زوجي يعاني من فصام الشخصية، كيف أتعامل معه؟

زوجي يعاني من فصام الشخصية، كيف أتعامل معه؟

السؤال:

السلام عليكم...



في صغري عانيت من هلاوس سمعية وبصرية وأرق ليلي، واختفت هذه الأعراض تلقائياً، وفي سن ( 19)، تزوجت ابن خالي ( 27) سنة، واكتشفت أنه انطوائي وبخيل، وأنجبت منه ولداً، وبعد سنتين من زواجنا أصيب زوجي بالفصام ورفض أخذ الدواء، وأنا أضعه له في العصير دون علمه، وهو في تحسن -والحمد لله-.



هل أنا مصابة بالفصام؟ وكيف أتعامل مع زوجي البخيل والفصامي؟ وهل أستمر معه؟



وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



أنت لا تعانين من مرض الفصام، ليس هنالك أي دليل يُشير إلى ذلك، وما ذكرته من هلاوس سمعية وبصرية وما عانيت منه في فترة الطفولة، هذا كثيرًا ما يحدث للأطفال مع بعض المخاوف، وكثيرًا ما تختلط الحقائق مع الخيالات عند الأطفال.



لا أريدك أبدًا أن تعتقدي أنك مُصابة بالفصام، كلامك جيد ومرتب وجميل، ومرض الفصام الآن تغيرت مآلاته كثيرًا، يعني ليس بالمرض المخيف كما كان سابقًا، وهنا أُشير إلى زوجك العزيز، وأنا (حقيقة) أشكرك على حرصك عليه، وإعطائه الدواء، لأن العامل الرئيسي والعامل الوحيد نستطيع أن نقول بعد عون الله -تعالى- هو استعمال هذه الأدوية، هذه الأدوية مفيدة، فعّالة، وحين يُعطى الإنسان الدواء في بداية المرض دائمًا تكون النتائج ممتازة، والذين تتدهور أحوالهم تجدهم من الذين لم يتناولوا العلاج مبكرًا أو حُرموا من العلاج أو تم تشخيص حالتهم متأخرًا.



بالنسبة لزوجك: احرصي على إعطائه الدواء، وأنا متأكد أنه بشيء من اللطف والكلام الحسن معه تستطيعين أن تقنعيه بتناول الدواء، لا تقولي له أنك مريض، لا تقولي له أنك فصامي، هذا لا يُقال أبدًا، قولي له: (هذا الدواء يساعدك نسبة للإجهاد النفسي البسيط الذي تعاني منه) واجعليه يعيش حياة عادية، حتى الانطوائية وموضوع البخل هذا يمكن أن يُناقش معه بشيء من التدرج، بشيء من الحكمة، بشيء من التناصح، أعتقد أنه يستطيع أن يعيش حياة طيبة.



لا تضعي عليه ضغوطات شديدة، لأن مرضى الفصام لا يتحملون الضغط الشديد، وفي ذات الوقت لا يتحملون التجاهل، يعني من الضروري أن نتعامل معهم بوسطية في المعاملة، التقدير، الاحترام، إشعارهم بكينونتهم، واجعليه دائمًا هو صاحب القِوامة، أشعريه بذلك.



أنا أعتقد أن ذلك يساعده كثيرًا، وأتمنى وأسأل الله -تعالى- أن يقبل زوجك تناول العلاج، وبهذه المناسبة هنالك خيارات كثيرة، هنالك إبر تُعطى مرة واحدة في الشهر، هذا يمكن أن يكون خيارًا جيدًا، ويمكن أن يقبل به زوجك.



فمن هنا أقول لك أن التفاكر والتواصل مع الطبيب النفسي الذي يشرف على علاج زوجك مهم جدًّا، ولا تيأسي أبدًا، ولا تملَّي، ولا تضجري، كوني رحبة الصدر، قدّري زوجك، ربِّي ابنك بصورة صحيحة، واسألي الله -تعالى- أن يرزقك الذرية الصالحة، كوني نشطة، كوني سيدة متفائلة، اكثري من الاطلاع، عليك بالصلاة في وقتها، تلاوة القرآن، الدعاء، الذكر، اسألي الله لك ولزوجك العافية والمعافاة، وأن يجعل الله ابنكما قرة عين لكما، وأن يرزقك المزيد من الذرية. الحياة هنا تأخذ طابعها الجميل ومعناها الجميل.



بالنسبة لك: حين تذهبين مع زوجك لمقابلة الطبيب يمكن أن تذكري له الأعراض التي تعانين منها، لكن من ناحيتي لا أرى أبدًا أنك تعانين من مرض الفصام.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2204414

إقرأ أيضا :