د.موسى الزعبي: السيف الدمشقي وشيفرة الحل .. سوريا
د. موسى الزعبي: كلنا شركاء
ليس رئيس دولة عظمى كفلاديمير بوتين يجهل رمزية هدية السيف الدمشقي السيف الذي بقيت صناعته وقوته سر غير معروف قرون طويلة والذي كان يرتعد منه الأعداء فهو لا ينكسر أمام الدروع الصلبة والأسلحة الذكية مهما بلغت عظمتها بل يتمتع بمرونة عالية جدا فليتوي وينحني مؤقتا ثم يرتد واقفا شامخا في نحور وصدور من حاول ثنيه إنه الثورة السورية التي لم تخبو وتسكن في مكان إلا طفت وطمت في مكان آخر حتى عجز الجميع عن تفسير سر صمودها وقوتها كالسيف الدمشقي. فبوتين الذي دخل سوريا منتشيا لحسم الأمر لصالح النظام ببضعة أسابيع كما اعتقد وذلك بعد فشل حزب الله وإيران بإنقاذه ارتطم بالسيف الدمشقي وبدأ يعد العد التنازلي بعد خمسة أشهر من فشله الذريع بتحقيق أي مكتسبات على الأرض فشبح مستنقع أفغانستان لا يزال ماثلا أمامه وكذلك هبوط الروبل والتدهور الاقتصادي فهو لا يستطيع أن يستمر بالحرب شهورا طويلة أو سنوات لقد فهم مغزى الهدية جيدا فرد بالمثل بحصان تركماني لم يعرف الهزيمة يوما وأن هذا الحصان الذي هزم به العثمانيين روسيا القيصرية ذات يوم بالقرم امتطوه اليوم الروس بجبل التركمان فأصبح لديهم ثلاثة قواعد بسوريا بعدما كانت واحدة فقط بطرطوس فهزيمة الأتراك تعني الاعتراف بالقرم لروسيا والرسالة الأخرى أن موطن هذا الحصان يعتبر ثالث أكبر احتياطي للغاز في العالم فأي تفاهم بالمنطقة وسوريا يجب أن يدور بهذا الفلك فمن اكتشف سر صناعة السيف الدمشقي يزعم أنه اكتشف سر الثورة السورية وأنه سيتم اهدائه هذا السر مقابل التخلص من إيران وحل الأزمة السورية بأي طريقة وأسلوب وفق صيغة لا غالب ولا مغلوب وذلك بفرض هيئة انتقالية دون رأس النظام وفق رؤية أصدقاء سوريا كما ينعتون وستقوم الجيوش العربية بحماية هذه الهئية حتى ينتهي دورها والذي ربما يستمر سنوات بشرط أن تقوم روسيا وأمريكا بإنهاء دور إيران بسوريا واليمن وكذلك التخلص من رأس النظام كي يقتنع السوريين بمصداقية الحل بالمقابل ضمان عدم تصدير الغاز العربي لأوربا بحيث تبقى روسيا المصدرة الوحيدة للغاز لها وإلغاء قرار مجلس الأمن الذي يدين روسيا باحتلال القرم وكذلك تتعهد روسيا بجر تركيا لحرب لإسقاط أوردغان فأمريكا تروج لهكذا حل طالما سيتم وفق رؤيتها بل ستقدم جميع الأسلحة النوعية وخاصة مضادات الطيران وسيتم حماية البديل بنشر الجيوش العربية التي لن تثير حفيظة السوريين فيما لو كانت قوات دولية التي ترمز للاحتلال وتقسيم سوريا وكذلك الاعتناء بانتقاء أشخاص الهيئة الانتقالية مع تفويض من بعض الفصائل الممولة من الأصدقاء لإنجاح المرسوم له إضافة لذلك يجب أيضا أخذ مباركة فرنسا و بريطانيا باعتبارها صاحبة وعد بلفور و كتلوك المنطقة بيدها لهذا الحل مع تهميش دور الأتراك وسيتم نشر الجيوش العربية بالثلث الجنوبي من سوريا لحماية الهيئة الانتقالية التي سيكون مقرها المؤقت ربما الأردن أو درعا ثم دمشق مع انكفاء قوات النظام للساحل و بقاء قاعدة طرطوس ومطار حميميم والشعيرات بيد الروس لأجل غير مسمى.
