العادة السرية عزلتني عن الناس ودمرت شخصيتي.. أريد الحل؟

العادة السرية عزلتني عن الناس ودمرت شخصيتي.. أريد الحل؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



توجد مشكلة في حياتي، ولا أعرف كيف أنتهي منها، مشكلتي هي أني مدمن على ممارسة العادة السرية منذ سن 13 سنة، وحتى الآن 15 سنة، فأنا أمارس العادة السرية يوميًا دون انقطاع، ولم أكن أدرك مشاكلها، والتي تفعله في الإنسان، ومع الوقت في منتصف سن الـ 14 سنة بدأت أشعر بالنسيان، وعدم التركيز والضعف والخمول في جسمي، وإذا احتكت يدي بالقضيب لدقائق قليلة تحدث عمليه القذف.



مستواي الدراسي بدأ يقل ودمرت حياتي تمامًا من حيث الشخصية، فقد عرفت أن العادة السرية تجعل شخصية الإنسان شخصية انطوائية وضعيفة، وتضعف ثقة الإنسان بنفسه، كل هذه المشاكل سببها العادة السرية، فأريد أن أقلع عنها، وأريد الحل.



مع العلم أني حاولت أكثر من مرة الإقلاع عنها، لكن دون فائدة، كنت أتوقف عن الممارسة لقليل من الأيام، ثم أعود لممارستها لأيام أكثر من التي توقفت فيها عن الممارسة.



أفيدوني أفادكم الله.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ علي عبد الوهاب حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



شكرًا لك على سؤالك، وعلى الكتابة إلينا.

ليس غريبًا أن تكثر العادة السرية عند الشباب، وخاصة في سن المراهقة كما هي الحال في عمرك الآن، وكثير من هؤلاء يبقى الأمر عندهم من باب التجريب، وأنها ولحدّ كبير مرحلة "طبيعية" من مراحل نموهم الجنسي، حيث تظهر عند الشاب بعض الأمور التي يشعر بها نتيجة نموه الجنسي وتفاعل الهرمونات في جسده، ويكثر عنده الانتصاب اللاإرادي، سواء في النوم، أو اليقظة، وما يرافق ذلك من الاحتلام والقذف اللاإرادي، فما هو إلا وقت قصير، إلا ويجد نفسه مادًا يده لعضوه التناسلي، ممارسًا الاستمناء أو العادة السرية، وخاصة مع الكثير من المثيرات الجنسية.



ولا شك أن اللذة المرافقة لهذا الاستمناء من الشدة بحيث تعيده إليها مجددًا.



وهذا الأمر عند كثير من الشباب مرحلة عابرة من مراحل نموهم وتطورهم، بالرغم من اختلاف شدة الممارسة من شاب لآخر، ولا أظن أن مجرد التخويف للإقلاع عن هذه الممارسة تفيد مع الكثيرين، وإنما تجعلها، وهذا من اسمها، العادة السرية، وبحيث يصبح الشاب أكثر سرية، وأكثر تكتمًا على الأمر.



إن الكثير مما ينتشر بين الناس من الأضرار "الطبية" والنفسية والعقلية للعادة السرية ليست مما ثبت علميًا، أو تقوم عليه الأدلة، بالرغم من انتشار الأفكار غير الحقيقة حول هذا.



وكم هي صعبة حياة الشباب هذه الأيام، وخاصة مع كثرة المغريات من حولهم، بالكثير من الأشكال والألوان والروائح... ومن هنا تأتي أهمية معرفة الرأي الفقهي في الموقف من هذه العادة، ولمشايخنا الكرام أن يبدوا الموقف الفقهي من هذا السلوك.



ويمكن أن أحيلك إلى كتاب الشيخ يوسف القرضاوي "الحلال والحرام في الإسلام" حيث استعرض أقوال الفقهاء في هذا الأمر، آخذين بعين الاعتبار ظروف الشاب، وليس مجرد فتوى واحدة وبغض النظر عن ظروف الشاب، وأرجو مراجعة النصوص الذي ذكرها الشيخ القرضاوي في كتابه.



وربما هناك طريقتين للتوقف أو تخفيف هذه الممارسة، الأولى التوقف الكلي ودفعة واحدة، ويحتاج هذا للإرادة القوية، والثانية التخفيف المتدرّج، وهذا أيضا يحتاج للكثير من الإرادة والعزيمة، فاختر أيهما أنت أقدر عليها.



افتح المجال لنفسك لتمارس الأنشطة المختلفة الدينية والفكرية والرياضية والترفيهية... وبحيث تعطي نفسك مجالات واسعة من الاهتمامات والهوايات المفيدة والنافعة، مما يمكن أن يصرفك عن غيرها من العادات والممارسات القليلة الفائدة.



حفظك الله من أي سوء، وأعانك على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1oT1MyZ

إقرأ أيضا :