لا أستطيع الزواج خوفا من ليلة الدخلة، كيف أتخلص من هذا الشعور؟
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، دكتور أسعدك الله في الدنيا والآخرة.
لدي العديد من المشاكل، وليس حولي من يحتويني ويساعدني سوى الله -سبحانه وتعالى-:
المشكلة الأولى: لدي خوف شديد من الوقوع في الذنوب وعدم رضا الله عني، خاصة عندما أستمع للغيبة، أفكر في عدم حب الله لي، وأن الله سيعذبني، أقوم وأتوضأ وأصلي ركعتين وأستغفر الله، لكن لا يزال الندم والتفكير المستمر.
المشكلة الثانية: التفكير الزائد في الموت، أحزن لكن دون سخط على قضاء الله، وأجلس أفكر فيه، كيف حال الأموات؟ هل هم سعداء؟ ما هي حياة البرزخ؟
المشكلة الثالثة: لدي خوف من الزواج، أصبح عمري 36 سنة، كلما تقدم لي شخص أرفضه بسبب خوفي من ليلة الدخلة؛ لأن الذين حولي يصفون لي الزواج أنه مخيف، على الرغم أنهم متزوجون، ويقولون: لا تفكري في الزواج، أنت خجولة وملتزمة، اتركِ الزواج لغيرك، ويقولون: أن في ليلة الدخلة سوف يخرج منك بحر من الدماء عند فض الغشاء، وإذا لم يخرج الدم، سوف يتم عرضك على طبيب، يقولون تذكري لعلك تعرضتِ للسقوط في الصغر، أو اندفع عليك الماء، وأنا لا أتذكر أي شيء.
الذي أتذكره أنني لم أمارس الجنس، وقالوا أن الجماع يؤلم، وأن الرجل عند دخول المنزل سيقوم بخلع جميع ملابسه، أصبحت في حالة هلع وخوف شديد، أصبحت أنظر إلى نفسي وأبحث عن مكان الغشاء، ولكنني لاحظت وأنا واقفة أن تحت الأشفار فتحة صغيرة، وعند الجلوس تختفي، وأنا لم أدخل شيئاً في منطقة تحت الأشفار، فهل أنا سليمة؟
الشيء الذي أتذكره هو أنني عندما كنت في عمر 18 سنة، شعرت بألم في البطن قبل الدورة بثلاثة أيام، واشتد الألم أسفل البطن، لكن لم أخبر أحداً، أخلصت النية لله، التزمت الدعاء والصلاة في آخر الليل، والرقية الشرعية، والإكثار من قراءة القرآن، ويشهد الله أنني استمررت أسبوعاً وأنا أشعر بالألم، ولكن لم أشتكِ لأحدٍ سوى الله، لأنني أجزمت أن الألم تكفير، وتذكرت قول الله:" وإذا مرضت فهو يشفين".
وعند دخول الحمام للتبرز خرج من مكان الدورة شيء مثل الكرة الصغيرة لونها بني، مثل قطعة الكبد، لكنني لم أشعر بألم، ونزلت بعدها الدورة، والآن الدورة منتظمة شهرياً.
لكن رسخت الأحداث في ذهني، وكلما تقدم لي خاطب أرفضه خوفاً أن هذا الشيء أثر على غشاء البكارة، أنا ملتزمة وحافظة للقرآن، وأعالج نفسي بالقرآن وإخلاص النية.
أعتذر على الإطالة، هل مكان الغشاء تحت الأشفار؟ وهل مكان الدورة والولادة واحد؟ أنا يتيمة، وأعيش في دار الأيتام وليس لدي أحد يخبرني بهذه الأمور.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يرزقك بزوج صالح يسعدك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد وطاعة رب العباد.
