تحرشات الصغر أصابتني بوساوس كثيرة في الكبر، فساعدوني

تحرشات الصغر أصابتني بوساوس كثيرة في الكبر، فساعدوني

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



المشكلة هي: أني تعرضت لتحرش جنسي من قبل أقربائي، تحرش جسمي خارجي، لمس واحتضان وأنا صغير في السن -يمكن 10سنوات أو أقل- ومن بعدها صرت أخاف منهم، وكبرت مع الوقت وأوقفتهم عند حدودهم.



لكن المشكلة أني لم أنس ما حصل، وهذه الفكرة مسيطرة علي، أخاف من التجمعات، أخاف من الحضور للمناسبات، وسبب الخوف أني أخاف أن يمشي أحد ورائي، أحس بأي شخص يمشي ورائي أنه يلمسني في مؤخرتي.



ونفس الشيء، إذا جلست لا أحب أحدا يجلس ورائي، أو يصلي ورائي، وعندما أركب السيارة أحب أن أركب في الوراء أحس بالراحة أحسن من الأمام، ولا أحب أن أجلس في الجامعة في الكراسي الأمامية وأحد خلفي.



لا أحب أن يقرب جنبي أي أحد، وإذا جلس جنبي أحسه يلمسني من ورائي، وأخاف الوقوف وأحد خلفي أحسه يلمسني، والله إن هذه الفكرة (ذبحتني) أخاف أن مؤخرتي تكبر بسبب اللمس، والله صرت انطوائيا، صرت أخاف من التجمعات، صداقاتي قليلة، كلامي قليل، حضوري قليل، أكره التجمعات، أحب أن أجلس في البيت، أحس بالراحة عند أهلي.



ساعدوني، والله محتاج لكم كثيرا، أريد أن أصبح مثل الناس ليس عندهم هذه الفكرة التي أفسدت حياتي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ المقهور حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



التجربة السابقة - تجربة التحرشات الجنسية - التي حدثت من الأقارب، تركت عندك تأثيرات نفسية، خاصة أنها حدثت لك في عمر بدأ فيه الإدراك لديك يتكون، وهذه الحالة التي تعاني منها الآن هي نوع من قلق المخاوف الوسواسي، وقد تكون حدثت لك درجة بسيطة مما يسمى بـ (عُصاب ما بعد الصدمة) أي أن الذي حدث لك آلمك نفسيا، وأصبح ثابتًا في خلدك، ووجدت صعوبة في التخلص منه.



أيها الفاضل الكريم: يجب أن تطمئن، الحمد لله تعالى أنت الآن رجل مكتمل الرجولة، مدرك، مقتدر، مثل الأفعال الشنيعة التي حدثت لك فيما مضى لن تحدث لك مرة أخرى، والحمد لله تعالى أن الأمر لم يكن فيه إساءات جنسية أكبر مما حدث لك، فيجب أن تتجاوز هذا الأمر، ويجب أن تحس بكينونتك وبشخصيتك وبرجولتك، وفي ذات الوقت عليك التواصل الاجتماعي: الصلاة في الصف الأول، ممارسة الرياضة، زيارة الأهل والأرحام، زيارة المرضى في المستشفيات، الانخراط في الأنشطة الاجتماعية - الثقافية والاجتماعية - هذه كلها علاجات وعلاجات مهمة جدًّا وضرورية من وجهة نظري.



وفي ذات الوقت الحمد لله تعالى هذه الحالات تستجيب بصورة ممتازة لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف المرتبط بعصاب ما بعد الصدمة، الدواء يعرف علميًا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريًا (زولفت) أو (لسترال).



إن أردت أن تذهب إلى طبيب نفسي وتقابله لمرة أو لمرتين لأجل التأكد فهذا حسن، وإن كان ذلك غير ممكن فيمكنك أن تتحصل على الدواء، وأنت تحتاج أن تتناوله بجرعة بسيطة ولمدة قصيرة.



الجرعة هي نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء. دواء فعّال جدًّا وممتاز جدًّا وسليم وغير إدماني.



أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1j1yHLl

إقرأ أيضا :