أعاني من الرهاب والخوف من المجهول، ما نصيحتكم؟

أعاني من الرهاب والخوف من المجهول، ما نصيحتكم؟

السؤال:

السلام عليكم

جزى الله القائمين على هذا الموقع الأكثر من رائع خير الجزاء.



أنا شاب بعمر22 سنة، خريج الهندسة المدنية، وأعاني من عدة أشياء، كالتالي:



- درست الهندسة المدنية، ومجالها الذي يتطلب العمل في المواقع الميدانية، وأنا أعاني من الرهاب الشديد من الأماكن العالية، لدرجة أني لا أصعد السلالم إلا مسرعا.



أنا الآن أعمل في أحد المواقع الميدانية العالية، ولكنها تحت التشييد في الطابق الأول فقط، وعندما أدخل إلى الموقع تزداد دقات قلبي أضعافا مضاعفة، فرغم أنها تحت التشييد إلا أنها تتطلب الوقوف في أماكن بارتفاعات3 متر، والله إني أراها 30 مترا.



قرأت عن مشاكل الرهاب من الأماكن العالية، في موقعكم الموقر، ورأيت أن أنسب الحلول هو دواء السيروكسات 20 ملغ، ولكن عندما سألت عنه في الصيدليات لم يعرفه أحد، لا أدري إذا كان هناك اسم علمي آخر له أم لا؟ علماً أني ذهبت إلى الطبيب ووصف لي بعض التمارين، ولكنها مع الأسف لا تجدي أي نفع.



لذلك أرجوكم أن تجدوا لي علاجا بالسيروكسات أو غيره لهذه المشكلة التي تهدد مستقبلي بشكل كبير جداً، فأنتم أملي بعد الله، لحل هذه المشكلة نهائياً.



-أعاني من انزلاق غضروفي في3 فقرات من العمود الفقري، ناتج جراء حملي لأشياء ثقيلة، فهي تؤثر بشكل كبير على قدرتي على المشي.



عندما زرت الطبيب وصف لي علاجا بتكلفة كبيرة جدا، وبالإضافة إلى العلاج الطبيعي، الذي عندما بدأت استخدامه زاد الألم لدرجة لا تطاق فتركته، وبدأت باستخدام مسكن، وبالتحديد(روفيناك) كل يوم حتى لا تمنعني من ممارسة العمل، ما الحل؟ لأني لا أستطيع النوم ليلا في كثير من المرات بسبب قدمي.



-أعاني من رجفة شديدة في اليد، وخوف شديد من الناس، حتى إني لا أحضر أي مناسبة إلا وكنت في منعزلا عن الناس، إلا بعض المقربين مني، لدرجة أني الوحيد بينهم الذي لا أحمل أي هاتف كي لا أتواصل مع أي منهم، وكثيرا ما يراودني شعور بأني سأموت! وكثيرا جدا أشك في وضوئي وصلاتي، وحاولت أن أصلي كل صلواتي في المسجد لكي أطرد هذا الشك.



حينا حي شعبي، وأقرب مسجد إلينا يبعد قليلا، لكنه محاط بكمية كبيرة من (الكلاب) وهي أكثر مخلوقات الله التي أخاف منها، حتى إذا رأيت كلبا مارا بطريق تركت له الطريق، ولو اضطرني ذلك لأسلك آلاف الأمتار، وكثيرا ما تراودني أحلام بأني مطارد من قبل الكلاب.



أعلم أن الصلاة في المسجد واجبة، ولكن والله كلما حاولت الذهاب ورأيت الكلاب أعود أدراجي خائبا، علما بأني تعرضت لمطاردة من مجموعة كبيرة منها، ولولا تدخل المارة قربي لأكلتني الكلاب، وهذا سبب خوفي الكبير منها، وبالعودة إلى شكي في الصلاة فإني أصبحت أعد بيدي عدد الركعات، حتى لا أخطئ، ولا زلت أشك كثيراً فيها.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ عبد الحفيظ حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



بالنسبة للانزلاق الغضروفي فعلى ما يبدو من رسالتك أنه مؤثر عليك بشكل كبير، وأنه ضاغط على جذر العصب، لأن الألم ينتشر إلى قدمك كما فهمت من رسالتك.



هناك كثير من الناس يكون عندهم انزلاق غضروفي في الظهر إلا أنه قد يكون صغيرا، ولا يسبب أعراضا، وبالتالي فإن كل ما يحتاجونه هو العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الظهر.



أما بالنسبة لك فيبدو أن جذر العصب منضغط، وهذا ما يسبب لك هذه الألم، والعلاج عادة ما يكون بالمسكنات مثل التي تتناولها أنت، ويتم أخذه يوميا، وهناك علاج آخر لابد وأنه هو الذي قلت عنه.



هناك دواء آخر (lyrica 75mg) ويتم البدء بحبة مرتين في اليوم ثم يتم زيادته تدريجيا، وهو مخفف للالم وليس علاجا للانزلاق الغضروفي و90% من المرضى تخف الاعراض خلال 6-8 أسابيع، وتتحسن الآلام، ويتم نصحهم ببعض الأمور حتى لا تعود الأعراض للظهور، ومنها النوم على الجنب مع ثني الركب ووضع مخدة بين الركبتين وكذلك وضع مخدة وراء الظهر عند قيادة السيارة، أو الجلوس لفترة طويلة.



تجنب رفع أي حمل من الأرض إلا إذا كان قريبا من الجسم، ويكون المريض بوضعية القرفصاء، وليس ثني الظهر للأمام.