وأرجو أن أؤكد لك أن المعلومات المخيفة عن ليلة الدخلة كاذبة، وأن تصوراتك ومعلوماتك عن غشاء البكارة خاطئة، وأنت -ولله الحمد- سليمة، وسوف تسمعين وتعلمين من الدكتورة المختصة المتميزة ما يطمئنك، فخذي بالتوجيهات ولا تستمعي لتهويلات وأكاذيب الجاهلات، واستمري في التوجه إلى رب الأرض والسموات، واعلمي أن الزواج متعة وجمال وطاعة وكمال، وأن مسألة غشاء البكارة وليلة الدخلة من أيسر وأمتع الليالي التي تترك معك أجمل الذكريات، وأن الزوج ليس وحشاً، بل هو محب لطيف يشفق عليك ويرعاك ويسعى في إسعادك، فانظري للحياة بالمنظار الجميل، واعلمي أن الخجل سوف يزول بينك وبين زوجك، وليستمر الحياء فإنه خلق الإسلام، والخجل هو الوجه المذموم للحياء الذي يمنع الإنسان من قول الحق، ويحول بينه وبين المتعة الحلال، ونؤكد لك أن كل الأوهام ستزول، وسوف تغضبين على من حال بينك وبين اللذة الحلال.
أما بالنسبة لما ذكرت من الخوف من الذنوب: فإنه جيد إذا لم يتجاوز حده وينقلب ضده، وإذا ذكرك الشيطان بالذنوب فتذكري رحمة ومغفرة وستر علام الغيوب، وجددي التوبة وأكثري من الاستغفار؛ فإن ذلك مما يغيظ الشيطان، فهو العدو المبين الذي يحزن إذا تبنا ويتحسر إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، فعامليه بنقيض قصده، واسألي الله أن يكف شره وأن يكفيك أمره.
والشيطان هو الذى يشوش عليك في أمر الزواج؛ لأنه لا يريد للناس الحلال، وهمه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئاً إلا إذا قدر رب الأكوان، واعلمي أن أحسن قلب يحتوي المرأة هو الزوج، فأنت له سكن وهو لك سكن، فلا تردي الخطاب، وتعوذي بالله من جهل الجهال، واعلمي أن النساء خلقن للرجال ولهن خلق الله الرجال.
وأرجو أن تتذكري عند الخوف الرجاء، ولا تنسي مغفرة الغفور ورحمة الرحيم وتوبة التواب، والذي ما سمى نفسه تواباً إلا ليتوب علينا، ونحمد الله أنك مصلية وقارئة لكتاب الله وذاكرة، فأبشري بالخير وأملي ما يسرك.
ولا تخافي من الموت، فإن ما بعده راحة للمؤمن، ولن تموتي إلا بعد أن تستكملي أجلك ورزقك، فاطردي الوساوس وتذكري أنك لا زلت حية تكتبين إلينا وتقرئين ما كتبناه، فلا يلعب بك الشيطان، وإذا جاءك ذكر الموت فأكثري من الصالحات، وزيدي من الإقبال على رب الأرض والسموات، وجددي التوبة فإنها تجب وتمحو ما قبلها.
نسعد بدوام تواصلك مع موقعك، ونسعد أكثر بسماع التوجيهات الشرعية، ثم بتنفيذ توجيهات الطبيبة المستشارة، وتجنب إرخاء الأذن للجاهلات، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
------------------------------------------
انتهت إجابة: د. أحمد الفرجابي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-،
تليها إجابة: د. رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
------------------------------------------
لا- يا عزيزتي- إن كل ما سمعت به أو قيل لك من كلام عن ليلة الزفاف وعن غشاء البكارة, غير صحيح وغير واقعي, فالزواج ليس علاقة جنسية فقط، بل هو بالأساس علاقة إنسانية عظيمة, أرادها الله -عز وجل- أن تكون ميثاقاً غليظاً؛ لأنه نصف الدين وأساس استمرار البشرية.
والرجل -يا عزيزتي- لا يقل رقة وحنانا عن المرأة، وبكل التأكيد أن مشاعره ستكون مع زوجته في تلك الليلة، وسيفكر كيف يخفف من خوفها وحرجها، ليجعلها تتقبل العلاقة, وشبابنا -والحمد لله- لديهم ما يكفي من الوعي والمعرفة لإنجاح حياتهم الزوجية.
والحقيقة هي أن البعض قد اعتاد المبالغة والتهويل، خاصة عندما يتعلق الأمر بمثل هذه الأمور المخفية, فيجعل من المواقف الشاذة والنادرة, على أنها القاعدة، بل ويقوم بتضخيم هذ المواقف بطريقة مبالغ فيها، فتتشوه صورة الرجال بل وصورة الزواج في ذهن الكثير من الفتيات.
