أعاني من المثلية الجنسية، ومن ضعف الانتصاب مع الإناث، هل تنصحني بالزواج؟
السؤال:
السلام عليكم
أنا مشكلتي كبيرة جدًا، ويبدو أنها بدون حل!
أنا رجل، أبلغ من العمر ٣٥ سنة، ومن عائلة ميسورة ومعروفة، وصاحب درجات علمية عالية، عانيت ولا أزال من المثلية الجنسية الموجبة، وهي شيء ابتليت به منذ الصغر، علمًا بأني تربيت في وسط سليم، ولم أتعرض لأي تحرش أو اغتصاب.
عانيت أيضًا لفترة طويلة ولا أزال من الوسواس القهري المتعلق بالخوف من العدوى بمرض الإيدز، علمًا أن هذا الخوف لا يقتصر على العلاقات الجنسية، بل يتعداه إلى أمور الحياة اليومية، تعالجت، وأخذت أدوية عديدة، وحالتي تتحسن ثم تعود، ولكن هذه ليست مشكلتي الكبيرة؛ فقد تعودت عليها، وأصبحت قادرًا على تجاوزها رغم الصعوبة.
مشكلتي هي أني أرغب بشدة في الزواج، وأمي أيضًا تلح كثيرًا على ذلك، ولكني خائف جدًا من أن أفشل وأظلم بنت الناس التي سأتزوجها؛ لأني أعلم جيدًا أن عملية الانتصاب لديّ لا تحصل مع الإناث، كما أنها واردة الحصول أيضًا ولو أن النسبة ضعيفة.
لم أرتح سوى لفتاة واحدة، وأرى أنها الزوجة المثالية بالنسبة لي، وهي فتاة تشتغل عندنا بالمنزل، ولكنها تعامل كفرد من العائلة، حتى أن كثيرًا من الناس يظنونها واحدة منا!
أنا بين نارين؛ هل أتزوج مع علمي أني قد أفشل وأظلم من أتزوجها؟ وإن فعلت، فهل أتزوج من هذه الفتاة التي يرتاح قلبي لها وأفتح الباب لكلام الناس الذين لن يرحموني؛ لأنني تزوجت من خادمتنا؟!
أنا شخص ناجح جدًا على المستوى الاجتماعي، بل ويحسدني الكثير على رغد عيشي، ولكني من الداخل بقايا إنسان! كلّي ألم وحزن, وأحيانًا أرغب في أن يكون لديّ أطفال، ولكني أقول لنفسي: إنني كبرت في العمر، وفات وقت زواجي! وأحيانًا أفكر أن أنهي حياتي، ولكني أعود عن ذلك.
أرجوكم أن تعطوني نصيحة صادقة بدون مجاملة, ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب.
الحقيقة الأولى: أقول لك –أخِي-: بادئ ذي بدءٍ، يجب أن تُصحح من مسارك الجنسي، بل يجب أن تنقذ نفسك من هذا الاستعباد، وأعني به المثلية الجنسية، وأنا حين أسميها استعبادًا لا أبالغ أبدًا –أخِي الكريم–؛ لأن الإنسان الذي يُمارس هذا السلوك الجنسي المقيت سوف يكتشف في لحظة ما –وبعد أن يفوت الأوان، بعد أن يتقدَّم به العمر- أنه بالفعل قد دمَّر حياته، وأنه قد أهان نفسه، وقد استعبدها.
الحقيقة الثانية: لا يوجد شيء يُسمى: (المثلية الجنسية الموجبة أو السلبية)؛ المثلية الجنسية واحدة، وأنت إن كنت تقصد أنه لا يُفعل بك، إنما أنت الذي تفعل بالآخرين؛ فهم سواء، وألفت نظرك أن إحساسك الجنسي باللَّذة يكون معظمه حول الشرج، وهذا دليل على أن المثلية أمرٌ واحد.
أرجو أن تُصحح مفاهيمك من هذه الزاوية، يعني أنت فاعل ومفعول به، ولا يعني أبدًا أن الإنسان إذا اعتقد أنه موجب، فهذا يعني أنه في وضعٍ أفضل، لا، كلها دركات سُفلية، وكلها ذنوبٌ عظيمة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ)، وقد أنزل الله عذابًا على قوم لوطٍ -عليه السلام- لم يُعذبه أحدًا من العالمين، وقد قال: {فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيلٍ منضود * مسومة عند ربك}، ثم قال: {وما هي من الظالمين ببعيد}.
