هل عدم اهتمام أبي بمشاكلنا وحمايتنا من أخينا، مبرر لشتمه وكراهيته؟

هل عدم اهتمام أبي بمشاكلنا وحمايتنا من أخينا، مبرر لشتمه وكراهيته؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..



أشكرك على الكلام الجميل دكتور/ أحمد الفرجابي، ولكن أريد أن أعلق على بري لوالدي، فهو لا يحس بما نعانيه، فلدينا أخ عمره 30 سنة، ولكنه سبب المشاكل، فهو يضرب ويشتم على أشياء تافهة ولا تستحق الغضب، وأهلي كل تفكيرهم أنه ربما يكون محسودا أو مسحورا، ولا يقولون أنه سبب نفسي، لأن أختي تقول: بأنها سألت صديقتها فقالت لها بأن أخاك مسحور، وهذا هو سبب رفضه للذهاب إلى شيخ.



وقد وصل به من الأذى أنه كسر أنف أختي وسيارتها، ودائما يسبب المشاكل، كما أن أبي سلبي ولا يفعل شيئا حيال ذلك بحجة أنه كبير، لذلك أنا أكره أبي لأنه لا يأخذنا بعيدا عن أخي هذا، ولم يتخذ أي إجراء في علاجه، ولا يفكر إلا براتبي وأنني يجب أن أساعدهم في المصروف، مع أنه ميسور الحال وليس فقيرا، ولو اضطررنا لطلب المال؛ فإنه لا يعطينا إلا بصعوبة، وكأننا نشحذ منه.



أنا أعاني من الحساسية بين أخواتي، حيث أني الوسطى بينهن، فهم لا يحترموني، ويعاملونني على أن عقلي صغير ولست كبيرة، وهذا سبب لي الإحباط والاكتئاب، مع أنني أفهم كل ما يدور حولي، ولست بمجنونة ولا غبية، أصبحت أكره أخواتي عندما يفهمنني خطأ أو يسايرن عقلي وكأني فعلا عقلي صغير، ويحاسبنني على تصرفاتي ولا يحاسبن أنفسهن، فعندما أشتم أبي أمامهن يهاجمنني وينسين أنفسهن عندما يشتمنه أمامي، والمشكلة أني أحتاج لهن، ولا أريد أن أنتقم منهن، فعلى سبيل المثال: أحتاج لأختي أن توصلني لموعدي للمستشفى، لأني لم أتعلم القيادة، حيث أنني كلما قررت أن أتعلم السواقة أخاف وأتراجع، لذلك أضطر لأطلب من أختي الأصغر مني بسنة أن تأخذني.



وكل هذه الأسباب جعلتني أفكر بالزواج، لذلك كثرت علاقاتي مع الشباب بنية الزواج، فأنا أبحث عن شاب يحبني ويهتم بي، وآخر شاب تعرفت عليه وجدت فيه مبتغاي، فتعلقت به، معتقدة أنه سوف يتزوجني، والأحلام التي أراها في منامي تبشر بخير، مع أنها عكس الواقع، ولكن شجعتني على الاستمرار معه.



فماذا أفعل لكي أقوي شخصيتي، ولا أتأثر بكلامهن، وأعتمد على نفسي؟



أرشدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ ميرا حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يسعدك ويصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال، وأن يحقق لنا ولك الآمال.



نشكر لك الثناء، ونؤكد لك أن كل من في الموقع يشرفون بخدمة أبنائنا وبناتنا، وقد أسعدنا حسن العرض للسؤال، وهذا أكبر دليل على أن عقلك ليس بصغير، فاستعيني بالسميع البصير، وتجنبي المعاصي والتقصير، ولا تعالجي تقصيرهم وانتقادهم بإظهار الضعف، ولا بإخفاء الكره، ولكن بالتجاهل وبالإقبال على حياتك في أمل جديد، وبثقة في ربنا المجيد.



وننصحك بالتوقف الفوري عن أي علاقة خارج الأطر الشرعية، واعلمي أن في الشباب ذئاب، وتذكري أن المعاصي تجلب الضيق والتعب، والشيطان الذي يزين الشر هو الشيطان الذي يجلب الأحزان، فعاملي عدونا بنقيض قصده، ولا تلتفتي إلى وسوسته وكيده، وسارعي إلى التوبة، والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وما عند الله من طمأنينة وسعادة لا تنال إلا بطاعته.



ونحن لا نوافق على الإهمال، ونتمنى أن يقوم كل أب بدوره تجاه أسرته، وأعظم الدنانير أجرا هو الدينار الذي ينفقه الرجل على أهله، والبخل مذموم، والبخيل بعيد من الله وبعيد من الناس، وأرجو أن تتلطفوا مع الوالد حتى تأخذوا منه ما يتيسر، وأظهروا له الرضا والحفاوة، فهو أب، وله الحق المقدم والبر، وإذا قامت الأخوات بشتم الأب؛ فلا تفعلي مثلهن، وتعوذي بالله من شيطان يدفعك لكره الأب، وإذا قصر الوالد فلا تقصري، واصبري واحتسبي، وأكرر لك التخويف من عقوق الوالد مهما حصل منه، وحتى لو كان الوالد غير مسلم، وحتى لو أمر بمعصية؛ فإننا لا نطيعه في المعصية، ويبقى له حقه، قال تعالى: (وصاحبهما في الدنيا معروفا)، فكيف إذا كان الأب مسلما؟!



أما بالنسبة لمواقف الأخوات وأهل البيت:

فنتمنى أن لا تغتمي بها ولها، وثقي بأن التغافل والتجاوز جزء أساسي في طريق الحل، واعلمي أن العلاقة مع الإخوان والأخوات ينبغي أن يكون أساسها هذا الشرع الحنيف، ونحن لا نرضى بخروجك من المنزل، ولا نقبل بإبعاد الأخ عنه، والمطلوب هو النصح والدعاء، مع تفادي المخاطر، ثم التأقلم والتكيف مع الوضع.



وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1AbyuOE

إقرأ أيضا :