كيف أساعد ابني وهو يمر بمرحلة قلق شديدة؟

كيف أساعد ابني وهو يمر بمرحلة قلق شديدة؟

السؤال:

السلام عليكم



يمر ابني الأكبر ذو السبعة أعوام بحالة نفسية سيئة جدا، مع بداية مرحلته الدراسية الأولى، بعد أن واجه قسوة في أول أسبوع دراسي من بعض المدرسين، حيث عاد من المدرسة بوجه غير الذي ذهب به، وبدأت تظهر عليه أعراض المتلازمة العصبية، وكانت عبارة عن "Eye Blinking" وحدثت نفسي وقلت: إنها ستذهب مع مرور الأيام، ولكنها الآن زادت حدتها، مع أنني أحاول جاهدا أن أهيئ له المنزل ليكون جوه خاليا من التوتر والقلق.



أنا الآن في شدة القلق على ولدي؛ لأن تلك الأعراض أصبحت ظاهرة جدا، وما زلت أحاول جاهدا ألا أفاتحه في الموضوع، لأنني علمت أن التجاهل قد يكون أفضل في مثل تلك الحالات.



هل هناك من وسيلة لتخفيف حدة تلك الاضطرابات؟ وهل هي عابرة أم مزمنة؟ علما بأن تلك الحالة مستمرة معه منذ شهرين، ولم تنقطع عنه أبدا إلى الآن، وتزداد حدتها يوما بعد آخر، وهل هناك أدوية بإمكانها أن تسيطر نوعا ما على تلك الاضطرابات؟



شكرا جزيلا.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



أسأل الله تعالى لهذا الابن الصحة والعافية.



الحركات اللاإرادية -ومنها المتلازمة العصبية المتعلقة بحركة العين– قد تكون هي جزء من التفاعل العُصابي الذي يحدث للأطفال، وفي هذا الابن الموضوع واضح جدًّا أنه مرتبط بعدم ارتياحه للطريقة التي عُومل بها في المدرسة في أسبوعها الأول، والأطفال أصلاً لديهم توجس حول المدرسة في بداياتها، وقطعًا الطريقة التي عُومل بها ابنك –ولا أعتقد أنها مقصودة أبدًا من جانب المُدَرِّسْ– هي التي جعلت ابنك تتكون لديه هذه الأزمة العصبية البسيطة، وقطعًا هنالك تفاعلات عُصابية أخرى تحدث للأطفال، من أهمها النكوص في الكلام، والتلعثم، والتبول اللاإرادي، وقضم الأظافر ومص الأصابع، وشكوى من آلام البطن في الصباح، هذه كلها ظواهر نلاحظها لدى هؤلاء الأطفال.





كما ذكرت وتفضلت فإن هذه التفاعلات والظواهر تكون عابرة -إن شاء الله تعالى- والذي أراه هو أن تتحدث مع ابنك بصورة واضحة جدًّا، دون أن يكون هنالك ربط كامل بين الأحداث، يعني تتحدث عن المدرسين، ويجب أن نحترمهم وأن نوقرهم، وأن المدرسين يحبوننا كثيرًا كأطفال، وأن المدرس أيضًا لديه أطفال (وهكذا)، هذا نوع من التعريض المباشر المهم، ولا تتحدث معه أن الذي حدث له ناتج من قسوة التعامل التي تعرض لها، لا.. لكن حاول أن تحبب له المدرس والمدرسين، هذا مهم جدًّا.



فيما يخص حركة العين: نبهه لها أيضًا بلطف دون أن تربطها مع سببها الحقيقي، وعلمه كيف يتوقف عنها؛ لأن مثل هذه الحركة في الأصل فيها جزء كبير جدًّا إرادي، ومن أفضل الطرق التي توقف حركة العين المتكررة هي أن نجعل الطفل يحركها حتى يُصاب بإجهاد، يحرك ويحرك، ويكرر ذلك، ويمكن أن تكون أنت أيضًا تطبق نفس الفعل، وبعد دقيقتين سوف يُصاب الطفل بشيء من الإجهاد، وقل له (توقف)، وهكذَا يكرر هذا التمرين مرتين أو ثلاثا في اليوم وأنت معه.



ثالثًا: حاول أن تدرب ابنك على تمارين الاسترخاء، وهذه أيضًا اجعله يكون في معيتك، أرجو أن تتطلع على استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) وبعد أن تتطلع على تفاصيلها قم بتطبيقها واجعل ابنك أيضًا يطبقها، وهي جميلة جدًّا، والأطفال يحبون تمارين الاسترخاء خاصة إذا وضعناها لهم في إطار مسلٍ، وشارك أعضاء الأسرة وأفرادها في هذا النشاط.



اجعل ابنك يطور مهاراته، اجعله (مثلاً) يعتمد على نفسه في أمور حياته كثيرًا، مثل ترتيب خزانة ملابسه، أشعره دائمًا أنه عضو مهمّ في الأسرة، ويجب أن نعطيه الفرصة أيضًا ليلعب مع الأطفال من سنه، وألا نفرض عليه حماية زائدة، هذا مهم جدًّا أخي الكريم، وهذا نوع من صرف الانتباه الإيجابي جدًّا للطفل.



تحدث مع ابنك حول آماله المستقبلية، أي وظيفة يريد أن يكون فيها؟ هذا أيضًا من النقاشات التي يفضلها الأطفال، وأي مهنة يختارها بعد ذلك أرشده للطريقة التي سوف توصله لهذه المهنة، وهو الاجتهاد والدراسة، هكذا أيضًا بعث الطمأنينة في نفسه بصورة غير مباشرة.



موضوع العلاج الدوائي: قطعًا لا نحبذ العلاجات الدوائية في الأطفال، خاصة في هذا العمر، وإن كان عقار (تفرانيل) والذي يسمى (إمبرامين) بجرعة عشرة مليجرام يوميًا قد يكون سليمًا عند الأطفال، وجرعته هي حبة واحدة لمدة شهرين أو ثلاثة، لكن قطعًا لا أريدك أبدًا أن تلجأ إلى الأدوية في هذه المرحلة، وإن كان هناك حاجة للدواء، يمكن أن تذهب بابنك إلى طبيب الأعصاب أو الأطفال، وإن كنت لا أرى أن الطفل لا يحتاج لذلك أبدًا.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2198778

إقرأ أيضا :