بعد أن وقعت في جريمة الزنا أصابتني فطريات وحكة، فما تفسيركم؟

بعد أن وقعت في جريمة الزنا أصابتني فطريات وحكة، فما تفسيركم؟

السؤال:

السلام عليكم



أرجو المساعدة؛ حيث إنني أشعر أن مشكلتي ليس لها حل.



أنا شاب متزوج، أبلغ من العمر 34 عامًا، ولديّ طفل، وقعتُ بالخطأ مع امرأة أخرى، بعد هذه العلاقة بفترة قصيرة شعرت بانتفاخ بالمعدة وغازات وألمٍ بالحلق، ذهبت إلى الدكتور، بعد عمل التحليل أفادني أنها جرثومة بالمعدة، وأخذت الدواء المعتاد، ولكنني لم أكن منتظمًا مع الدواء.



بعدها بيومين أو أكثر ظهرت فطريات بالحلق، ولم أستطع البلع، فذهبت إلى دكتور آخر، وأفادني أنه احتمال أن يكون مرض الإيدز، وتمّ عمل فحص الدم، ولكن النتيجة سالبة -والحمد الله-، فرجعت لنفس الدكتور الأول، وشرحت له ما حدث، فضحك! وقال: إن الفطريات بالحلق شيء طبيعي، فهذا بسبب الارتجاع المريئي من الجرثومة، ولكني أهملت جميع الأدوية.



استعملت الثوم -والحمد الله-، ولكن زادت الحكة بين الفخدين وفي منطقه فتحة الشرج، وقام الدكتور بإعطائي قرصًا مكثفًا لعلاج الفطريات، ومن بعدها أصبحت الحساسية ملازمة لي باستمرار، وبعض الأوقات يُمكن كل يوم أو يومين أو ثلاثة أيام أشعر بحكة بجسمي، ذهبت للدكتور، وأعطاني مضاد (الهستامين)، تحسنت، ولكنْ بعد فترة رجعت الحكة.



علمًا أنني قمت بعمل تحليل للإيدز بعد 8 شهور من هذه العلاقة، ولكن -الحمد الله- لم يكن هناك شيء، ولكنني مصاب بالهواجس، حيث إنني في خلال هذه الفترة: جميع ما حدث لي يحدث لزوجتي، بالإضافة إلى أنني كلما أعاشرها تصاب بفطريات.



أرجو أن توضحوا لي السبب.



شكرًا لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ wail حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



موضوع ما أصابك قديمًا من فطريات، والشك بحدوث عدوى الإيدز، وغير ذلك؛ أصبح من الماضي.



تكرار الحكة والتحسس في الجسم كله، قد يكون له علاقة بموضوع جرثومة المعدة، خاصة إذا لم تتعالج بالطريقة الصحيحة الكاملة، وجرثومة المعدة يتم تشخيصها لدى أطباء الجهاز الهضمي؛ إما عن طريق منظار المعدة أو بالطريقة السهلة الفعالة، وهي طريقة التنفس في جهاز معين يوضح ما إذا كانت المعدة مصابة بتلك الجرثومة أولا، ومِن ثَم يتم وصف العلاج.



موضوع تكرار إصابة الزوجة بالفطريات، بالإمكان عمل تحاليل لإفرازات المهبل لدى الزوجة، وتحليل فطريات منطقة الحلق لكما، ومِن ثَم تشخيص ما إذا كنتما مصابين بالفطريات، ومن أي نوع، ومِن ثَم يتم وصف العلاج لكما أنتما الاثنين في نفس الوقت، وبهذه الطريقة سوف تتم السيطرة على هذه الالتهابات -بعون الله تعالى-.



حفظكما الله من كل سوء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهت إجابة الدكتور/ سالم الهرموزي، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، تليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرحبًا بك –أيها الأخ الحبيب– في استشارات إسلام ويب.



