الوسواس القهري أتعبني، فهل تنصحوني باستبدال أدويتي؟

الوسواس القهري أتعبني، فهل تنصحوني باستبدال أدويتي؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..



أنا فتاة أعاني من مرض الوسواس القهري منذ حوالي 8 سنوات، وقد راجعت العديد من الأطباء النفسيين، ولكن دون فائدة، فالوسواس مسيطر علي في الطهارة والنظافة وفي الصلاة، ولدي صعوبة وخوف شديد عند تكبيرة الإحرام، ولخبطة في قراءة سورة الفاتحة، ودعاء التحيات، وأمكث فترة طويلة في دورة المياه -أكرمكم الله-، ولدي خوف وقلق ودائماً أفكر بالتخلص من الوسواس ولكن دون حل.



الآن أنا مستمرة على الأدوية التالية:

انافرانيل 25غرام 1 حبة صباحا و2 مساء.

فافيرين 100غرام 1 حبة مساء.

لوسترال 50 غرام 1 صباحا و1 حبة مساء منذ فترة طويلة.

ولكن ليس هناك تحسن أو فائدة، هل هناك حل أو علاج مع مشكلتي؟ وهل تنصحونني باستبدال الأدوية التي أتناولها بأدوية أخرى أكثر نفعاً وفائدة؟



وشكراً لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



فيما مضى –أي قبل اكتشاف الأدوية الحديثة الفعالة جدًّا لعلاج الوسواس– كانت نسبة نجاح علاج الوساوس هي خمسة عشر إلى عشرين بالمائة، أما الآن -بفضل من الله تعالى- وبالتطبيق العلاج السلوكي، ويضاف إليه العلاج الدوائي، فإن نسبة نجاح علاج الوساوس لا تقل عن خمسة وثمانين بالمائة، وهذه نسبة عالية جدًّا، بل هي نسبة مهولة، لا نشاهدها في كثير من أفرع الطب.



فيا أيتها -الفاضلة الكريمة-: أريدك أن تبني قناعات جديدة، وهي أن حالتك يمكن أن تُعالج، هذا هو المبدأ الأساسي.



ثانيًا: أرجو ألا تتنقلي بين الأطباء، فمرض الوسواس معروف جدًّا، أي طبيب نفسي مجتهد يستطيع أن يقدم لك الكثير جدًّا في علاج هذه العلة، وأنا أفضل أن تقابلي أخصائية سلوكية، ودائمًا عيادات الأطباء النفسيين -خاصة العيادات الكبيرة والمهيأة– يكون من ضمن مجموعة الفريق العلاجي أخصائية نفسية، فاذهبي إلى أحد هؤلاء الأطباء، سوف يضع لك الخطة العلاجية، وفي ذات الوقت يجب أن تقابلي الأخصائية النفسية من أجل التطبيقات السلوكية.



التطبيقات السلوكية في حالتك تحتاج إلى نموذج يُقتدى، وهنا سيكون المعالج هو النموذج الذي يُقتدى، بمعنى (مثلاً) أن تقوم الأخصائية النفسية بالوضوء أمامك، وأنت تقومين بتطبيق الوضوء في نفس الوقت، تحدد كمية الماء، يُحدد الزمن، يكون هناك اتفاق شرطي، ويكون هذا التطبيق المتبادل أمام المعالج وتحت رقابته، وجد أن هذا من أفضل أنواع العلاجات السلوكية.



إذًا أنت محتاجة لعلاج سلوكي تطبيقي، يجب أن تسعي لهذا، ويجب ألا تتجاهلي ما قلته لك.



بالنسبة للعلاج الدوائي: هناك عدة أدوية، أنت ذكرت أدوية تتناولينها الآن، المبدأ الرئيسي في علاج الوساوس القهرية هو أن يبدأ الإنسان بدواء واحد، لكن يكون بجرعة مكتملة، جرعة صحيحة، وللمدة المطلوبة، ثم بعد ذلك إذا لم يحدث تحسن رئيسي أو أساسي يُضاف دواء آخر، ويوجد خط علاجي أساسي من حيث العلاج الدوائي، وهذا علاج تخصصي جدًّا يُترك للأطباء المختصين.



أنا لا أرى أن هناك داع لتناول ثلاثة أدوية في ذات الوقت، فراجعي طبيبك، وأعتقد تناول دواء واحد سيكون كافيًا، لكن بجرعة صحيحة، وأود أن أرشح إما أن تتناولي الفافرين بجرعة ثلاثمائة مليجرام في اليوم، ترفع بالتدريج، أو تتناولي السيرترالين، وهو (اللسترال) بجرعة تصل إلى مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم، ويمكن تناول علاج تدعيمي بجرعة بسيطة مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويسمى علميًا باسم (فلوبنتكسول).



وإذا لم ينجح أحد الأدوية هنا أقول لك أنه من الضروري أن تستعملي البروزاك، فالبروزاك أو -الفلوكستين– هو أول الأدوية الحديثة التي أثبتت فعاليتها في علاج الوساوس، والدواء القديم الذي أثبت فعاليته أيضًا هو الأنفرانيل.



أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تصرفي انتباهك تمامًا عن هذه الوساوس، بأن تُحسني إدارة وقتي، ولا تتركي مجالاً أبدًا للفراغ الذهني أو الفراغ الزمني، فكلاهما يضر الإنسان ويستجلب الوساوس، واحذري الحذر التام من مناقشة الوساوس، فتحقيرها والإغلاق عليها مبدأ أساسي وضروري وهام، مهما كانت ملحة يجب أن يتم التعامل معها من خلال الإغلاق عليها.



تمارين الاسترخاء أثبتت جدواها؛ لأن الوساوس مرتبطة بالقلق والقلق لا يُزال إلا من خلال الاسترخاء، وسوف تقوم الأخصائية النفسية بتدريبك على تمارين الاسترخاء، ومن أجل المزيد موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو الرجوع إليها.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1o2cuSo

إقرأ أيضا :