أيها الفاضل الكريم، إن كانت لك الجدية في التغيير فسوف تتغيَّر، والتغيير يجب أن يكون فكريًا، لماذا لا تكون صاحب خُلقٍ رفيع وسامٍ؟ أنا لا أقصد أبدًا أنك الآن صاحب خُلقٍ سيئٍ، لكن هذا الفعل قطعًا هو فعل سيئ. لماذا لا تخرج نفسك من الامتهان؟ لماذا لا تعيش حياة الرجال؟ لماذا تسير على طريق قوم لوطٍ -عليه السلام- وما وقع بهم وما آلوا إليه؟! أليس هناك موت؟ أليس هناك حساب؟ أليس هناك ضمَّةُ قبر؟
هذه -أخِي الكريم- حقائق أزلية وأبدية، ومن يغفل عنها فهو في خُسرانٌ مبين.
أنا منهجي ليس هو منهج التخويف للناس ليُغيِّروا سلوكهم، إنما هو المنهج العلمي، فيا أخِي الكريم، أنت فيك خير كثير، والدليل على ذلك أنك تريد أن تتزوج، حتى إن كانت هناك ضغوطات من والدتك فهذا أمرٌ يجب أن تُقدِّره، ويجب أن تعتبره حافزًا لك من أجل التغيير، والخير الذي فيك أقول لك: يجب أن تستفيد منه في أن تُغيِّر سلوكك، وليس من الضروري أن يحدث لك انجذاب نحو النساء من أول وهلة، لا، انقل نفسك لما نسميه بالحيادية الجنسية، لا مشاعر هنا ولا هناك، وهذه لن تتأتَّى إلَّا إذا لجأت إلى جلد الذات ومعاقبتها ومصاحبة الصالحين، والسمو والرفعة؛ اجعلها ديدنك وطريقك.
وبعد أن تنتقل للحيادية الجنسية تأمَّل في زوجة المستقبل، حتى وإن كانت هذه الفتاة التي تعمل معكم، ما دامتْ صالحة وصاحبة خُلق ودينٍ وتحِسُّ بارتياح لها، فالزواج منها أراه أمرًا جيدًا.
ولا تستمتع لما يُقال هنا وهناك، كما أني أود أن ألفت نظرك لأمرٍ عظيم، وهو: لا تعتقد أن أمرك مستور، كثير من الناس يعرفون أنك مثلي، هذا أكيد، لكن حين تتغيَّر كثير من الناس سوف يعرفُ أيضًا أنك قد تغيَّرت وأنك أصبحت تعيش حياة الرجال وحياة راقية.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
السلام عليكم
أنا مشكلتي كبيرة جدًا، ويبدو أنها بدون حل!
أنا رجل، أبلغ من العمر ٣٥ سنة، ومن عائلة ميسورة ومعروفة، وصاحب درجات علمية عالية، عانيت ولا أزال من المثلية الجنسية الموجبة، وهي شيء ابتليت به منذ الصغر، علمًا بأني تربيت في وسط سليم، ولم أتعرض لأي تحرش أو اغتصاب.
عانيت أيضًا لفترة طويلة ولا أزال من الوسواس القهري المتعلق بالخوف من العدوى بمرض الإيدز، علمًا أن هذا الخوف لا يقتصر على العلاقات الجنسية، بل يتعداه إلى أمور الحياة اليومية، تعالجت، وأخذت أدوية عديدة، وحالتي تتحسن ثم تعود، ولكن هذه ليست مشكلتي الكبيرة؛ فقد تعودت عليها، وأصبحت قادرًا على تجاوزها رغم الصعوبة.
مشكلتي هي أني أرغب بشدة في الزواج، وأمي أيضًا تلح كثيرًا على ذلك، ولكني خائف جدًا من أن أفشل وأظلم بنت الناس التي سأتزوجها؛ لأني أعلم جيدًا أن عملية الانتصاب لديّ لا تحصل مع الإناث، كما أنها واردة الحصول أيضًا ولو أن النسبة ضعيفة.
لم أرتح سوى لفتاة واحدة، وأرى أنها الزوجة المثالية بالنسبة لي، وهي فتاة تشتغل عندنا بالمنزل، ولكنها تعامل كفرد من العائلة، حتى أن كثيرًا من الناس يظنونها واحدة منا!
أنا بين نارين؛ هل أتزوج مع علمي أني قد أفشل وأظلم من أتزوجها؟ وإن فعلت، فهل أتزوج من هذه الفتاة التي يرتاح قلبي لها وأفتح الباب لكلام الناس الذين لن يرحموني؛ لأنني تزوجت من خادمتنا؟!