نسأل الله -تعالى- لك العافية والشفاء، وأن يصرف عنك كل مكروه، كما نسأله -سبحانه وتعالى- أن يمُنَّ عليك بالتوبة، وأن يُوقظك من الغفلة، فواضح جدًّا –أيهَا الحبيب– أنك لم تُدرك عِظَم الأمر الذي وقعت فيه، وسوء عاقبته، وغاية ما هنالك أنك وصفته بأن وقعت بالخطأ مع امرأة.



الذي ينبغي لك –أيهَا الحبيب– أن تُدرك حجم هذا الخطأ الذي وصفته، فهل هو خطأ صغير؟ هل هو أمر عادي يَعْبُرُ دون أن يحتاج منك إلى أسفٍ وندمٍ؟ هل الخوف من حدوث مرض الإيدز أو ما هو أقبح منه أو أقل منه؛ هو الباعث الوحيد على الانزعاج من هذا الفعل أم أن الأمر أكبر من ذلك؟!



لا شك –أيهَا الحبيب– أنك ممن يؤمِنُ بالقرآن ويُعظّمه، ويؤمن بالله -تعالى- ولقائه، ويؤمن بجزائه، وهذا القرآن قد حدّثنا عن هذه الفعلة الشنيعة بحديث وافر، فقد سمَّاها الله -تعالى- في هذا الكتاب العزيز {فاحشة}، والفاحشة: أي التي بلغت النهاية في الفُحش والقُبح، وهي من كبائر الذنوب، وحَكَمَ الله -تعالى- بأنها أسوأ طريق يسلكه الإنسان.



هذه الأوصاف كلها جاءت في قول الله -سبحانه وتعالى-: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً}. كما أخبرنا هذا الكتاب العزيز عن عقوبة الزنا، وما ينتظره الزناة والزواني من العقاب الأليم في برزخهم –أي بعد الموت– ويوم لقاء الله، فقال -سبحانه- في وصف عباد الرحمن في سورة الفرقان: {ولا يزنون} ثم قال: {ومن يفعل ذلك يلق أثامًا * يُضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مُهانًا * إلا من تاب}.



وأخبرنا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم– عن حال الزناة والزواني بعد الموت، فأخبرنا بأنه رآهم وأنهم في مثل التّنُّور عُراةٌ، وأن النار تُوقد من تحتهم فيرتفعُ بهم لهبها، وهم يصيحون، ثم يسقطون، ثم يُعاد الأمر كذلك، فلما سأل: من هؤلاء؟ قيل له: هؤلاء هم الزناة والزواني. والنصوص في هذا الترهيب كثيرة.



كما أن عاقبة الزنا –أيهَا الحبيب– قد تُباغت الإنسان في حياته قبل مماته، بأن يُصيبه الله -تعالى- بالآفات والأمراض، وأنت وقد سلَّمك الله -تعالى- هذه المرة، فاعرف عظيم فضل الله -تعالى- عليك، إذْ سَتَرَكَ أولاً، فلم يفضحك، وعافاك ثانيًا فلم يُصبك بما تكره، فاجعل من هذا الفضل العظيم والإمهال لك فرصة لأن تُصلح ما أفسدت، وأن تتدارك أيامك، وتُصلح أخطاءك قبل أن تندم حين لا ينفعك الندم، وباب التوبة مفتوح، والله يقبل توبة العبد ما لم يُغرغر، ومهما عظم ذنب الإنسان، فإنه إذا تاب توبة نصوحًا، فإن الله -تعالى- يقبل توبته ويغفر ذنبه، والنبي -صلى الله عليه وسلم– يقول: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).



اعلم بأنك إن أصررت على معصيتك، فإنك لن تضر إلا نفسك، أما الله، فإنه غنيّ عنك وعني وعن غيرنا من العالمين، فقد قال سبحانه: {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد}.



نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ علينا وعليك بالتوبة النصوح، وأن يُحسن لنا ولك الأعمار والأعمال، إنه جواد كريم.



وفقك الله لكل خير.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1J6vdXS

إقرأ أيضا :