فهل أدرك العالم فعلا حقيقة الثورة السورية وسر صمودها هذا السيف الدمشقي الذي يقتل من يحاول كسره وهل سيثق السوريين بالجيوش العربية أم سيعتبرها كالجيوش العربية قبيل النكبة الفلسطينية وهل ستأخذ تركيا قرارات مؤلمة وتبتر قطعة من جسدها لتحافظ على البقية لترمي الكرة بملعب الأخرين بعدما تكاد النار تلتهمها وهل سيسحب الناتو قواعده من تركيا لفرض الحرب عليها إذا لم تنصاع للخطة الدولية بسوريا !
يبدو أن العرب والأتراك لم يقرؤوا التاريخ جيدا وبلغ بهم الهوان ليعجزوا عن تقديم أقل مما قدمه رياض الصلح للحاج أمين الحسيني وهو مسدسه ليبقى شاهدا على مرحلة تاريخية مؤلمة لازلنا نعيشها ونتمنى عدم تكرارها فكيف سيكونون ضامنين لأمر أعظم من ذلك كالسيف الدمشقي أم إنها هدية ممن لا يملك لمن لا يستحق فرغم الموقف الإيجابي لبعض الدول العربية والأتراك إلا إنهم لم يستطيعوا تقديم صاروخ ستنغر واحد فكيف ستخرج هذه الجيوش المختلفة المشارب السياسية عن الدور المرسوم لها فالأحرى البدء بتنظيم جيش وطني وتسليحه بشكل نوعي يحل بديلا عن النظام وجيشه لا أن تدخل الجيوش لتفرض حكما جبريا بالترغيب والترهيب والعصا والجزرة الأمر الذي يبرر تصاعد المجازر فوق العادة للروس بظل صمت عالمي رهيب وذلك لتهيئة الشعب نفسيا للقبول بأي حل وخاصة دخول هذه الجيوش ويفسره أيضا انكفاء بعض الفصائل واحجامها عن المشاركة بالمعارك دون أي مبرر و التي ربما ستكون أول من يطالب بتتدخل هذه الجيوش وكأنها عقمت ,ولكن رغم كل ذلك هي خطوة للوراء لقوى الاستكبار العالمية وعلى العرب والأتراك يدركوا حقيقة الزواج الإيراني الأمريكي الذي بعدما كان زواج متعة أصبح بعد الاتفاق النووي زواجا كاثوليكيا لن ينفصم إلا بموت أحد الشريكين وعلى العرب والأتراك فصم هذا الزواج وذلك بقتل ربيبهم بدمشق إذا أرادوا النجاة , وأن هذه الجيوش إذا دخلت سوريا سترجعها روسيا بالتوابيت فلا عهد للروس والأمريكان وستكون ابتزاز للأنظمة العربية وتحريض على انقلابات داخلية حتى يتم تنفيذ المخطط الأمريكي الإيراني بتقسيم الخليج وتركيا وسوريا ولن يكون لهم ذلك فالكل يضعف ويتهالك بسوريا باستثناء الثورة التي تقوى يوما بعد يوم وطوبى لمن يدعمها بصدق وإخلاص .فالثورة مرصودة وستنتصر لا محالة كفلق الصبح شاء من شاء وأبى من أبى وستتكون حالة شعبية عربية إسلامية عارمة خلال السنتين القادمتين ترسم خريطة المنطقة رغم أنف الأنظمة الرسمية قاطبة فبدمشق مفتاح المنطقة .
from كلنا شركاء في الوطن http://ift.tt/1ovFIiq
via IFTTT