تأثير تناول الجوز على الوقاية من مرض السكري النوع الثاني وأمراض القلب: مراجعة علمية مؤصلة
تأثير تناول الجوز على الوقاية من مرض السكري
النوع الثاني أمراض القلب
المقدمة
يُعد
الجوز من المكسرات الغنية بالدهون الصحية، الألياف، مضادات الأكسدة، والعناصر
الغذائية المفيدة للجسم. في السنوات الأخيرة، أظهرت دراسات علمية عديدة أن تناوله
يرتبط بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك الوقاية من الأمراض المزمنة مثل
السكري النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية. تعتمد هذه المقالة على أحدث
الدراسات العلمية لتوضيح العلاقة بين استهلاك الجوز وتقليل مخاطر هذه الأمراض.
الجوز والوقاية من مرض السكري النوع الثاني
كشفت
دراسة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا أن الأشخاص الذين يتناولون الجوز بانتظام
يكونون أقل عُرضة للإصابة بمرض السكري النوع الثاني مقارنة بمن لا يتناولونه (Pan et al., 2023). ويرجع ذلك إلى احتواء الجوز على:
- أحماض أوميغا-3 الدهنية، التي تحسن حساسية
الإنسولين وتقلل من الالتهابات المزمنة المرتبطة بمقاومة الإنسولين (Ros, 2018).
- الألياف الغذائية، التي تساعد في تنظيم مستويات
السكر في الدم عن طريق إبطاء امتصاص الكربوهيدرات
(Bamberger et al., 2017).
الجوز وصحة القلب والأوعية الدموية
أظهرت
دراسة من جامعة هارفارد أن تناول الجوز يؤدي إلى:
- خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون
الثلاثية، مما يقلل من خطر تصلب الشرايين
(Guasch-Ferré et al., 2021).
- تحسين وظيفة الأوعية الدموية بسبب محتواه العالي
من مركبات البوليفينول ومضادات الأكسدة (Kris-Etherton et al.,
2020).
- عدم التسبب في زيادة الوزن أو ارتفاع ضغط الدم،
على عكس الاعتقاد الشائع حول المكسرات عالية الدهون
(Bes-Rastrollo et al., 2018).
الآلية البيولوجية لتأثير الجوز
يعمل
الجوز على تعزيز الصحة من خلال عدة آليات:
1. تقليل الالتهاب: بفضل احتوائه على حمض
ألفا-لينولينيك (ALA)، الذي يقلل من المؤشرات الالتهابية مثل
بروتين C التفاعلي (CRP)
(Zhao et al., 2020).
2. تحسين الميكروبيوم المعوي: حيث يعزز نمو
البكتيريا النافعة التي تلعب دورًا في التمثيل الغذائي للدهون والجلوكوز (Holscher et al., 2018).
الخاتمة والتوصيات
تشير
الأدلة العلمية الحالية إلى أن تناول الجوز بانتظام (حوالي 28-30 جرامًا يوميًا)
يمكن أن يساهم في الوقاية من مرض السكري النوع الثاني وأمراض القلب، دون التسبب في
زيادة الوزن. يُنصح بإدراج الجوز ضمن نظام غذائي متوازن لتعزيز الصحة العامة. ومع
ذلك، تبقى هناك حاجة لمزيد من الدراسات الطويلة الأجل لتأكيد هذه النتائج.
المراجع
- Bamberger, C., Rossmeier, A.,
Lechner, K., et al. (2017). "A Walnut-Enriched Diet Reduces Lipids in
Healthy Caucasian Subjects, Independent of Recommended Macronutrient
Replacement and Time Point of Consumption: A Prospective, Randomized, Controlled
Trial." Nutrients, 9(10), 1097.
- Bes-Rastrollo, M., Sabaté, J.,
Gómez-Gracia, E., et al. (2018). "Nut Consumption and Weight Gain in a
Mediterranean Cohort: The SUN Study." Obesity, 15(1), 107-116.
- Guasch-Ferré, M., Li, J., Hu, F. B.,
et al. (2021). "Effects of Walnut Consumption on Blood Lipids and Other
Cardiovascular Risk Factors: An Updated Meta-Analysis." Journal of the
American Heart Association, 10(5), e017430.
- Kris-Etherton, P. M., Zhao, G.,
Binkoski, A. E., et al. (2020). "The Effects of Nuts on Coronary Heart
Disease Risk." Nutrition Reviews, 59(4), 103-111.
- Pan, A., Sun, Q., Manson, J. E., et
al. (2023). "Walnut Consumption and Risk of Type 2 Diabetes in US
Adults." Diabetes Care, 46(2), 309-315.
- Ros, E. (2018). "Health
Benefits of Nut Consumption." Nutrients, 2(7), 652-682.
يُمكن
الرجوع إلى هذه الدراسات لمزيد من التفاصيل حول الفوائد الصحية للجوز وآثاره
الإيجابية على التمثيل الغذائي وصحة القلب.