النسبة الذهبية ووزن الشعارات

النسبة الذهبية ووزن الشعارات

النسبة الذهبية ووزن الشعارات

28 يونيو, 2013


cover
(وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ) ..سورة الرعد آية 8
المتأمل في جمال هذا الكون وبديع خلقه يدرك إبداع الخالق سبحانه وتعالى في خلق هذه الأكوان والمسافات الدقيقة بينها، من دقائق علم الذرة وتركيبها المعقد والمتناسق إلى الجبال والأقمار والكواكب. أذكر جيداً كيف كنا نتأمل كطالبات في الجامعة أشرطة الحمض النووي DNA تحت المجهر وكيف كنا نتفاجئ بهذا الكم من التعقيد على المستوى الذري، المسافات بين كل حمض والآخر محسوبة ودقيقة وأبسط خلل بها يؤدي لكوارث عظيمة.
ودائماً ماكان يدور في ذهني، سواءاً كنتاج تجربة شخصية أم نتيجة نقاش مع عميل رفض عمل ما لأنه يبدو له “غير جميل” .. مالذي يجعل شخصاً ما أو شيئاً ما يبدو جميلاً..؟ هل للجمال مقاييس واضحة ومحددة؟ أم أنه نسبي يعود للشخص ورؤيته وخلفيته وثقافته؟ هل يمكن للبشر كافة أن يتفقوا على جمالٍ ما؟ هذه الأسئلة تعنيني كإنسانة أولاً راغبة بالمعرفة ومصممة ثانياً شغوفة بالفنون البصرية ويقوم عملي على صناعة وإبداع هذا الجمال في كافة المخرجات بل وإقناع الآخرين به أيضاً.
إجابة هذه الأسئلة غير محددة لكن أحد الطرق المستخدمة في فهم واستيعاب “الجمال” كمفهوم هي النسبة الذهبية.
أمثلة على النسبة الذهبية
أمثلة على النسبة الذهبية

ماهي النسبة الذهبية..؟ وماذا تعني؟
“النسبة الذهبية هي نظرية رياضية تقيس التناسب بين عنصرين، وتواجدها يجعل الصورة متناسبة وأجمل في عين الرائي.” وهي تظهر بشكل متكرر في الطبيعة، جسم الإنسان وأعضاءه، النباتات والحيوانات وأشياء أخرى أستطيع تسميتها بالإنتاجات البشرية كالأبنية والرسومات وغيرها. هذا الفيديو يستعرض بعض الأمثلة في الطبيعة عن تواجد النسبة الذهبية:
يتم التعبير عن هذه النظرية بمعادلة رياضية هي كالتالي:
إذا كانت أ أكبر من ب، فإن ناتج قسمة أ+ب على أ يساوي ناتج قسمة أ على ب. وهو رقم يساوي 1.618 أو مايعرف بــ”فاي” Phi
هذا الرقم أيضاً يتبع متتابعة فيبوناتشي
golden-ratio-equation

يقال بأن تطبيق الإنسان لهذه النظرية في إنتاجاته يعود إلى 4000 عام، ابتداءاً من الفراعنة الذين استخدموها في بناء الأهرامات ومروراً بالرومان وأعمدتهم كما يمكن ملاحظتها في الرسوم والموسيقى والتصوير والفنون بشكل عام.
لماذا يجب أن أفهمها كمصمم؟
فهم النسبة الذهبية كمصمم يساعدك بشكل كبير على تقييم العمل أمامك من ناحية علمية، صحيح أن الجمال نسبي وتتفاوت مقاييسه من شخص لآخر لكن هذه المعادلة تساعدك على تحديد ماإذا كان العمل سيجذب الإنتباه ويريح البصر. بتطبيق هذه الحسابات تستطيع أن تجذب نفس الإحساس بالجمال في أعمالك.
كيف يمكن تطبيق النسبة الذهبية في التصميم؟
تطبيق النسبة الذهبية في التصميم ليس بهذه الصعوبة، وشخصياً أعتقد أن الكثير من المصممين طبقها ويطبقها دون المعرفة النظرية بها لكن بسبب تعود عينه وتمرينها المستمر.
سأستعرض أدناه أبرز طرق تطبيق النسبة الذهبية في التصميم:
1- “نظرية الأثلاث”
وهي نظرية فنية معروفة لدى المصورين، وتنص على تقسيم الصورة عرضياً وطولياً إلى ثلاث أجزاء متساوية، تكون نقاط تقاطعها هي بؤرة التركيز البصري للعنصر المراد تصويره. بمعنى أن يتم وضع العنصر المراد تصويره على أحد هذه النقاط الأربعة.