إن غشاء البكارة هو عبارة عن طبقة لحمية, لها مقاومة ولها سماكة, وهو لا يتمزق إلا عندما يتم إدخال جسم صلب إلى جوف المهبل عبر فتحة الغشاء، ويجب أن يكون قطر هذا الجسم الصلب أكبر من قطر فتحة الغشاء, وبما أنك لم تقومي بمثل هذا الفعل, ولم يقربك أي إنسان -والحمد لله-، لذلك فإنني أؤكد لك على أن غشاء البكارة عندك سيكون سليماً، وستكونين عذراء -بإذن الله تعالى-.
إن الغشاء يقع فوق مستوى الأشفار, وهو للأعلى من فتحة المهبل بحوالي 2 سم, وله حواف حرة تحيط بفتحته -التي هي نفس الفتحة التي ينزل منها دم الحيض, وتتم من خلالها الولادة الطبيعية-، وله حواف ثابتة ترتكز على جدران المهبل من الداخل.
وعند الزواج تحدث تمزقات بسيطة في الحواف الحرة, لتسمح للعضو الذكري بالولوج إلى داخل المهبل, وهذه التمزقات يمكن تشبيهها بالشقوق التي تحدث في الشفاه أو في جلد اليدين في أيام البرد, وينزل منها بضع قطرات قليلة من الدم، مع الشعور بشيء بسيط من الألم أو المضض، وفي خلال 3-5 أيام ستلتئم هذه التشققات البسيطة, وستصبح فتحة الغشاء واسعة بما يكفي لحدوث العلاقة الزوجية فيما بعد بشكل طبيعي, ومن دون حدوث ألم ولا نزول دم، إذا -يا عزيزتي- إن الأمر أبسط بكثير مما تم تصويره لك، فلا تلتفتي لكل ما يقال من كلام.
إن الألم الذي يحدث عندك مع أو قبل الدورة الشهرية، وكذلك الشد أو الحزق، لا يمكن أن يؤثر على غشاء البكارة, وأما القطعة البنية التي لاحظت نزولها خلال الشد، فهي عبارة عن خثرة دموية، ونزولها لم يؤثر على الغشاء, فاطمئني تماماً، وأبعدي عنك المخاوف والوساوس, فأنت عذراء -إن شاء الله-، وأنصحك بالنظر في أمر من يتقدم لك ممن ترضين دينه وخلقه.
نسأل الله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائماً.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، دكتور أسعدك الله في الدنيا والآخرة.
لدي العديد من المشاكل، وليس حولي من يحتويني ويساعدني سوى الله -سبحانه وتعالى-:
المشكلة الأولى: لدي خوف شديد من الوقوع في الذنوب وعدم رضا الله عني، خاصة عندما أستمع للغيبة، أفكر في عدم حب الله لي، وأن الله سيعذبني، أقوم وأتوضأ وأصلي ركعتين وأستغفر الله، لكن لا يزال الندم والتفكير المستمر.
المشكلة الثانية: التفكير الزائد في الموت، أحزن لكن دون سخط على قضاء الله، وأجلس أفكر فيه، كيف حال الأموات؟ هل هم سعداء؟ ما هي حياة البرزخ؟
المشكلة الثالثة: لدي خوف من الزواج، أصبح عمري 36 سنة، كلما تقدم لي شخص أرفضه بسبب خوفي من ليلة الدخلة؛ لأن الذين حولي يصفون لي الزواج أنه مخيف، على الرغم أنهم متزوجون، ويقولون: لا تفكري في الزواج، أنت خجولة وملتزمة، اتركِ الزواج لغيرك، ويقولون: أن في ليلة الدخلة سوف يخرج منك بحر من الدماء عند فض الغشاء، وإذا لم يخرج الدم، سوف يتم عرضك على طبيب، يقولون تذكري لعلك تعرضتِ للسقوط في الصغر، أو اندفع عليك الماء، وأنا لا أتذكر أي شيء.
