كيف أتخلص من مشاعري غير السوية نحو النساء؟

كيف أتخلص من مشاعري غير السوية نحو النساء؟

السؤال:

السلام عليكم



لقد عانيت في طفولتي وتحديدا في عمر العشر سنوات من فقدان الحب والحضن الدافئ، والمحادثة التي تريح القلب مع كل من أمي وأبي، فخرجت أبحث عن أمّ لي كي أكسب منها ما فقدتُ، وقد أحببت معلمة في المدرسة وكبرت على ذاك الحب، ووالله لم أرد منها غير الحنان، وقد أحببتها في عمر 10 سنوات، حتى هذا اليوم، وبنيت كل نجاحاتي لأجلها، وحققت أشياء لم تكن بالحسبان عندي لأجلها.



المشكلة: أنني كنت أكتم حبي لها، وعندما كان عمري 17 سنة ذهبت إليها في عيد الأم لأهديها هدية، رغم أنني لا أومن بهذا العيد، لكن فقط من باب التقرب وتوضيح الصورة لها، فوجدتها إنسانة لا تبالي لمشاعر من أمامها، ووجدت نفسي أنني كنت أبني فكرة في خيالي، وقد كبرت عليها.



لكن في اللاوعي عندي، هناك طفلة ما زالت تريدها، وإنني كلما رأيتها وطرحت عليها السلام لا أبالي بها، لكن عندما تذهب من المكان الذي التقيت بها فيه، أشعر بأن قلبي يشدني إليها، وأن حضني يفتقدها، وأهم من هذا كله أنني أصبحت كلما رأيت امرأة تشابه المرأة التي رسمتها في خيالي، يلهف قلبي لها، وأصبح لا أعرف ماذا أفعل؟ بل أقوم بتصرفات غريبة لأجل التقرب إليها، وإنني أحيانا أشعر بالميول الجنسي لها.



وإنني اليوم أتمنى في كل لحظة، لو أن تلك المعلمة أوقفت ذاك الحب، أو أن أهلي لم يكونوا على ذلك الحال، وأنني اليوم أعامل والديّ معاملة حسب الدين قدر الإمكان، لكنني لا أحبهما.



أخاف من الزواج وقلبي على هذا الحال، فإن نفسي تفضل النساء على الرجال، وقد تطرقت لأمر الزواج؛ لأنني كما ذكرت أميل أحيانا للنساء وليس دائماً، وليس في كل الحالات، وإنني أعرف أن هذا حرام ولكنني أُخطئت مرات كثيرة بطريقة تصرفاتي، حتى أنني أندم على أن أكون سببا في ضلالة غيري بدل الدعوة، فدلوني ما الحل؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



شكرا لك على الكتابة إلينا.



لأسباب متعددة تتعلق غالبا بالتربية، وظروف الحياة، وبعض الأحداث، كما حدث معك من الحرمان من الرعاية العاطفية، فقد أصبح عندك هذا التعلق العاطفي بالمعلمة، ونعم يمكن للإنسان أن يبالغ قليلاً أو كثيراً بالتعلق بشخص ما، ويمكن لهذا أن يحصل بين البنات، كما يمكن أن يحصل بين الشباب.



وفي كثير من الأحيان يكون هذا التعلق مجرد تعلق نفسي أو عاطفي وليس فيه ما يعيب من بعض الانجذاب الجنسي، وإن كان هذا قد يحصل أحيانا، وربما هنا بعض المؤشرات لحصول هذا الشيء عندك، وإن كان دون رغبة أو إرادة منك، إلا أنه تسلسل الأحداث، مما يضطرنا للانتباه والحذر، وعندها تختلف طريقة معالجة الموضوع، وربما يكون قد خرج الأمر عن الإطار العادي والطبيعي.



ولأسباب متعددة يمكن أن يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة لهذا التعلق النفسي الشديد، كما في حالات الوحدة والحرمان العاطفي من العلاقات الأسرية الطبيعية كما حدث معك، ويمكن للشخص الذي يعاني من مثل هذا التعلق الشديد، أن يبدأ بالتعوّد على هذه العلاقة، وفي هذه الحالات قد لا يدرك هذا الشخص بخطأ هذا التعلق، وبشكل عام ننصح بالانتباه لهذا التعلق قبل أن يشتد ويزداد، وخاصة إذا بدأ يتركز على شخص واحد بعينه كما هو الحال معك، وخاصة أنه ترافق مع الميل الجنسي، فهو أمر على خطر من الانزلاق لما لا يحمد عقباه.



ومن نعم الله عليك أنك اكتشفت قلة مبالاة هذه المعلمة بمشاعر الآخرين، فرحمة الله بك قد سدّت عليك هذا الباب، ليحميك مما هو أسوأ، ولا بأس أنك درست وفعلت الكثير للفوز بتقدير وإعجاب هذه المعلمة، إلا أن الأمر المفروض: أن ينتهي عند هذا الحدّ، وأن تتجاوزي هذه المرحلة، وتنتقلي للأمام في درب الحياة.



والحل الأمثل أن تبقي مسافة واضحة مع هذه المعلمة ومع غيرها من الفتيات أو النساء، وحاولي أن تلبي حاجتك العاطفية من علاقتك الطبيعية بصديقاتك وبأسرتك وخاصة الوالدين، وما هي إلا سنوات قليلة وتصبحين على أبواب الزواج، وعندها يمكنك أن تشبعي نفسك عاطفيا، وغير ذلك من شريك حياتك.



واطمئني لأن الكثير من النساء ممن لا يرتحن للرجال ويملن للنساء يمكنهن تجاوز هذا، والزواج والعيش في سعادة، إلا أن يعترض زواجهن ما يعترض أي زواج طبيعي من بعض المشكلات والتحديات، ويفيد هنا أن تنتبهي للخيالات والصور الذهنية المرافقة للإثارة الجنسية، فالخيالات المثلية تعمق من هذا الميل المثلي، بينما الخيالات غير المثلية تنمي أيضا الميل غير المثلي.



أرجو أن يكون في هذا ما يفيد، وأن يحميك الله من كل سوء، ويكتب لك السعادة.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1pHH327

إقرأ أيضا :