قمت بتناول المخدرات ومفعول المخدرات ما زال يؤثر علي

قمت بتناول المخدرات ومفعول المخدرات ما زال يؤثر علي

السؤال:

السلام عليكم

جزاكم الله خيرا، وجعل الله ما تقدمونه في ميزان حسناتكم، ونفع بكم المسلمين.



أنا بعمر 23 عاما، وأعاني من القلق النفسي والاكتئاب، بسبب الوسواس القهري.



مشكلتي أنني، في أحد الأيام قمت بتناول المخدرات، وفي الصباح أحسست أنني تغيرت، وأن مفعول المخدرات ما زال يؤثر علي، كما أحسست أن نظرتي للواقع لم تزل كما كانت، فأصبحت كلما أرى شخصا مجنونا أحس أنني سأصبح مثله!



ذهبت لطبيب فوصف لي دواءين، (أنكسيول 6ملغ) ربع حبة في الصباح، و(سيلونترا 10ملغ) حبة في الصباح لمدة شهر، وبعد الشهر قام برفع الجرعة إلى: (أنكسيول 6ملغ) نصف حبة في الصباح، و(سيلونترا 10ملغ) حبة في الصباح.



رغم ذلك لا زلت أشعر بالوسواس والخوف من الجنون، وكما أخبرني أحد أصدقائي أن الوسواس يؤدي للجنون، هل هذا صحيح؟ وهل سأظل أعاني منه مدة حياتي؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ mas حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



المخدرات تزيد من الأعراض النفسية الموجودة اكتئابًا كانت أو وساوس قهرية، مخاوف، قلق، وفي ذات الوقت هي نفسها تسبب هذه الأمراض، يُضاف إليها مرض الذهان، أي الاضطراب العقلي.



أقول لك: هذه الحقائق العلمية بصورة مجردة جدًّا وبأمانة علمية، وأهم شيء هو الابتعاد التام عن هذه المخدرات، وأحسب أنك بفضل الله تعالى قد توقفت، لكن وددت أن أذكر لك هذا من قبيل التذكرة، وأن تعزز توبتك.



العلاج الدوائي مطلوب في حالة الوساوس والاكتئاب والقلق، وأنا أرجو أن أطمئنك بأن الوسواس في حد ذاته هو نوع من أنواع القلق، والاكتئاب في مثل حالتك هو اكتئاب ثانوي، نحو 60% من الذين يعانون من الوسواس القهري يعانون من الاكتئاب، ونفس الأدوية التي تعالج الاكتئاب هي التي تعالج الوسواس وكذلك القلق النفسي.



بالنسبة للأدوية التي تتناولها: إذا كان الـ (أنكسيول) هو الـ (برومازبام) فهذا قطعًا دواء ممتاز على المدى القصير، لكنه خطير جدًّا على المدى البعيد، لأنه يؤدي إلى التعود، وهو ليس علاجًا تخصصيًا للوساوس، إنما فقط لعلاج القلق المصاحب للوساوس، فأرجو أن تراجع طبيبك حول هذا الدواء، وذلك خوفًا من الإدمان والتعود عليه.



الدواء الآخر غير معروف بالنسبة لي، لكن قطعًا ربما يكون أحد الأدوية المضادة للوساوس! ومن ناحيتي أقول لك: إن أفضل دواءين لعلاج حالتك هذه هما عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرلكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام) يضاف إليه جرعة صغيرة من عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد)، فهذا هو الموقف بالنسبة للعلاج الدوائي، لكن قطعًا تحتاج لأن تنسق هذا الأمر مع طبيبك.



السبل العلاجية الأخرى معروفة، هي: تحقير فكرة الخوف والوسواس، وأن تطور نفسك اجتماعيًا ومعرفيًا، وأن تمارس الرياضة، وأن تكون بارًا بوالديك، أن تحرص على الصلاة مع الجماعة، هذه هي الحياة، ولا شيء غير ذلك.



قول أصدقائك إن الوسواس يؤدي إلى الجنون: إذا كان المقصود هو الاضطرابات العقلية فإن أقلية قليلة جدًّا من مرضى الوساوس القهرية قد يحدث لهم اضطراب عقلي، إذًا كلام أصدقائك - مع احترامي لهم – ليس بالصحيح.



معاناتك لن تظل أبدًا طول الحياة إذا كنت بالفعل جادًا في علاج هذه الوساوس، وذلك من خلال أن تحقرها، أن تغيّر نمط حياتك – كما ذكرت لك – أن تكون رجلاً إيجابيًا فاعلاً، وأن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي المصاحب بالاكتئاب النفسي البسيط.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1fZArrA

إقرأ أيضا :