الذي أتذكره أنني لم أمارس الجنس، وقالوا أن الجماع يؤلم، وأن الرجل عند دخول المنزل سيقوم بخلع جميع ملابسه، أصبحت في حالة هلع وخوف شديد، أصبحت أنظر إلى نفسي وأبحث عن مكان الغشاء، ولكنني لاحظت وأنا واقفة أن تحت الأشفار فتحة صغيرة، وعند الجلوس تختفي، وأنا لم أدخل شيئاً في منطقة تحت الأشفار، فهل أنا سليمة؟
الشيء الذي أتذكره هو أنني عندما كنت في عمر 18 سنة، شعرت بألم في البطن قبل الدورة بثلاثة أيام، واشتد الألم أسفل البطن، لكن لم أخبر أحداً، أخلصت النية لله، التزمت الدعاء والصلاة في آخر الليل، والرقية الشرعية، والإكثار من قراءة القرآن، ويشهد الله أنني استمررت أسبوعاً وأنا أشعر بالألم، ولكن لم أشتكِ لأحدٍ سوى الله، لأنني أجزمت أن الألم تكفير، وتذكرت قول الله:" وإذا مرضت فهو يشفين".
وعند دخول الحمام للتبرز خرج من مكان الدورة شيء مثل الكرة الصغيرة لونها بني، مثل قطعة الكبد، لكنني لم أشعر بألم، ونزلت بعدها الدورة، والآن الدورة منتظمة شهرياً.
لكن رسخت الأحداث في ذهني، وكلما تقدم لي خاطب أرفضه خوفاً أن هذا الشيء أثر على غشاء البكارة، أنا ملتزمة وحافظة للقرآن، وأعالج نفسي بالقرآن وإخلاص النية.
أعتذر على الإطالة، هل مكان الغشاء تحت الأشفار؟ وهل مكان الدورة والولادة واحد؟ أنا يتيمة، وأعيش في دار الأيتام وليس لدي أحد يخبرني بهذه الأمور.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يرزقك بزوج صالح يسعدك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد وطاعة رب العباد.
وأرجو أن أؤكد لك أن المعلومات المخيفة عن ليلة الدخلة كاذبة، وأن تصوراتك ومعلوماتك عن غشاء البكارة خاطئة، وأنت -ولله الحمد- سليمة، وسوف تسمعين وتعلمين من الدكتورة المختصة المتميزة ما يطمئنك، فخذي بالتوجيهات ولا تستمعي لتهويلات وأكاذيب الجاهلات، واستمري في التوجه إلى رب الأرض والسموات، واعلمي أن الزواج متعة وجمال وطاعة وكمال، وأن مسألة غشاء البكارة وليلة الدخلة من أيسر وأمتع الليالي التي تترك معك أجمل الذكريات، وأن الزوج ليس وحشاً، بل هو محب لطيف يشفق عليك ويرعاك ويسعى في إسعادك، فانظري للحياة بالمنظار الجميل، واعلمي أن الخجل سوف يزول بينك وبين زوجك، وليستمر الحياء فإنه خلق الإسلام، والخجل هو الوجه المذموم للحياء الذي يمنع الإنسان من قول الحق، ويحول بينه وبين المتعة الحلال، ونؤكد لك أن كل الأوهام ستزول، وسوف تغضبين على من حال بينك وبين اللذة الحلال.
أما بالنسبة لما ذكرت من الخوف من الذنوب: فإنه جيد إذا لم يتجاوز حده وينقلب ضده، وإذا ذكرك الشيطان بالذنوب فتذكري رحمة ومغفرة وستر علام الغيوب، وجددي التوبة وأكثري من الاستغفار؛ فإن ذلك مما يغيظ الشيطان، فهو العدو المبين الذي يحزن إذا تبنا ويتحسر إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، فعامليه بنقيض قصده، واسألي الله أن يكف شره وأن يكفيك أمره.
والشيطان هو الذى يشوش عليك في أمر الزواج؛ لأنه لا يريد للناس الحلال، وهمه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئاً إلا إذا قدر رب الأكوان، واعلمي أن أحسن قلب يحتوي المرأة هو الزوج، فأنت له سكن وهو لك سكن، فلا تردي الخطاب، وتعوذي بالله من جهل الجهال، واعلمي أن النساء خلقن للرجال ولهن خلق الله الرجال.
وأرجو أن تتذكري عند الخوف الرجاء، ولا تنسي مغفرة الغفور ورحمة الرحيم وتوبة التواب، والذي ما سمى نفسه تواباً إلا ليتوب علينا، ونحمد الله أنك مصلية وقارئة لكتاب الله وذاكرة، فأبشري بالخير وأملي ما يسرك.