مثال على نظرية الأثلاث
مثال على نظرية الأثلاث
طبعاً هذه الطريقة بسيطة ويمكن تطبيقها على أشكال عديدة كالمربع مثلاً لكن للحصول على نتيجة مقاربة جداً للنسبة الذهبية يجب تطبيقها على مستطيل نسبة أبعاده إلى بعضها هي 1 إلى 1.6 كما هو موضح بالصورة أعلاه.
 2- التقسيم العمودي
بإمكانك تطبيق النسبة الذهبية في التصميم من خلال تقسيم الصفحة عمودياً إلى جزئين تكون نسبة أحدهما للآخر 1:1.6
مثلا لو كنت تصمم واجهة موقع أو بنر إعلان صحفي أو بروشور بإمكانك اتباع هذه الطريقة لتحقيق النسبة الذهبية. أو ببساطة ممكن تقسم عرض الصفحة على الرقم 1.62 عشان يطلع لك الارتفاع المناسب.
يعني لو كنت تصمم بنر للويب مثلاً بعرض 900 بكسل فإن الارتفاع المناسب له هو 900/1.62 يعني 555.5.
هذه الطريقة مستخدمة في تصميم واجهة موقع تويتر ومواقع أخرى، وبإمكانك استخدام أحد الأدوات في آخر التدوينة لمساعدتك على تحديد القياسات المضبوطة.

تطبيق النسبة الذهبية على واجهة تويتر
تطبيق النسبة الذهبية على واجهة تويتر

 3- تطبيق النسبة الذهبية على الشعارات
بالإمكان تطبيق النسبة الذهبية على الشعارات بنفس الأسلوب عن طريق خلق تناسب بين عناصر الشعار بنسبة 1:1.6 وهي طريقة مطبقة على شعارات شركة شهيرة مثل تويوتا وناشيونال جيوجرافيك وBP.
أمثلة على تطبيق النسبة الذهبية على الشعارات
أمثلة على تطبيق النسبة الذهبية على الشعارات
بالنسبة لشعار شركة أبل، كان هناك جدل كبير حول ماإذا كان الشعار موزوناً ومصمماً حسب النسبة الذهبية، وخرج مصممين عدة يرسمون الدوائر التي شكلت الشعار والتي حقيقة أؤمن أنها لم تؤخذ في الاعتبار عند تصميم الشعار. لو فكرنا بطريقة منطقية، هل يعقل أن مصمم الشعار روب جانوف عندما أراد رسم تفاحة قام برسم عدة دوائر متقاطعة ثم استخرج منها شكل التفاحة؟!
عموماً قام المصمم دايفيد كلوي بتجربة وجد فيها أن شعار أبل لاتنطبق عليه النسبة الذهبية لامن قريب ولا من بعيد، هنا القصة كاملة.
4- تطبيق النسبة الذهبية على المنتجات
العديد من المنتجات تم تصميمها بناءاً على النسبة الذهبية وببساطة يمكن استخدام هذه النسبة لتحديد أبعاد المنتج كالطول والعرض.
أمثلة على تطبيق النسبة الذهبية على المنتجات
أمثلة على تطبيق النسبة الذهبية على المنتجات
 وزن الشعارات
خلال الأشهر الأخيرة لاحظت توجه المصممين القوي نحو وزن الشعارات أو مايعرف بـ”البناء الهندسي للشعارات” Logo Geometry وهي طريقة يقوم المصمم بها بوزن عناصر الشعار ليحقق التناسق والوحدة بين أجزاءه.
هناك عدة طرق لوزن الشعار وتعتمد بشكل كبير على شكل الشعار نفسه، فإذا كان الشعار يحمل منحنيات أو دوائر فيكون الوزن باستخدام الدوائر، وذلك للتأكد من أن كافة المنحنيات تعود لشكل الدائرة وليس مجرد منحنى مرسوم.

Photo_template56
وزن الشعار باستخدام الدوائر
إذا كان الشعار يحمل مستطيلات مثلاً أو أشكالاً أخرى متكررة بالإمكان وزنه عن طريق توحيد أبعاد هذه المستطيلات.
بالنسبة للشعارات الخطية (التي تتكون من كتابة) بالإمكان وزنها عن طريق توحيد المسافات بين الأحرف، أو توحيد عرض وارتفاع الأحرف نفسها.

وزن الشعارات بالخطوط
وزن الشعارات بالخطوط
طبعاً الأمثلة والطرق والاتجاهات أكثر من أن تحصى في تدوينة ولكل مصمم أسلوبه في وزن شعاره وتوحيد أبعاده، كما أن بعض التصاميم والشعارات ذات النمط الحر لايمكن تطبيق النسبة الذهبية عليه. كما أن الإطلاع المستمر على أعمال المصممين وآلية وزنهم لأعمالهم قد تكون ملهمة لك بوزن ماتنتجه من أعمال خاصة في ظل  التوجه الحالي لها.
المهم جداً أن نتذكر أنه مهما كانت هذه القواعد الفنية جيدة فإنها لاتزيد أهمية عن “عين المصمم”.. عين المصمم هي الأداة الأولى التي يستخدمها لضمان جودة التصميم واتزان عناصره. وباختصار “إذا كان التصميم يبدو جيداً، فهو جيد”بغض النظر عن انطباق النسبة الذهبية عليه أم لا.
ومازلت ضد الشغف الزائد لوزن الأعمال أو تطبيق النسبة الذهبية أو غيرها لمجرد العرض، وليس لصالح العمل نفسه بما يخدمه ويحقق الهدف منه. الهدف الأول من التصميم أن ينقل رسالة وليس أن يحقق النسبة الذهبية.
أدوات:



المصدر
خنساء أبوناجي | مدونة تهتم بالتصميم الجرافيكي، الإعلان وبناء الهوية
http://www.kabunaji.com/

إقرأ أيضا :