هل تتطور حالة الهلع إلى شيء أعظم؟

هل تتطور حالة الهلع إلى شيء أعظم؟

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم



أولا جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المشكور, والله أسأل أن يجعله في ميزان حسناتكم.



سؤالي إلى الدكتور الفاضل: محمد عبد العليم.. حفظه الله.



مشكلتي بدأت منذ 13 عاما, حيث تعرضت لنوبة هلع, ولم أكن أعرف ذلك, ولكن بعدها بدأ التفكير السلبي, حيث تكررت النوبات, وأصبحت موقنا أن أيامي معدودة, وكل ألم بسيط أعتقد أنه مرض خطير, وبدأت رحلة طلب العلاج والفحوصات, وتنظير المعدة, وفحوصات القلب والدماغ, وتبين وجود تدلٍ في الصمام الميترالي, مع ارتجاع بسيط للدم, ووجود ارتداد مريئي.



قمت بعمل عملية جراحية لإصلاح الارتداد, وبعد معاناة طويلة؛ راجعت أخصائيا نفسيا فشخص الحالة, وأخذت علاج (انفرانيل 75) و(زانكس) وتحسنت الحالة, لكن منذ فتره 4 سنوات تم تغيير العلاج إلى (سيتالوبرام 40) ثم بدأت أعراض غريبة, حيث بت أتشائم عندما أرى الأرقام المتناسقة في أي شيء, إذا كان التاريخ (11-11) أو الساعة, أو عدد (اللايكات) على الفيس بوك, أو عداد السيارة, أو نتيجة مباراة؛ بت أشعر أنها إشارة لي لحدوث أمر سيء, أو الموت في هذا التاريخ أو في هذه الساعة.



أصبحت أقرأ كثيرا عن الأدوية وتفاعلاتها وعن الأمراض, حتى أصبحت خبير أدوية, وجربت (الفافرين) قبل 4 أشهر ووصلت بالجرعة إلى 250 مع الأخصائي, واستمريت عليه 3 أشهر, ولكنه أتعبني نفسيا, والآن رفعت جرعة (السيتالوبرام) إلى 60 منذ أيام, مع الرجوع (للزانكس) بواقع حبة يوميا 0.5 مغ.



سؤالي: هل تطورت الحالة من نوبات الهلع إلى شيء آخر؟ وهل العلاج مناسب بنظركم؟



وشكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ بلال أحمد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



فنوبات الهرع أو الهلع تأتي في سياق طيف المخاوف، وكثيرًا ما يتطور الأمر ويصبح كنوع من الخوف التوقعي، وهنا تُطبق الأفكار التشاؤمية على الإنسان مما يجعله دائمًا في حالة تفكير واجترارات سلبية تأخذ الطابع الوسواسي.



إذًا ليس هنالك تطور أو زيادة أو شدة في مفهوم المرض في حد ذاته، لكن تشابك في الأعراض، وهو نمو وتطور طبيعي لمثل هذه الحالات، لكن في المقابل –أخِي الكريم بلال– الإنسان أيضًا تتطور مهاراته وخبرته فيما يخص التعامل مع حالته، وكثير من الناس استطاعوا أن يتكيفوا جدًّا مع حالاتهم، اكتشفوا نقاط الضعف في ذواتهم ونقاط القوة، وطوروا ما هو قوي، وطوروا بصورة أفعل ما هو ضعيف.



فالذي أرجوه هو ألا تتخوف حول المستقبل أبدًا، والعلاج الدوائي يساهم قطعًا في تحسن هذه الحالات، لكن لا نعتبره هو العلاج الوحيد، وفي بعض الأحيان قد لا يكون العلاج الرئيسي، قد يكون العلاج السلوكي والمعرفي وتطوير المهارات والتوجه الفكري الإيجابي، وإدارة الوقت بصورة صحيحة، وممارسة الرياضة، والعمل على تنمية الذات، وتجاهل الأعراض ... مكوّنات علاجية أساسية.



أنت -الحمد لله تعالى– تواصل مع الأطباء وهذا أمر جيد، ونصيحتي لك هي أن تتواصل مع طبيب واحد، طبيب ثق فيه، لأن بناء العلاقة العلاجية لا يتأتى إلا من خلال الزمن والاستمرارية في التواصل، والعلاقة العلاجية الراشدة والرصينة لها وقع إيجابي جدًّا على نفس الإنسان، وكثيرًا ما نحس بمردود إيجابي عظيم حين نحس أن مرضانا قد تحسنوا، حتى وإن كان ترددهم علينا استمر لفترات طويلة.



أيها الفاضل الكريم: الأدوية التي تُستعمل الآن لعلاج هذه الحالات متشابهة لدرجة كبيرة، لكن ربما يكون عقار (إستالوبرام) وليس (ستالوبرام) ربما يكون الأفضل لعلاج نوبات الهرع الذي أخذ الطابع القلقي والوسواسي وما يصحبه من مخاوف.



أنا لا أدعوك الآن لأن تغير من الـ (ستالوبرام) إلى (إستالوبرام) فقط وددتُ أن تكون على إلمام بهذه المعلومة، وأحسبُ أنك كذلك، وقطعًا طبيبك بالنسبة له هذه معلومة أولية جدًّا، وطبيبك في وضع أفضل مني ليقيّم حالتك.



بالنسبة للزاناكس: أنا لا أقول أنه ممنوع أو يجب ألا يتم تناوله، لكن يجب أن يتم التعامل معه بحذر شديد، هذا الدواء جاذب واستعبادي، ولا بد للإنسان أن يكسر التشوق الذي قد يحدث من تناول هذا الدواء, أقصد التشوق لتعاطي الدواء والشعور بأن الإنسان لا يمكن أن يُشفى إلا إذا تناوله.



أيها الفاضل الكريم: لا تنسَ ممارسة الرياضة، عائدها النفعي عليك كبير, لا تنسَ تمارين الاسترخاء, لا تنسَ صلاة الجماعة، حيث السكينة والطمأنينة, ولا تشغل نفسك مطلقًا بموضوع ارتخاء أو تدلي الصمام المايترالي، فهو علة حميدة طبيعية يعاني منها حوالي عشرة بالمائة من الناس، وكثيرًا يكون اكتشافها عن طريق الصدفة قدرًا.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2196876

إقرأ أيضا :