ولا تخافي من الموت، فإن ما بعده راحة للمؤمن، ولن تموتي إلا بعد أن تستكملي أجلك ورزقك، فاطردي الوساوس وتذكري أنك لا زلت حية تكتبين إلينا وتقرئين ما كتبناه، فلا يلعب بك الشيطان، وإذا جاءك ذكر الموت فأكثري من الصالحات، وزيدي من الإقبال على رب الأرض والسموات، وجددي التوبة فإنها تجب وتمحو ما قبلها.
نسعد بدوام تواصلك مع موقعك، ونسعد أكثر بسماع التوجيهات الشرعية، ثم بتنفيذ توجيهات الطبيبة المستشارة، وتجنب إرخاء الأذن للجاهلات، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
------------------------------------------
انتهت إجابة: د. أحمد الفرجابي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-،
تليها إجابة: د. رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
------------------------------------------
لا- يا عزيزتي- إن كل ما سمعت به أو قيل لك من كلام عن ليلة الزفاف وعن غشاء البكارة, غير صحيح وغير واقعي, فالزواج ليس علاقة جنسية فقط، بل هو بالأساس علاقة إنسانية عظيمة, أرادها الله -عز وجل- أن تكون ميثاقاً غليظاً؛ لأنه نصف الدين وأساس استمرار البشرية.
والرجل -يا عزيزتي- لا يقل رقة وحنانا عن المرأة، وبكل التأكيد أن مشاعره ستكون مع زوجته في تلك الليلة، وسيفكر كيف يخفف من خوفها وحرجها، ليجعلها تتقبل العلاقة, وشبابنا -والحمد لله- لديهم ما يكفي من الوعي والمعرفة لإنجاح حياتهم الزوجية.
والحقيقة هي أن البعض قد اعتاد المبالغة والتهويل، خاصة عندما يتعلق الأمر بمثل هذه الأمور المخفية, فيجعل من المواقف الشاذة والنادرة, على أنها القاعدة، بل ويقوم بتضخيم هذ المواقف بطريقة مبالغ فيها، فتتشوه صورة الرجال بل وصورة الزواج في ذهن الكثير من الفتيات.
إن غشاء البكارة هو عبارة عن طبقة لحمية, لها مقاومة ولها سماكة, وهو لا يتمزق إلا عندما يتم إدخال جسم صلب إلى جوف المهبل عبر فتحة الغشاء، ويجب أن يكون قطر هذا الجسم الصلب أكبر من قطر فتحة الغشاء, وبما أنك لم تقومي بمثل هذا الفعل, ولم يقربك أي إنسان -والحمد لله-، لذلك فإنني أؤكد لك على أن غشاء البكارة عندك سيكون سليماً، وستكونين عذراء -بإذن الله تعالى-.
إن الغشاء يقع فوق مستوى الأشفار, وهو للأعلى من فتحة المهبل بحوالي 2 سم, وله حواف حرة تحيط بفتحته -التي هي نفس الفتحة التي ينزل منها دم الحيض, وتتم من خلالها الولادة الطبيعية-، وله حواف ثابتة ترتكز على جدران المهبل من الداخل.
وعند الزواج تحدث تمزقات بسيطة في الحواف الحرة, لتسمح للعضو الذكري بالولوج إلى داخل المهبل, وهذه التمزقات يمكن تشبيهها بالشقوق التي تحدث في الشفاه أو في جلد اليدين في أيام البرد, وينزل منها بضع قطرات قليلة من الدم، مع الشعور بشيء بسيط من الألم أو المضض، وفي خلال 3-5 أيام ستلتئم هذه التشققات البسيطة, وستصبح فتحة الغشاء واسعة بما يكفي لحدوث العلاقة الزوجية فيما بعد بشكل طبيعي, ومن دون حدوث ألم ولا نزول دم، إذا -يا عزيزتي- إن الأمر أبسط بكثير مما تم تصويره لك، فلا تلتفتي لكل ما يقال من كلام.
إن الألم الذي يحدث عندك مع أو قبل الدورة الشهرية، وكذلك الشد أو الحزق، لا يمكن أن يؤثر على غشاء البكارة, وأما القطعة البنية التي لاحظت نزولها خلال الشد، فهي عبارة عن خثرة دموية، ونزولها لم يؤثر على الغشاء, فاطمئني تماماً، وأبعدي عنك المخاوف والوساوس, فأنت عذراء -إن شاء الله-، وأنصحك بالنظر في أمر من يتقدم لك ممن ترضين دينه وخلقه.
نسأل الله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائماً.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1rQNnRX