صديقي يعشق فتاة ولا يفكر إلا بها، هل هذا سحر أم عاطفة؟

صديقي يعشق فتاة ولا يفكر إلا بها، هل هذا سحر أم عاطفة؟

السؤال:

السلام عليكم



أحد زملائي بالعمل يبلغ من العمر 26 عامًا، اعتاد السفر إلى المغرب، وقد أخبرني أنه على علاقة مع إحدى الفتيات هناك، وكانت علاقته تزداد يوماً بعد يوم، مرورًا ببعض المشاكل وتجاوزها، إلى أن تعرّف على أمها وأهلها، وأصبح يعشقها بجنون، بل وسافروا معاً إلى عدة دول، مرت سنة وشهور، ودعاني للسفر معه، ولبيتُ دعوته، قضينا 15 يومًا، ولاحظت تغيُّرًا في تصرفات وشخصية صديقي، وتعلقه الشديد بعشيقته، وقد حصلت بينهم عدة مشاكل بهذه السفرة، وكالعادة سرعان ما تعود المياه إلى مجاريها.



لا أخفيكم أن أم العشيقة كانت تطبخ بالمنزل، وترسله إلى شقتنا، وتلح على صديقي أن يأخذه، وقد كان كريماً جداً مع الفتاة وأهلها؛ يشتري لهم ما يحتاجونه وما لا يحتاجونه.



كما تعلمون أن السحر منتشر جداً بالمغرب، وهناك من يلجأ للسحر بحسن نية، مع تعدد أنواعه وأساليبه، والآن أنا في حيرة من أمري، أرى صديقي ضائعاً ومنصاعاً مع هذه الفتاة، ولا أعلم هل هو مسحور أم أنه عاطفي جداً؟!



أريد التكرم بتوجيهي في كيفية إنقاذه من هذه المشاكل:

- ترك الصلاة.

- العشق الحرام الذي لا أعلم سببه.

- عدم وجود هدف له بالحياة، حيث إنه أخبرني هو بذلك، حيث إنه موظف منذ فترة، وبأجر شهري عالٍ، ولا يهمه إلا السفر.



نصحتُه بالابتعاد عنها، وعدم العيش في وهْمٍ، وهو يعلم أنه سوف يتركها ويتزوج غيرها، وقد كان مقتنعًا داخليًا بكلامي، ولكنه يُظهر العكس.



هذا كل ما بوسعي ذكره بإيجاز، آملاً منكم تعاونكم لإنقاذ حياة صديق العمر.



جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكما يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى- أن يجزيك عن صاحبك خيراً، كما نسأله -تبارك وتعالى- أن يصرف عنه كيد شياطين الإنس والجن، وأن يعينه على أن يصحح مسيرته، وأن يتوب إلى الله -تبارك وتعالى-، وأن يترك هذه العلاقة المحرمة التي لا تُرضِي الله، ولا توافق شرعه، ولا توافق القيم والمبادئ الإسلامية الراقية.



بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل-، فالذي أنصح به فعلاً أن تذهب بأخيك هذا إلى راقٍ من الرقاة الشرعيين؛ حتى يستطيع أن يعرف ما لديه، وأسباب هذا الانجراف وهذه الجاذبية وهذا التعلق وهذه التضحية؛ لأن الأمر فيما يبدو -كما ذكرت- ليس عادياً، ويحتاج إلى إعادة نظر، فحاول إقناع صديقك، وابحث عن أحد الرقاة الشرعيين الثقات الذي يقوم برقيته، لعله أن يجد فعلاً شيئاً من السحر، فكما لا يخفى عليك أن المشهور عن بلاد أفريقيا أنهم يستعملون السحر فعلاً، ولا يستبعد أن تكون هذه الفتاة أو أحد أقاربها قد قام بذلك من باب التأليف بينهما والانسجام بينهما بصرف النظر عن الحلال أو الحرام.



أنا أرى إجابة على اسئلتك هذه كلها: أول شيء هو: عمل الرقية الشرعية، أو إخضاعه للرقية الشرعية؛ فإنه بذلك -بإذن الله تعالى- إذا كان مسحوراً، سوف يتخلص من سحره، وبالتالي سوف يُعالِج كل هذه الأخطاء التي أشرت إليها في كلامك، وإذا كان غير مسحور، فمعنى ذلك أن هذا شيء طبيعي، ويحتاج إلى نوع من التنبيه والتذكير، ويحتاج إلى نوعٍ من الحث على النظر في مستقبله، وأن هذه العلاقة ليست طبيعية، وأنه لا يرضى لأخته أن تكون كذلك، فما لا يرضاه لنفسه، لا يرضاه لغيره، لا يرضى لأخته ولا لأمه ولا لابنته ولا لزوجته أن تكون لها علاقة بهذه الطريقة مع رجل أجنبي لا يربطها به رباط الشرعي.



إذاً -بارك الله فيك- حاول كما ذكرت لك في النقطة الأولى في قضية البحث عن راقٍ شرعي يقوم برقيته، ثم بعد ذلك أعتقد أن كل الأمور التي أشرت إليها سوف تجد لها حلاً -بإذن الله تعالى- بعد الرقية الشرعية.



هذا، وبالله التوفيق.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1uwZBYs

إقرأ أيضا :