أنا شخص ناجح جدًا على المستوى الاجتماعي، بل ويحسدني الكثير على رغد عيشي، ولكني من الداخل بقايا إنسان! كلّي ألم وحزن, وأحيانًا أرغب في أن يكون لديّ أطفال، ولكني أقول لنفسي: إنني كبرت في العمر، وفات وقت زواجي! وأحيانًا أفكر أن أنهي حياتي، ولكني أعود عن ذلك.
أرجوكم أن تعطوني نصيحة صادقة بدون مجاملة, ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب.
الحقيقة الأولى: أقول لك –أخِي-: بادئ ذي بدءٍ، يجب أن تُصحح من مسارك الجنسي، بل يجب أن تنقذ نفسك من هذا الاستعباد، وأعني به المثلية الجنسية، وأنا حين أسميها استعبادًا لا أبالغ أبدًا –أخِي الكريم–؛ لأن الإنسان الذي يُمارس هذا السلوك الجنسي المقيت سوف يكتشف في لحظة ما –وبعد أن يفوت الأوان، بعد أن يتقدَّم به العمر- أنه بالفعل قد دمَّر حياته، وأنه قد أهان نفسه، وقد استعبدها.
الحقيقة الثانية: لا يوجد شيء يُسمى: (المثلية الجنسية الموجبة أو السلبية)؛ المثلية الجنسية واحدة، وأنت إن كنت تقصد أنه لا يُفعل بك، إنما أنت الذي تفعل بالآخرين؛ فهم سواء، وألفت نظرك أن إحساسك الجنسي باللَّذة يكون معظمه حول الشرج، وهذا دليل على أن المثلية أمرٌ واحد.
أرجو أن تُصحح مفاهيمك من هذه الزاوية، يعني أنت فاعل ومفعول به، ولا يعني أبدًا أن الإنسان إذا اعتقد أنه موجب، فهذا يعني أنه في وضعٍ أفضل، لا، كلها دركات سُفلية، وكلها ذنوبٌ عظيمة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ)، وقد أنزل الله عذابًا على قوم لوطٍ -عليه السلام- لم يُعذبه أحدًا من العالمين، وقد قال: {فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيلٍ منضود * مسومة عند ربك}، ثم قال: {وما هي من الظالمين ببعيد}.
أيها الفاضل الكريم، إن كانت لك الجدية في التغيير فسوف تتغيَّر، والتغيير يجب أن يكون فكريًا، لماذا لا تكون صاحب خُلقٍ رفيع وسامٍ؟ أنا لا أقصد أبدًا أنك الآن صاحب خُلقٍ سيئٍ، لكن هذا الفعل قطعًا هو فعل سيئ. لماذا لا تخرج نفسك من الامتهان؟ لماذا لا تعيش حياة الرجال؟ لماذا تسير على طريق قوم لوطٍ -عليه السلام- وما وقع بهم وما آلوا إليه؟! أليس هناك موت؟ أليس هناك حساب؟ أليس هناك ضمَّةُ قبر؟
هذه -أخِي الكريم- حقائق أزلية وأبدية، ومن يغفل عنها فهو في خُسرانٌ مبين.
أنا منهجي ليس هو منهج التخويف للناس ليُغيِّروا سلوكهم، إنما هو المنهج العلمي، فيا أخِي الكريم، أنت فيك خير كثير، والدليل على ذلك أنك تريد أن تتزوج، حتى إن كانت هناك ضغوطات من والدتك فهذا أمرٌ يجب أن تُقدِّره، ويجب أن تعتبره حافزًا لك من أجل التغيير، والخير الذي فيك أقول لك: يجب أن تستفيد منه في أن تُغيِّر سلوكك، وليس من الضروري أن يحدث لك انجذاب نحو النساء من أول وهلة، لا، انقل نفسك لما نسميه بالحيادية الجنسية، لا مشاعر هنا ولا هناك، وهذه لن تتأتَّى إلَّا إذا لجأت إلى جلد الذات ومعاقبتها ومصاحبة الصالحين، والسمو والرفعة؛ اجعلها ديدنك وطريقك.
وبعد أن تنتقل للحيادية الجنسية تأمَّل في زوجة المستقبل، حتى وإن كانت هذه الفتاة التي تعمل معكم، ما دامتْ صالحة وصاحبة خُلق ودينٍ وتحِسُّ بارتياح لها، فالزواج منها أراه أمرًا جيدًا.
ولا تستمتع لما يُقال هنا وهناك، كما أني أود أن ألفت نظرك لأمرٍ عظيم، وهو: لا تعتقد أن أمرك مستور، كثير من الناس يعرفون أنك مثلي، هذا أكيد، لكن حين تتغيَّر كثير من الناس سوف يعرفُ أيضًا أنك قد تغيَّرت وأنك أصبحت تعيش حياة الرجال وحياة راقية.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1MDNoUz