أصبت بصدمة نفسية بعد تناول سيجارة حشيش ولازمتني أعراض... فهل سأشفى منها؟

أصبت بصدمة نفسية بعد تناول سيجارة حشيش ولازمتني أعراض... فهل سأشفى منها؟

السؤال:

في البدء أشكر القائميـن على هذا الموقـع وعلى هذه المبادرة الطيبة التي تنم عن الطيب مثلها، سائلا اللـه أن يكـون في ميزان حسناتكم، وينعم عليكم بدوام العافية ويولينا بهـا فهـو الشافـي.



أنا من السودان, سأحاول أن أوجز بشـرح حالتـي, أنا مدخـن ولست شرهـا بالتدخيـن, بدأت حالتـي قبل أربعة أشهر وكنت طبيعيا حينهـا، كنت أجالس رفقاء -أدعـو الله أن يغفر لهم- وكـانوا يدخنون الحشيش, ولا أدري كيف سولـت لي نفسـي -مع أني أخاف مجرد النظر لتلك المواد- وأخذت (سحبتين) فقط من سجارة الحشيش، ونبذت الفكرة وابتعدت, وبعدهـا بدأت أحس بدوخـة واختناق وضيق في النفس، وزيادة بضربات القلب، ورعشـة وثقل في الجسم، وألم بمقدمة الرأس ومن الخلف، وخوف أيضا.



وأذكر أن هذه الأعراض اشتدت جدا لمدة دقائق وبعدها نمت، وفي الصباح تواصلت الأعراض بصورة أخف، لتلحقها النوبة في الليل، وحدثت نفس القصة في اليوم الثالـث, أحسست بالرهبة، والخوف تملكني.



أجريت فحوصات: تخطيط قلب، وصورة رئة، وغدة درقية، ودم، وكلها كانت سليمة، وزرت طبيب باطنية وصدرية.



وتبين أن كل ما كنت أعاني منه بكتيريا في المعدة، واظبت على الأمبرازول حتى زالت ولم تزل تلك الأعراض, فقلت: إن هذا تأثير عصبي لذلك السم، وأصبحت أخاف من أن تكون أحدثت ضمورا أو تغيرا دائما بالدماغ أو قرحا.



بعدها قاومت الخوف ومارست حياتي وكأنني طبيعي، وتابعت دراستي، وكنت أمارس الرياضة، نابذا فكرة ضربات قلبي, واستمرت معي هذه الأعراض: ضربات قلب في أي مكان بجسمي، وضيق النفس، وثقل الرأس والدوخة، وألم بالصدر ما يشبه قبضة بالقلب، أو شعور مريب، والرعشة في الأطراف، والأرق والنوم بصعوبة, وكانت تأتي وتختفي.



ولكن قلت حدتها لمدة شهرين، حتى لحقتها نوبة مرة أخرى بصورة أخف من تلك، مع العلم أني لا أهابها كثيرا, وكنت دوما أمارس حياتي، وأسافر أحيانا لدرجة حتى أن أقرب الأقربين لي لا يحس بمعاناتي، كنت دائما أقاوم الخوف لاعتقادي ألا أكون حبيس تأثير تلك الأوهام، على الرغم من خوفي من نقطة الدماغ تلك, ومواظبا على دراستي, وأخرج بصورة طبيعية رغم تلك الأعراض.



كما أوقفت المنبهات، خاصة القهوة؛ لأنها تزيد من حدة تلك الأعراض, أحس بتحسن بنسبة 80 % من دون أي تدخل دوائي, ولم تتكرر علي هذه النوبة مرة أخرى منذ شهر والحمد لله, فقط متواصلة معي هذه الأعراض التي ذكرتها، أحيانا تزيد حدة، وتقل أو تزول ثم ترجع.



ومن منطلق أني طالب طب بدأت بأخذ دواء دوجماتيل بجرعة 50 مجم منذ أسبوع حبة في اليوم، كاعتقاد مني أنه بسيط ويساعد في تهدئة نفسي, ولكن بعد مرور ساعة من تناول الحبة -دوما- أحس بخفقان ودوخة وكهرباء تسري بالجسم، وعدم القدرة على الوقوف بسهولة إذ أنه يزيد من الأعراض التي أعانيها، فتركته وتابعت مقاومتي السلوكية بالنسيان لهذه الأعراض.



هـل سأجن أو أفقد عقلي بناء على هذه التسلسلات؛ لأن هذا أكثر ما يرعبني، إضافة لنقطة الدماغ التي أظنها أعلاه؟



ما الذي سيزيل تأثير هذه السيجارة العصبي إن كانت تلك الأعراض أعلاه ناتجة عنها؟



هل ستزول هذه الأعراض، وقد أعـود لطبيعتي كما كنت في السابق، أم أنها مزمنة كأي مرض مزمن آخر، وستظل متواصلة هكـذا؟



وهل هي خطرة ومهددة للحياة؟



وفـي الختام آسف على الإطالة ولكـن أحببت أنا أفصل حتى أساهـم بتشخيـص حـالتي بصورة أدق.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب، والحمد لله الذي جعلك لا تتمادى في تناول الحشيش، فهو مادة خبيثة جدًّا، والمشكلة الأساسية أن الحشيش له مكوّنات مختلفة، وتركيز المادة النشطة – والتي تسمى THC – يتفاوت من نبتة إلى أخرى، وأعرف أن هناك أنواعا من الحشيش موجودة في السودان نسبة تمركز هذه المادة مرتفع جدًّا، وهذا قطعًا يؤدي إلى نوع من السُّمِّية في الدماغ حين يتعاطى الشباب هذه المادة، ويحدث نوعا من الإفراز الكبير جدًّا لمادة الدوبامين، مع اضطراب في الموصلات العصبية الأخرى، مما يؤدي إلى صور إكلينيكية مفزعة جدًّا، وحالتك التي وصفتها تأتي في هذا السياق.



أيها الفاضل الكريم: الحمد لله أنت أقلعت عن التعاطي، وقطعًا هذا سوف يعطي خلايا دماغك الراحة التامة، وسوف يتم ترميمها وترجع لوضعها الطبيعي.



إذًا هذا أمر مفرح جدًّا، وأنا أؤكد لك أن كل الأمور سوف تسير من خير إلى خير، فقط نظم حياتك، بأن تمارس الرياضة، بأن تنام مبكرًا، أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، وأن تمارس تمارين الاسترخاء، هناك استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) يمكنك الرجوع إليها والاستفادة من محتواها.



بالنسبة للعلاج الدوائي: لا شك أن الدوجماتيل دواء ممتاز ورائع ويفيد في مثل هذه الحالات، لكن حالتك لم تستجب له، وأعتقد أنك ربما تحتاج لمكوّن دوائي بسيط، هناك دواء موجود في السودان يعرف باسم (ديناكسيت) يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة شهر، ثم حبة صباحًا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.



وإذا لم تتحسن أحوالك فمن الطبيعي أن تذهب وتقابل أحد الإخوة الأطباء النفسيين بالسودان.



أنا على ثقة تامة أن هذا الموضوع عابر، بسيط، وسوف يتم احتواؤه، وسوف تعيش حياة طيبة وهانئة، ولا يوجد أي تهديد لحياتك، فقط اجعل حياتك مفعمة بالأنشطة والتفاؤل.



تشخيص الحالة: أعتقد أنه نوع من التهيج الكيميائي حدث من جانب الموصلات العصبية وأدى إلى هذه الحالة القلقية الشديدة.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1ih33tp

إقرأ أيضا :