في حال عدم تحسن الأعراض وبقاء الآلام التي تنتشر إلى القدم مع التنميل والتخدير أو وجود ضعف فإن الحالة قد تتطلب التدخل الجراحي، ويجب الانتباه إلى الأعراض، مثل ضعف الأطراف السفلية أو عدم القدر على التبول أو السلس البولي، فهي تعني أن هناك حالة طارئة تتطلب التدخل الجراحي.



يمكنك الاستمرار على الفولترين بعد تناول الطعام إلا أنه يجب الاستمرار بالمتابعة مع الطبيب المعالج لمراقبة تطور الأعراض.



نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.



_______________________



انتهت د. محمد حمودة.استشاري أول - باطنية وروماتيزم، وتليها إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان





المخاوف موجودة ومتعددة، وغالبًا تكون ناشئة من الصغر، أو ربما يكون سببها تجربة سلبية مرَّت بالإنسان دون أن يعطيها نوعًا من الاعتبار، وأدت إلى ما يسمى بـ (الارتباط الشرطي) يعني أن ذاك الخوف البسيط كمسبب لازم الإنسان وظهر في شكل خوف في الواقع.



الخوف من المرتفعات، هو خوف منتشر جدًّا، وكذلك الخوف من الحيوانات، وهذه كلها تأتي تحت ما نسميه المخاوف القلقية.



الله تبارك وتعالى أنعم عليك بوظيفة الهندسة المدنية، وبالفعل عملك يحتاج لأن تعمل في المواقع، وأنا أقول لك: إن ما كنت تعاني منه سابقًا ليس من الضروري أن تعاني منه الآن، لا تضع صورة ذهنية عن نفسك، لا تضع صورة افتراضية أنك لن تستطيع أن تصعد هذه المباني، لا، ابنِ صورة إيجابية، وأصر على أن تصعد، وتذكر هؤلاء العمال الذين نراهم ينظفون البنايات من الخارج، البنايات الشاهقة.



إذًا يجب أن تغيّر نفسك ذهنيًا أولاً، حتى لا تقود نفسك بافتراضات الماضي السلبية، وفي ذات الوقت يجب أن تقدم، وتواجه، تواجه في الخيال - كما ذكرت لك – مثال العمال الذين يتعلقون بجدر العمارات الشاهقة من الخارج، وفي ذات الوقت تأتي يوميًا وتصعد في بنايات عالية – هذا مهم جدًّا – ابدأ بالتدريج، في الطابق الأول قف لمدة عشرة دقائق وانظر إلى الأرض، ثم بعد ذلك اذهب إلى الطابق الثاني وانظر للأرض لمدة ربع ساعة، ثم الطابق الثالث، وهكذا.



هذا تمرين يجب أن تكررها يوميًا، بمعدل مرتين في اليوم يوميًا، تمرين ناجح، تمرين مفيد جدًّا.



أيضًا حاول أن تصعد السلالم مع العمال، وقل لنفسك: (هؤلاء يستطيعون أن يصعدوا، لماذا لا أصعد أنا)؟ وهكذا.



إذًا الأمر يتطلب منك نوعا من التعريض الذهني، نوعا من التفسير الذهني، وتحقير فكرة الخوف، مع الممارسة في الخيال – أي التعرض في الخيال كما ذكرنا – والتعرض الواقعي.



لا تتجنب، لا تهرب، أعرفُ أن الذين يعانون من المخاوف دائمًا يبحثون عن الأمان من خلال الهروب، لا، هذا يُعقَّد الأمور، هذا يزيد من المخاوف وقد يطورها.



بالنسبة لموضع الكلاب: الكلاب الضالة موجودة، ولا أعتقد أنها يجب أن تكون شاغلاً لك، أو تمنعك من الذهاب إلى الصلاة.



الطريق الذي تسلكه أنا أعرف أن فيه الكثير من الناس يسلكونه، وهذه الكلاب مهما كانت خطيرة ومسعورة لا تهجم على الإنسان، فلا تبن افتراضات سلبية، وأسأل الله تعالى أن يحفظك منها.



بالنسبة للعلاج الدوائي: الزيروكسات فعلاً دواء فعّال، وذلك عقار آخر يعرف باسم (لسترال). هذه الأدوية موجودة في السودان، الزيروكسات يسمى علميًا باسم (باروكستين). هناك شركة هندية تعرف باسم (سان فارما) شركة ممتازة جدًّا في الأدوية، وأعرف أنها قد وفرت هذا المنتج في السودان، فاسأل عنه تحت مسماه العلمي (باروكستين) وإن ذهبت إلى طبيبك النفسي سوف يقوم بكتابته أو بكتابة دواء آخر.



الإخوة الأطباء الذين يعملون في السودان – وأنا من السودان – لديهم إلمام كامل بما هو متوفر في سوق الدواء.



العلاج الدوائي سوف يساعدك كثيرًا، لكن اصبر عليه، استمر عليه، وفي مثل حالتك قد تحتاج للعلاج لمدة سنة على الأقل، وجرعة الباروكستين هي أن تبدأ بعشرة مليجرام لمدة عشرة أيام – أي نصف حبة – ثم ترفعها إلى حبة كاملة – أي عشرين مليجرامًا – وتستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعلها أربعين مليجرامًا – أي حبتين في اليوم – وهذه تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، أو تتناول الدواء حسب ما يصف لك الطبيب.



يمكن أن تدعم الباروكستين بعقار آخر يعرف تجاريًا باسم (إندرال) ويعرف علميًا باسم (بروبرالانول) تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.



ما وصفه لك الأخ الدكتور محمد حمودة من أدوية، وهي الـ (neurontin) والـ (lyrica) أيضًا معروفة جدًّا مضادة للقلق والتوترات، بجانب منافعها في علاج الآلام الروماتيزمية.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2197308

إقرأ أيضا :