أعاني من القلق والاكتئاب ولا أحب تناول العقاقير أبداً

أعاني من القلق والاكتئاب ولا أحب تناول العقاقير أبداً

السؤال:

السلام عليكم



منذ 12 عاماً وأنا أعاني من القلق والاكتئاب، ولا أحب تناول العقاقير أبداً، وقد جربتها مرتين في حياتي، وجاءني كابوس فقطعتها في الأسبوع الثالث، فوضعي بدونها أفضل، واستطعت التكيف مع المرض بيوم جميل وآخر عصيب.



بعد بحث لمدة شهرين في المواقع الأجنبية شدني موضوع (الفطر السحري) magic mushroom وكيف أن كثيراً من الأبحاث والدراسات الموثقة والمجربة تثبت فعاليته لعلاج الاكتئاب والقلق، من استخدام واحد فقط أو اثنين، بسبب المادة الفعالة التي يحتويها هذا الفطر، وهي: psloicybin LSD، هناك الكثير ممن جربه أيضاً ويصف كيف غيّره هذا؟! وجميعهم يتفق أنك ستحلق في تجربة روحية عميقة، قد تغير حياتك، وحتى صفاتك للأفضل!



هذه المادة تربط بعض الأجزاء الأمامية في الدماغ مع موصلات أخرى بالدماغ، مما يجعلها نشطة لحظة التعاطي، والغريب أن هذه المادة لا تسبب الإدمان أبداً، ومن خلال قراءتي للأبحاث جميعها تثبت أنها علاج واعد جداً للاكتئاب.



هل سبق أن مر بكم هذا الموضوع؟ هل هناك من يستخدم هذه التقنية في العالم العربي، والذي للأسف دائماً متأخر في مجال الأبحاث ومواكبة الجديد؟



تحياتي لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ Said حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



هذا الموضوع ليس بالجديد، وعمومًا جزاك الله خيرًا على إثارته.



استعمال المواد ذات التأثير العقلي المعروف من المخدرات مُعقَّدُ بعض الشيء، فأصلاً حين دخلت معظم المخدرات – حتى الهروين – اعتُقد أنها مُحسِّنةً للمزاج، مُلطفة له، وتساعد الناس على الإبداع والإنتاجية، وأن يعيشوا حياة طيبة.



هذا هو الذي كان يُعتقد، لكن أُثبت أن هذا الكلام خاطئ تمامًا، لم يلتفت الذين أجروا الأبحاث الأولية إلى سمات الأدوية التعودية، وأهم هذه السمات هي الإطاقة أو التحمُّل والآثار الانسحابية.



أيها الفاضل الكريم: لا أحد يستطيع أن يُثبت أو يجزم أن المشروم (الفطر) أو الـ (LSD) أو المواد المشابهة ذات فائدة في علاج الاكتئاب النفسي، ربما تكون لها فوائد لحظية إذا استعملت بجرعات صغيرة وراشدة، ولم يستمر فيها الإنسان، لكن المخدرات عالمٌ مظلم، دهليز أسود، ومن يدخلها يصعب عليه الخروج منها، وليس هنالك استعمال راشد أو منضبط.



الآن يدور الكلام حول مادة الـ (كيتامين Ketamine) غير معروفة، وتستعمل في التخدير، الذي جُرِّب وأُثبت أن بعض حالات الاكتئاب المُطبق المُقاوِم الذي لا يستجيب لأي شيءٍ، إذا تمَّ إعطاء هؤلاء المرضى جُرعة من الكيتامين عن طريق الوريد بعد أن يُحَلَّ في محلول، 60% من هؤلاء المرضى يتحسَّنون، لكن لفترة قصيرة، وأنا شخصيًا في حالات نادرة جدًّا أقوم بإعطاء عقار يعرف تجاريًا باسم (ريتالين Rilatine) ويعرف علميًا باسم (ميثيلفيندايتن Methylphenidat) وهو يستعمل بالطبع لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال، دواء مفيد جدًّا في هذا السياق، ووجدناه أيضًا في بعض حالات الاكتئاب الشديد والعميق جدًّا بالنسبة لكبار السن على وجه الخصوص، إذا أُعطي هذا الدواء بجرعة صغيرة (خمسةَ مليجرام) يوميًا لمدة شهرٍ أو شهرين ربما يُحرِّك فيهم بعض الإيجابيات، وقد يحدث شيئا من الحيوية والنشاط، خاصة إذا كان اكتئابهم من النوع المُطبق والشديد.



هذا هو الموقف العلمي، لا أحد يستطيع أن يقول أبدًا إن الـ (LSD) أو الـ (magic mushroom) أو حتى (كيتامين Ketamine) - والذي تُركِّز حوله الدراسات الآن - لا نستطيع أن نقول إنه دواء يستعمل لعلاج الاكتئاب بحريَّةٍ وإطلاقٍ، لا، هذا ليس صحيحًا.



باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1DkKNPw

إقرأ أيضا :