تناولت دواء (السبرالكس) ولكنني لم أتحسن، فما نصيحتكم لي؟

تناولت دواء (السبرالكس) ولكنني لم أتحسن، فما نصيحتكم لي؟



السؤال:
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

دكتوري الفاضل: أتمنى أن تكون بأتم الصحة والعافية، أنت ومن معك في هذا الوقف الخيري، جعله الله في موازين حسناتكم.

سبق أن شرحت لك حالتي، وقد بدأت بتناول جرعة (السبرالكس) خمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام– تناولتها بانتظام لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك جعلتها حبة كاملة يومياً لمدة شهر، ثم رفعت الجرعة إلى عشرين مليجراماً، والآن مضى شهر ولم ألاحظ أي تحسن، فقط زيادة في الوزن.

فبماذا تنصحني؟ أرجو منك توجيهي للعلاج، لقد تعبت جدا ولا أرغب في الحياة كليا، وأصبحت أنفر من المجتمع، ولا أستطيع تحمل أي شيء، وكنت في الماضي أنام أحيانا في الليل، أما الآن أنام في النهار فقط، أطلب منك المساعدة بعد الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

لا شك أن عقار (سبرالكس Cipralex) من الأدوية الرائعة جدًّا والمفيدة جدًّا، لكن لم يكن مفيدًا في حالتك، أنا كنت أتوقع أن يكون هنالك تحسُّنٍ بسيط في هذه المرحلة العلاجية، على الأقل نسبة عشرة إلى عشرين بالمائة، لكن ما دام لم يحدث أي تحسن، وفقط حدثت زيادة في الوزن، فأرجو أن تتوقفي عن الدواء تدريجيًا، اجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة أسبوع، ثم خمسةَ مليجرام يوميًا لمدة أسبوع، ثم توقفي عن تناول الدواء، واذهبي مباشرة وقابلي الطبيب النفسي، أرجوك القيام بذلك.

نحن من خلال هذه الاستشارات الإلكترونية مدققين وحذرين ونصف ما نراه مناسبًا من دواء، لكن إذا لم يحدث تحسُّنِ – كما هو في مثل حالتك، وإن كان الذين يتحسنون بفضل الله تعالى أعدادهم كبيرة جدًّا – في مثل حالتك هذه يجب الذهاب لمقابلة الطبيب؛ لأن مقابلة الطبيب فيها خير كثير:

أولاً: يتم التدقيق والتأكيد من التشخيص، لأن أحد أسباب عدم الاستجابة للعلاج هو أن التشخيص ربما لم يكن دقيقًا، أو صحيحًا مائة بالمائة.
الأمر الثاني: هنالك بعض الناس يستجيبون لمجرد الإرشاد المباشر أكثر من الاستجابة لأي علاج آخر.
ونقطة ثالثة: هنالك بعض الناس لديهم جينات منفرة من الاستجابة لأدوية معينة، وفي مثل هذه الحالة قد لا يصل الطبيب إلى الدواء الصحيح إلا من خلال أن يُجرِّب دواء أو دوائين مثلاً، أو يلجأ إلى أي أساليب علاجية تدعيمية أخرى.

نحن لا زلنا لا نعرف الخارطة الجينية للناس، لم تتضح كاملة، لأن الخارطة الجينية حين يتم اكتشافها كاملة -إن شاء الله تعالى- يمكن أن يُحدد لكل إنسان الدواء الذي يُناسبه.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: لا تنزعجي أبدًا، أرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، وأنا أبشرك بأنه توجد حوالي خمسة وثلاثين مضادًا للاكتئاب، والوساوس، والمخاوف، والقلق، الحمد لله نحن في نعم عظيمة، فأنا آسف جدًّا أنك لم تستجيبي لهذا الدواء، لكن هذا يحدث، ولا بد أن أوضح ذلك، لكنني أتأمَّل وأتعشَّم أنك سوف تستفيدين من دواء آخر، فالأدوية بفضل الله تعالى – كما ذكرت لك – الآن متوفرة، وهي معروفة لدى الأطباء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.


via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1AjeCur

إقرأ أيضا :