العادة السرية تحول بيني وبين مرضاة الله!

العادة السرية تحول بيني وبين مرضاة الله!

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، مخطوبة، محافظة علي صلاتي دائماً - بفضل الله -، وأصوم أياماً متفرقة في بعض الأحيان.



ذنبي الوحيد هو ممارستي للعادة السرية الملعونة، فقد كنت أمارسها منذ صغري دون علم مني، حتى أصبحت فتاة بعمر العشرين سنة، كنت أمارسها أكثر من مرة في اليوم الواحد، حتى راودتني فكرة الاستفسار عنها، حينما سألت واستفسرت، جاءت الإجابة صادمة، فقد اكتشفت أن ما أفعله هو ممارسة للعادة السرية.



تربطني بخطيبي علاقة عمرها سبعة أعوام، ولم تتم خطوبتنا إلا منذ شهر، خلال هذه الفترة لم أفعل أي شيء خاطئ معه، على مستوى الكلام، واللمس، وحتى النظر، فلم يمسك يدي أبداً، وأنا فخورة به، ولكنني أحتقر ذاتي؛ لأنني عزمت لأكثر من مرة على ترك العادة الملعونة، ووصل بي الحال بأن أقسمت وعاهدت ربي ألا أفعلها مرة أخرى، ولكنني أستثار بسرعة كبيرة، وأضعف أمام أي منظر، أو أثناء سماع أي أمر مثير، وكثيراً ما أصحو على انقباضات في المهبل، حتى أصبحت أكتف نفسي قبل النوم؛ حتى لا أقع في الخطأ وأفعلها.



عملي صيدلانية، وتعاملي مع كل الناس، وكل الأمراض، واليوم 5\1\2015 اتصلت بي امرأة في العمل، كانت تعاني من مرض تناسلي معين، فأخبرتني بالتفصيل ما حدث بينها وبين زوجها، على الرغم من أن الأمر لا يتطلب التفصيل أبداً، فحاولت إيقافها عن الكلام حتي لا أقع في الخطأ وتتم استثارتي، ولكنني لم أحتمل ومارست العادة السرية أكثر من مرتين، لا يمكنني التحكم في نفسي، فكلما حاولت، أشعر بأن جسمي كله يرتجف.



لا أعلم ماذا أفعل؟ فأنا أريد رضا الله في الدارين، ولكن العادة الملعونة هي الفاصل بيني وبين مرضاة الله، لقد كرهت نفسي، ولا أدري ماذا يجب أن أفعل؟ علماً بأنني حينما أكون مع خطيبي لا يمكن أن يحصل لي هذا الأمر نهائياً، ولا أتخيل أي شيء، لا أعلم ماذا أفعل أكثر من تكتيف نفسي.



أشعر بأنني سأموت من شدة الحزن على نفسي، وأشعر بأن كل الصلوات، وكل الصيام، وكل ما قرأت من القران، طار بالهواء بعيداً؛ بسبب ممارستي للعادة السرية.



أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الابنة الفاضلة/ amal حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



مرحبًا بك - ابنتنا الكريمة -، في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكرك أولاً على هذه المشاعر التي تدفعك نحو التخلص مما يُوقعك في سخط الله تعالى وغضبه، ونسأل الله تعالى أن يتوب علينا وعليك، وأن يُعفَّنا وإياك بالحلال عن الحرام، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تَقَرَّ به عينك، وتسكن إليه نفسك، وأن يُعجل لك بكل خير.



أما ما ذكرته في استشارتك من التخلص من هذه العادة القبيحة، فإن هذه العادة تحتاج منك إلى عزيمة مؤكدة، للانكفاف عنها، وإذا ما رُزقتِ هذه العزيمة، وبدأت في الأخذ بأسباب التخلص منها، فإن الله تعالى سيتولى عونك للتخلص منها.



مما يعينك في صنع هذه العزيمة: أن تُدركي تمام الإدراك بأن ممارسة هذه العادة لا يحل لك مشكلة ثوران الشهوة، بل هذه العادة تزيد نار الشهوة اضطرامًا، فهي بمثابة صب الزيت على النار، وبهذا فهي ليست علاجًا، والعلاج هو أن تحفظي نفسك عن المثيرات السمعية، أو البصرية، أو غير ذلك، وأن تُكثري وتداومي من الصوم ما استطعت، وأن تحاولي شغل نفسك وأوقات فراغك، فلا تختلي بنفسك كثيرًا، وحاولي ألا تأتي فراشك إلا وأنت منهكة البدن، بحيث تحتاجين إلى النوم مباشرة، وذلك بأن تُمارسي في أوقات فراغك ما ينفعك في أمر دينك أو دنياك، ولو بالرياضة البدنية، التي تستفرغ منك طاقة البدن وقوته.



نظن - أيتهَا البنت الكريمة -، أن مشكلتك علاجها في يديك، فليس ثمَّ أحد يستطيع أن يُعطيك عصًا سحريَّة تقلب لك الأمور، إنما خروجك من هذه المشكلة يحتاج إلى عزيمة صادقة منك، بالأخذ بهذه التدابير، والصبر عليها، واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، حتى يُعينك وييسر لك أمورك، وأن يُعفَّك بالحلال، فإذا فعلت ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى سيسهِّل لك العسير.



نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ عليك بتيسير أمورك، وتسهيل زواجك، وأن يعفَّك بحلاله عن حرامه.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1IpjYJM

إقرأ أيضا :