تعلقت بمقدم برامج وهذا سبب لي الضيق الشديد لأنه لا يدري عني ولا مشاعري

تعلقت بمقدم برامج وهذا سبب لي الضيق الشديد لأنه لا يدري عني ولا مشاعري

السؤال:

السلام عليكم



تعلقت بشاب خلوق وطيب ومحافظ على دينه، أحاول أن لا أفكر فيه ولكن أشعر بتعب شديد وضيق في الصدر، ومن شدة ضيق لا أستطيع النوم جيدا، وهو ليست له صلة بعائلتي، أنا أتابعه لأنه مقدم برامج على قناة بداية والمجد، وعندما أدعو بالزواج منه عائلتي تضحك وتقول: كيف سيعلم عنك إذا لم تكن لنا صلة به؟ ولكن أملي بالله قوي، هل يجوز أن أدعو الله بالزواج من شخص معين؟ أنا أصبحت أكثر الاستغفار والدعاء وقيام الليل، هل أدخل هكذا في النفاق؟ وهل صيغة هذا الدعاء جيدة (اللهم اجعله من نصيبي)؟



أرجو منكم الإجابة والنصيحة، وشكرا.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ الهنوف حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقك في دراستك، وأن يفتح عليك فتوح العارفين، وأن يمُنَّ عليك بزوجٍ صالحٍ طيبٍ مباركٍ يكون عونًا لك على طاعته ورضاه.



وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- فإنه مما لا شك فيه أن حياة الفتاة لا تكتمل إلا بأن تكون زوجة، وتُصبح في المستقبل أُمًّا، وتؤدي رسالة في الحياة كرسالة والدتها وجدتها وأقاربها من حولها، وهذا أمر جبل الله الناس عليه، فلقد خلق الله المرأة بطبيعتها تميل إلى الرجل، وخلق الله الرجل بطبيعته يميل إلى المرأة، وإلا ما كانت هناك رغبة في الزواج والارتباط، وكان الناس ينقرضون ولا يتكاثرون، فهذه سنة الله تبارك وتعالى الكونية التي فطر الناس عليها.



إلا أن الله وضع لتحقيق هذه السنة قواعد وضوابط، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه) ومعنى (أتاكم) أنه يأتي إلى البيت بطرق مشروعة وُفق القنوات الشرعية والتي جرى بها عُرف الناس في بلاد الإسلام، فإن تقدم الرجل إلى المرأة المؤمنة وكان صاحب خلق ودين فعلى أهلها أن يُرحبوا به وأن يقبلوه زوجًا لابنتهم، لأن الدين والخلق هو أهم عوامل النجاح في الحياة الأسرية.



أما الذي تتكلمين عنه من أن هذا رجل مُقدِّم برامج أو مُعدُّ برامج وترينه أنت في التلفاز ويراه الملايين من أمثالك فلا أتصور أن هذا الأمر فيه شيء من المنطقية؛ لأن هذا العمل الجماهيري الكبير عادة ما يجعل صاحبه محل نظر الملايين من الذين يُشاهدون هذه البرامج، وكما قال لك أهلك: من أدراه بأنك تتمنينه أو أنك تريدينه؟



أنا لا أقول بأن هذا مستحيل، ولكن أقول إن الله على كل شيء قدير، إلا أن الذي أتمناه الآن أن تركزي تفكيرك – يا بُنيتي –على مشروعك الكبير وهو الدراسة، بأن تنتهي من دراستك على خير، وتحرصي على أن تكوني متميزة متفوقة، وصدقيني ساعتها قد يأتي من هو أفضل منه، وقد يكون بعيدًا عن هذه الشهرة؛ لأنك لن تتحملي أبدًا بسهولة تعليقات النساء على زوجك وإعجاب المعجبات وغير ذلك، فقد يكون الزواج بهؤلاء المشاهير عقوبة، وأرى أن معظم هذه الزيجات التي تمت ما بين المشاهير في عالم الإعلام أو عالم الكرة أو عالم الفن وغيره تكون عادة حياة فاشلة، لوجود دافع الغيرة الذي يُوجد عند الرجل أو المرأة، فقد تكون المرأة مشتهرة ومشهورة وشخصية مثلاً إعلامية فزوجها يغار من كلام الناس معها وغير ذلك.



ولذا أرى أن تصرفي النظر عن هذا الموضوع، وأن تسألي الله تعالى أن يمُنَّ عليك بزوجٍ صالحٍ طيبٍ مناسبٍ، سواء كان هذا الأخ أو غيره، أما الدعاء بالاسم بالذات فأنا أخشى ألا تكوني موفقة في هذا الاختيار، حتى وإن كان صاحب خلق ودين، إلا أنك قد لا تشعري بالراحة عندما تقرئين في جوّالاته أو في رسائله أو في مواقع الإنترنت إعجاب الفتيات، كما أنك أُعجبت به الآن، أنت لم تستطيعي أن تمنعي – يا بُنيتي – إعجاب الآلاف المؤلفة من الفتيات به بل الملايين، وستعانين معاناة مرة، ولذلك أرجو أن تفكري تفكيرًا واقعيًا وعقلانيًا ومنطقيًا.



أنت من حقك أن تسألي الله تبارك وتعالى زوجًا صالحًا، أما أن تطلبي شخصًا بعينه قد يكون هذا فيه ضرر بالنسبة لك، فقد ترين الخير في الارتباط به، ولكن قد يكون الشر كل الشر، ولكن أرى أن تُسلمي الأمر لله تبارك وتعالى، وأن تفوضي أمرك إلى الله عز وجل، وأن تقولي: (اللهم ارزقني زوجًا صالحًا يكون عونًا لي على طاعتك ورضاك).



وأنصح بعدم متابعة برامج هذا الأخ نهائيًا، حتى تستطيعي أن تتخلصي من هذا الارتباط؛ لأن هذا الارتباط يُسبب لك تعبًا نفسيًا وضيقًا في الصدر كما ذكرت، وقد يُسبب لك عدم توفيقٍ في الدراسة أيضًا، أو قد يُسبب لك الانشغال عن الله تعالى وأنت في الصلاة والعبادة، لأنك أصبحت مشغولة بعبدٍ من عباد الله على حساب محبتك لله تعالى، واعلمي أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.



فأنا أرى أن هذا شر، أسأل الله أن يدفعه عنك، وأسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك خيرًا منه، إنه جواد كريم، وأدعو الله تعالى أن يملأ قلبك بمحبته جل جلاله سبحانه، ومحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، إنه جواد كريم.



هذا وبالله التوفيق.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/16I72kM

إقرأ أيضا :