أحبها وأتحسر ألمًا وندمًا على علاقتي العاطفية معها.. فأشيروا عليّ

أحبها وأتحسر ألمًا وندمًا على علاقتي العاطفية معها.. فأشيروا عليّ

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أولا: أشكركم على هذا الموقع الإسلامي الرباني، وأسأل الله العلي القدير أن يبارك في جميع العاملين وأن يجعله في ميزان حسناتكم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.



تعرفت عن طريق النت على فتاة متزوجة تحت الذريعة الفاسدة الصداقة، وفي هذه الفترة وفقني الله بسببها للهداية، فقد كنت ضالاً بكل المقاييس، حيث توفي الجنين في بطنها ولم ترد إخبار أهلها وكانت تنزف بشدة، وقمت آنذاك وتوضأت وصليت صلاة لم أصلها قط في حياتي بكيت بشدة، ودعوت لها بالفرج، وكانت هذه الصلاة هي مفتاح الخير والهداية بإذن الله، والحمد لله.



ومن بعد فترة توفي ابنها الأول، وهنا قررت قطع العلاقة وغيرت رقم الهاتف فقد قلت في نفسي هذه عاقبة المعصية، رغم أنني لم أرها قط ولم أزن بها، وأخبرني صديق لي كانت تملك رقمه أنها طلقت، وهنا رجعت معها بنية الزواج والستر عليها، وفي نفس الوقت كنت أتفقه تدريجيًا في الدين من خلال قناة الرحمة، وموقعكم الذي استفدت منه كثيرًا، وكلما زاد علمي زاد كربي؛ لأني أعلم أنني على علاقة محرمة مع هذه الفتاة.



وشاء قضاء الله أن قلت لها يجب قطع العلاقة حتى نعقد العقد الشرعي، فأصيبت بصدمة في الرأس تسببت في تعطل رجل عن الحركة واستلزمت معها إجراء عمليتين جراحيتين، استمرت الأمور على نفس الحال نرجع للكلام، رغم أنني قررت مراسلتها فقط بالرسائل، لكن لا أخفي عليكم أن المحظور يقع رغم كل الاحتياطات.



في كل مرة أندم وأقول لها يجب علينا قطع العلاقة وتصدم بعد ذلك؛ لأنها وصلت لدرجة عشقي، فهي ترفض جل الخطاب، وأراجعها بعد ذلك؛ لأنني وبصراحة أريدها زوجة لي هي خلوقة، ومن عائلة محترمة رغم نقص دينها بحسب نظري، لكني أرى تقبلاً منها، واستعدادها على التفقه، فهي محافظة على الصلاة، ونادمة على ما بدر منها سابقًا، وتجاهد على متابعة الدروس الدينية، وأعطيتها موقعكم لتستفيد منه -جزاكم الله خيرًا-.



رجاءً سامحوني كثيرًا على الإطالة، وعلى التعبير الركيك، فأنا في حيرة من أمري، فكرت مرارًا في التخلي عنها من أجل رضى الله رغم صعوبة الوضع، وأؤمن أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، لكن ضميري يقتلني لكوني سأظلمها فهي متعلقة بي تعلقا شديدًا لدرجة العشق.



فهل أستمر في مراسلتها علمًا أن حالتها تتحسن عندما أكون معها، فقد مرت بصدمات متتالية، موت الجنين، ثم موت الطفل، ثم موت والدها، ثم تخلييّ عنها.



وهل أقطع تمامًا علاقتي معها، وأفوض أمري إلى الله؟ أخاف أن أعيش وعليّ هذا الوزر!



رجاء لكل من يقرأ هذه الاستشارة أن يدعو لنا بالفرج، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



فمرحبًا بك في موقعك، ونشكر لك التواصل والمتابعة للموقع والسؤال، ونسأل أن يعجل لك بالفرج، ويصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق في طاعته، أكرر في طاعته الآمال.



لا شك أن الوزر والذنب وما تخافه حاصل طالما استمرت العلاقة دون أن يكون لها غطاء من الشرع، فليس أمامك إلا أن تتقدم لتجعل العلاقة شرعية ومعلنة، وأما تنسحب وتتوقف، ورغم قناعتنا أن الصعوبات حاصلة، وأن الصدمات العنيفة متوقعة إلا أن كل ذلك يهون إذا قورن بالأثر المترتب على الاستمرار في العصيان؛ لأن العظيم يستر على العصاة ويستر، فإذا لبسوا للمعصية لبوسها وبارزوا الله هتكهم، وفضحهم، وخذلهم { فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون }.



والنصح لنفسك ولها يقتضي التوقف فورًا، والتوبة لله مما حصل فإن استقر في نفسك الزواج منها، فعليك أن تطرق باب أهلها وتحضر أهلك الذين نتمنى أن تشاورهم في البداية؛ فإذا حصل التعارف والوفاق والاتفاق، وتمت النظرة الشرعية بحضور محرم من محارمها، وحصل الارتياح والانشراح والقبول، فعند ذلك نردد جميعًا: ( لم ير للمتحابين مثل النكاح ).



والإسلام لا يقبل باي علاقة بين ذكر وأنثى إلا في إطار المحرمية أو الزوجية، وأرجو أن تنتبهوا فإن الشيطان يستدرج ضحاياه، وقد يدخل لهم من باب النصح والتعاون على الخير، بل قد يتفقوا على إيقاظ بعضهم للصلاة والتنافس فيما بينهم على حفظ القرآن، وفي النهاية تحصل المخالفات والتجاوزات فتتوالى المشكلات، والدخول في شبكات العواطف هين، لكن التأمل في الخروج وكما قيل: اُنج سعد فقد هلك سعيد، واجعل من طاعتك لله عيد، وتجنب كل ما يغضبه، فإنه شديد العذاب والوعيد.



وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر عن المعاصي، فان العاقبة للصابرين، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرًا.



سعدنا بتواصلك ونكرر لك الشكر على السؤال، ونؤكد أن ذلك دليل على صحوة في ضميرك وإشراق من نفسك اللوامة فاغتنم هذه الانتباهة، وعد إلى رب رحيم غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا.



ولك منا الحب وخالص الدعاء وأطيب الامنيات.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1vyH5Zg

إقرأ أيضا :