قصة نصر الكناني آخر ولاة بني أمية على خراسان .. وما أشبه الليلة بالبارحة!

قصة نصر الكناني آخر ولاة بني أمية على خراسان .. وما أشبه الليلة بالبارحة!




( ما أشبه الليلة بالبارحة .. رسالة من نصر بن سيار )

 كان نصر الكناني آخر ولاة بني أمية على خراسان ورأى فيها في العامين الماضيين اضطرابا ينبأ عن فتنة عظمى فكتب شعرا ليزيد بن هبيرة والي بني أمية على العراق يطلبه المساعدة ويقول :
أبلغ يزيداً وخير القول أصدقه
وقد تيقنت ألا خير في الكذب
بأن أرض خراسانٍ رأيت بها
بيضا إذا أفرخت حدثت بالعجب
فراخ عامين إلا أنها كبرت
لمّا يطرن وقد سربلن بالزغب
فإن يطرن ولم يُحتل لهن بها
يلهبن نيران حرب أيّما لهب

فلم يمده ابن هبيرة بأحد لأنه كان مشغولا بمجالدة الخوارج في العراق 

فاستغاث بآخر خلفاء بني أمية في دمشق مروان بن محمد الملقب بالحمار فكتب ينذره ويحذره شعراً من فتنة أبي مسلم الخراساني :
أرى تحت الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تُذكى
وإن الحرب مبدؤها كلام
فإن لم يطفها عقلاء قوم
يكون وقودها جثث وهام
فقلت من التعجب ليت شعري
أأيقاظ أمية أم نيام
فإن يقظت فذاك بقاءُ مُلكٍ
وإن رقدت فاني لا أُلام
فإن يك أصبحوا وثووا نياماً
فقل قوموا فقد حان القيام
ففرّي عن رحالك ثم قولي
على الإسلام والعرب السلام

ولكن الاقتتال بين القبائل القيسية واليمانية حصل في نفس الفترة وانشغل الخليفة في انهاء الاقتتال عن نصرة واليه نصر بن سيار. 

وعندما قطع الأمل أخذ نصر يبث همومه لعرب المدينة يستحث نخوتهم وأنشد قائلا:
أبلغ ربيعة في مرو وإخوتها
أن يغضبوا قبل أن لا ينفع الغضب ُ
ما بالكم تلقمون الحرب بينكم
كأن أهل الحجا عن فعلكم غُيُبُ
وتتركون عدواً قد أظلكم
فيمن تأشبَ لا دين ولا حسبُ
ليسوا إلى عرب منا فنعرفهم
ولا صميم الموالي إن هُمُ نُسبوا
قوم يدينون ديناً ما سمعت به
عن الرسول ولا جاءت به الكتبُ
فَمَنْ يكن سائلي عن أصل دينهم
فإن دينهم أن تُقتلَ العرب

إقرأ أيضا :