتي! والآن قررت ترك المنزل مع أنني لا أملك المال -والحمد لله على كل شيء-.
وأعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله أن يسهل أمرك، ونؤكد لك أن من استطاعت أن تكتب هذه الأسطر جديرة -إن شاء الله، وقديرة بفضل الله ومنه- أن تغير هذه الأوضاع، وطبعاً لا نؤيد ولا يمكن أن نقبل خروجك من المنزل ولا ننصح بذلك، مهما كانت الصعاب التي تواجهك، ورغم تقديرنا للصعوبات الكبيرة التي مرت عليكم خلال سنوات حياتك. ولا تبالي بما يقول هؤلاء وأولئك وأصلحي ما بينك وبين الله -تبارك وتعالى- واستعيني بالله وتوكلي عليه، اجتهدي في طاعته والتقرب إليه واقبلي على كتابه، وتواصلي مع مراكز التحفيظ وأماكن الخير، واعلمي أن العلاج لما أنت فيه، هو اللجوء إلى الله -تبارك وتعالى- والإقبال على طاعته.
وحاولي أن تكوني إيجابية، فأنت من كتبت هذه الأسطر فهذا دليل على أنك واعية، والكلام مركز جداً ومرتب جداً، فاستخدمي هذه المواهب ووسعي مداركك وتعلمي من الناحية الشرعية وواظبي على حضور المحاضرات، وتوجهي إلى رب الأرض والسموات، وحاولي إذا غضب الوالد أن تهجري المكان حتى تعود الأمور إلى وضعها وحتى تهدأ الأعصاب.
وإذا كان الوالد عاقاً لوالديه فلا تكوني أنت عاقة له، حاولي؛ لأن الله سيحاسبه وحده وكلنا آتيه يوم القيامة فردا، الإنسان لا يسأل عن جريرة الآخرين، وأعتقد أن هذا الذي وصلت إليه يمكن العلاج منه إذا أخذت الأمور ببساطة وبهدوء، وعلمت أن هذه الحياة من أولها إلى آخرها ابتلاء -والحمدلله- وأنك في عمر يؤهلك إلى مواجهة مثل هذه الصعاب، نسأل الله أن يسهل عليك وعلى أخواتك وأن يلهمكم السداد والرشاد وأن يسهل أمركم، وغداً سيقف الجميع بين يدي الله وتجزى كل نفس بما تسعى، فكوني أنت مطيعة لله حريصة على الصبر على والديك رغم تقصيرهم ،لأنه سيحاسبهم على التقصير، وسيجزيك الله على البر والاحسان.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاماً، وأعاني من مشاكل متعددة، بداية مع انفصال والديّ عندما كان عمري 9 أشهر إلى الآن، حيث إن والدتي هجرتني وبقيت مع والدي وشقيقتيّ، طبعاً والدي لم يقم بواجباته كأب، فهو من يوم أن فتحت في الدنيا وهو عاطل عن العمل، ونعيش أنا وأخواتي مع والدنا في منزل جدي، وهناك بدأت المعاناة الحقيقية، فعماتي -ومع الأسف- عاملونا أسوأ معاملة، ولم يراعوا سننا الصغير فكانوا يريدوننا أن نخدمهم، وأن نتولى شؤون المنزل من طبخ وكنس، وهذا غير معاملتهم السيئة لنا وشتم والدنا ووالدتنا أمامنا وغيرها من المعاملات السيئة، ونحن لم نشتكِ إلى أحد، والآن كبرنا ولا زلنا في هذا المنزل ومستمرة أذيتهم لنا، فبدأوا بالتلميح بأننا عوانس وكبرنا؛ بالرغم أن أكبر أخت لي عمرها 25 عاماً، ومعاناتنا كبرت معنا، وأنا تركت دراستي بسبب والدي، وهو يرفض تزويجنا، وأحياناً يقوم بضربي وأنا بهذا العمر، وغيرها من المعاملات السيئة، أصبحت أكرهه وأصبحت لدي عصبية لا تطاق؛ لدرجة أني أفقد السيطرة كلياً على نفسي، وأبدأ بمهاجمته عندما يعتدي عليّ بالضرب أو السب ونعتي بالمريضة نفسياً، وأنا فعلاً أعاني من بعض الأمراض النفسية بسببه (كالاكتئاب والرهاب الاجتماعي والوسواس القهري والعصبية المفرطة)؛ فطبعا كل ماعشته في طفولتي أثر عليّ بشكل كبير، فأنا الأكثر حساسية بين أخواتي، وأيضاً أنا حزينة؛ لأني عققته وهو أيضاً لم يعطني الفرصة لكي أبره. وللعلم فهو كان عاقاً لوالديه وكنا نرى سوء معاملته لهما.
أريد حلا منكم لأني بصراحة تعبت وتحملت فوق طاقتي! والآن قررت ترك المنزل مع أنني لا أملك المال -والحمد لله على كل شيء-.
وأعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله أن يسهل أمرك، ونؤكد لك أن من استطاعت أن تكتب هذه الأسطر جديرة -إن شاء الله، وقديرة بفضل الله ومنه- أن تغير هذه الأوضاع، وطبعاً لا نؤيد ولا يمكن أن نقبل خروجك من المنزل ولا ننصح بذلك، مهما كانت الصعاب التي تواجهك، ورغم تقديرنا للصعوبات الكبيرة التي مرت عليكم خلال سنوات حياتك. ولا تبالي بما يقول هؤلاء وأولئك وأصلحي ما بينك وبين الله -تبارك وتعالى- واستعيني بالله وتوكلي عليه، اجتهدي في طاعته والتقرب إليه واقبلي على كتابه، وتواصلي مع مراكز التحفيظ وأماكن الخير، واعلمي أن العلاج لما أنت فيه، هو اللجوء إلى الله -تبارك وتعالى- والإقبال على طاعته.
وحاولي أن تكوني إيجابية، فأنت من كتبت هذه الأسطر فهذا دليل على أنك واعية، والكلام مركز جداً ومرتب جداً، فاستخدمي هذه المواهب ووسعي مداركك وتعلمي من الناحية الشرعية وواظبي على حضور المحاضرات، وتوجهي إلى رب الأرض والسموات، وحاولي إذا غضب الوالد أن تهجري المكان حتى تعود الأمور إلى وضعها وحتى تهدأ الأعصاب.
وإذا كان الوالد عاقاً لوالديه فلا تكوني أنت عاقة له، حاولي؛ لأن الله سيحاسبه وحده وكلنا آتيه يوم القيامة فردا، الإنسان لا يسأل عن جريرة الآخرين، وأعتقد أن هذا الذي وصلت إليه يمكن العلاج منه إذا أخذت الأمور ببساطة وبهدوء، وعلمت أن هذه الحياة من أولها إلى آخرها ابتلاء -والحمدلله- وأنك في عمر يؤهلك إلى مواجهة مثل هذه الصعاب، نسأل الله أن يسهل عليك وعلى أخواتك وأن يلهمكم السداد والرشاد وأن يسهل أمركم، وغداً سيقف الجميع بين يدي الله وتجزى كل نفس بما تسعى، فكوني أنت مطيعة لله حريصة على الصبر على والديك رغم تقصيرهم ،لأنه سيحاسبهم على التقصير، وسيجزيك الله على البر والاحسان.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1oJ6FxH