أعاني من الخجل والرهاب الاجتماعي، ما نصيحتكم؟

أعاني من الخجل والرهاب الاجتماعي، ما نصيحتكم؟

السؤال:

السلام عليكم



أنا شاب بعمر 24 سنة أعمل في وظيفة حكومية منذ أربع سنوات ونصف؛ وأنا مرتاح ماديا أحب عملي كثيرا.



في أول سنتين لي في العمل كنت خجولا، وأتضايق في بعض المواقف مع الزميلات، ويحمر وجهي وأذني، وأشعر بشعور سيء، وألوم نفسي كثيرا؛ إلا أنني أصريت وواجهت ذلك، وأنا الآن جرئ، والحمد لله، وتخلصت من ذلك القلق؛ لكني ما إن أسافر إلى البلاد الريفية إلا وينتابني خوف من مواجهة بعض الأشخاص، وخصوصا الفتيات، علما أني خطبت فتاة من الريف.



في حال خروجي من بيت أسرتي أخشى مواجهة الفتيات بسبب التعرض لاحمرار الوجه، والخجل لأنهن يلاحظن ذلك، ويخبرني بذلك الشخص الذي معي.



أعلم أن الناس بالريف تحترمني جدا لكني لا أدري ما الذي يحدث لي عند مواجهة بعض من الناس؟



كنت أخشى الزواج لخوفي من فشل التفاهم، وأن خطيبتي لا تحب الشخص الخجول، وفكرت في فسخ الخطوبة بتلمسي بأعذار بأن خطيبتي قالت كذا وكذا: لكني واجهت وعقدت قبل أسبوعين، وبعد العقد طلبت من والدها أن أراها، وجلست معها، ولم أشعر بأي خوف؛ بل كنت سعيدا جدا، وأخبرتها بأني أسعد شخص في العالم، وبأننا سنكون متفاهمين.



الآن تراودني المخاوف علما أني أواجه أناسا مهمين في عملي، ولا أخاف، ولا أقلق، وكذلك عند مواجهة الغرباء لا أشعر بأي خوف.



أقرأ عن الرهاب الاجتماعي، وأحاول مرات كثيرة بأن أتخلص منه، وقد ذهبت إلى دكتور نفساني وأعطاني سايروكسات لكنه لم يفدني كثيرا فتركته، وأنا الآن من قبل ثلاثة أيام استخدم اندورال 10صباحا ومساء أشعر بأنه سيفيد لمثل حالتي.



بماذا تنصحوني؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



أخي أنت لديك مخاوف قلقية ذات طابع اجتماعي ظرفي، أي أنك تتوجس، وتتخوف في مواقف اجتماعية معينة، وقد ذكرتها أنت في رسالتك، وهي موضوع التعرض للاحمرار، والذي غالباً ما يكون في الوجه هو ناتج من تغير فسيولوجي بسيط وهو أن الإنسان حين يكون في موقف تفاعلي انفعالي اجتماعي يؤدي إلى المخاوف يزداد ضخ مادة الادرناليين وهذه تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب وزيادة في ضخ الدم، مما يجعل الدم ينساب في الشعيرات الجلدية الطرفية السطحية وهذا قد يظهر بشكل احمرار في بداية المواجهة.



هذا الشعور أيضاً مبالغ فيه حتى وإن كان فيه شيء من الحقيقة، وعلاجه يكون عن طريق التجاهل، أيها الفاضل الكريم لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي قوي، وأنت لم تستجب لزيروكسات أصلاً؛ لأن مخاوفك لا أعتقد أنها مرتبطة بتغيرات في كيمياء الدماغ، لا أعتقد أن الأمر وصل لأن يلعب السريتون دوراً في هذه المخاوف.



لذا قد تستجيب لأدوية أبسط كثيراً مثل عقار فلونكسول والذي يعرف باسم فلوبنتكسول زائد الأندرال أعتقد أنها الأدوية المثالية تناول الاندرال بجرعة حبة صباحاً ومساء 10 مليجرام لمدة شهرين ثم اجعلها 10 مليجرام صباحاً لمدة شهر ثم توقف عن تناول الاندرال، ويمكنك أن تستعمله عند اللزوم.



أما الدواء الآخر وهو الفلونكسول؛ هذا تتناوله بجرعة نصف مليجرام أي حبة واحدة صباحاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة صباح ومساء لمدة شهرين ثم حبة صباحاً لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء.



التغير المعرفي مهم جداً في حالتك، وهو تحقير فكرة الخوف والاقتحام، وإقحام الذات في مصدر الخوف، ولا تقلل من قيمة ذاتك، فهنالك نوع من التفاعلات الاجتماعية وجدناها مفيدة جداً، مثلاً ممارسة الرياضة الجماعية الحرص على صلاة الجماعة في المسجد، ومشاركة الناس في مناسباتهم، هذه الثلاث الخصال وجدناها وبصفة تأكيديه وأكيدها أنها تزيل الرهاب الاجتماعي.



تمارين الاسترخاء أيضاً أخي الكريم ذات فائدة كبيرة جداً، فأرجو أن تطبقها، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما ذكرناها فيها.



أخي الكريم أقدم على الزواج، وأسأل الله تعالى أن يسهل أمرك، ولا تتردد أبداً.



استخر، واستشر، وأقدم على الزواج، ففيه - إن شاء الله تعالى - طمأنينة، ومودة، وسكينة، ورحمة، وحياتك فيها أشياء طيبة، وكريمة اجعلها دائماً في ذاكرتك، وحاول أن تطور من ذاتك، وأسأل الله - تعالى - أن يسهل أمرك.



بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1pyT4rW

إقرأ أيضا :