هل الخوف من الناس وأعراض التوتر مرض نفسي أو جزء من الشخصية؟

هل الخوف من الناس وأعراض التوتر مرض نفسي أو جزء من الشخصية؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أنا فتاة عمري 24 لدي خوف دائم من الناس، وعندما أكون في مقابلة مع شخص غريب أشعر بخوف وضيق في التنفس وجسمي يرتجف ويتعرق مع مغص خفيف، ويثقل لساني ويجف حلقي، وأحياناً أنسى ما كنت أحاول قوله وأتلعثم في الكلام، وأخاف من أن أخطئ في الحديث، ولا أمتلك ثقة في نفسي رغم أني أحاول أن أكون اجتماعية لكني لا أستطيع، رغم أنني في البيت فتاة طبيعية وجريئة، وبسبب حالتي هذه لم أستطع تكوين صداقات وليس لدي أي شخص مقرب من العائلة، وأغلب الأوقات أجلس وحيدة، وأتجنب العزائم والأعراس والاجتماعات، والمشكلة أنني فشلت في كل مقابلات العمل بسبب خوفي، وأصبح وضعي أسوأ من قبل، وبدأت مؤخراً أقول لو أنني لم أولد لكان الوضع أفضل لكل شخص تأمل بي.



هل حالتي مرض نفسي أو هذه شخصيتي وﻻ تتغير؟ وهل أستطيع أن أكون جريئة وناجحة في يوم من الأيام؟ وهل يوجد علاج طبي للخوف من مقابلات؟



ساعدوني جزاكم الله خيراً.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



أنت لست مريضة، لديك ظاهرة الخوف عند المواجهات أو المواقف الاجتماعية، والأمر أصلاً يبدأ بقلق طبيعي، قلق مطلوب ليُحفِّز الإنسان من أجل التفاعل الاجتماعي والمواجهة والموقف بصورة صحيحة، لكن هذا الموقف قد يتحول إلى موقف سلبي لدى بعض الناس، فيحصل هنالك تخوف، وتسارع في ضربات القلب، وربما ارتجاف، وربما تعرُّق، لكن هذه الأعراض نفسها اتضح أنها ليست بالضخامة أو الشدة أو الحجم الذي يتصوره الإنسان الذي يعاني من الخوف الاجتماعي، فهي أقل بكثير، لكن صاحبها يشعر بها مضخَّمة، وهذه قضيةٌ أساسيةٌ تجعل الإنسان يحسُّ بالمزيد من الخوف.



استيعاب هذه النقطة مهم جدًّا، لأنها هي الوسيلة الوحيدة التي تطمئن الإنسان من أجل المزيد من التفاعل الاجتماعي، والتواصل الاجتماعي، والإصرار على ذلك.



أنت شخصيتك ليست ضعيفة، لكن ثقتك في مقدراتك هي الضعيفة، ومقدراتك موجودة، فإذًا: غيّري هذه الفكرة، استبدلي هذه الفكرة بمزيد من الفكر الإيجابي، وضعي لحياتك هدفاً، وتكون الأهداف في الحياة: أهدافاً قصيرة المدى، وأهدافاً متوسطة المدى، وأهدافاً بعيدة المدى ، فالهدف قصير المدى كأن تضعي لنفسك برنامج تحفظين من خلاله جزء النبأ مثلاً إذا لم تكوني تحفظين أصلاً، هذا هدف قريب المدى، آني وسهل التحصيل. هدف آخر بعد ستة أشهر مثلاً، أو يستغرق ستة أشهر: أن تتعلمي هواية معينة، أن تدخلي كورسا معينا، هذا هدف، وبعد ذلك الأهداف بعيدة المدى، وهي معروفة: أن تكوني فتاة متميزة متفوقة، لديك مهارات، وأن تسألي الله أن يرزقك الزوج الصالح، وأن تهتمي ببيتك وأولادك، وأن تطوري من مقدراتك بصفة عامة، وتكوني حريصة على بر الوالدين... وهكذا.



إذًا وضع أهداف مهم جدًّا للإنسان، وموضوع الأهداف يختلف من إنسانٍ إلى آخر، كل إنسان يجب أن يتحرك من خلال إمكانياته وما هو متاح له من فرص، لكن أن يجلس الإنسان ويجعل الزمن يُديره وهو لا يُدير الزمن هذه مشكلة كبيرة جدًّا، تفقد الإنسان المهارات حتى الاجتماعية. فهذا هو الذي أنصحك به - أيتها الفاضلة الكريمة – وأريدك أن تُكثري من التواصل الاجتماعي، والفعالية داخل الأسرة، وطبقي أيضًا تمارين الاسترخاء ففيها فائدة كبيرة جدًّا للإنسان من أجل أن يكون فاعلاً.



بالنسبة للأدوية المضادة للخوف كثيرة جدًّا، وأحد الأدوية الإسعافية التي يمكن استعمالها قبل المقابلات العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (إندرال) ويسمى علميًا باسم (بروبرالانول)، الجرعة المطلوبة في حالتك بسيطة، وهي عشرة إلى عشرين مليجرامًا ساعتين قبل المقابلة، لكن هذا الدواء لا يتم تناوله بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو.



أيضًا: أن يستعين الإنسان بالله تعالى، أن يقول (بسم الله الرحمن الرحيم)، أن يقرأ الفاتحة، أن يسأل الله تعالى أن ييسر له أمره وأن يحلل العقدة من لسانه، هذا كله طيب، مع التدرب على تمارين التنفس التدريجي، وهذه يمكن أن تكتسبي مهارات عالية فيها جدًّا، بأن ترجعي إلى استشارة موقعنا تحت رقم (2136015).



باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1AOmQeF

إقرأ أيضا :