أعاني من تقلب ثقتي في نفسي والرهاب الاجتماعي؛ فما العلاج؟
السؤال:
السلام عليكم ورحمة وبركاته
أنا فتاة عمري 17 سنة، وكنت منذ الطفولة أنظر لنفسي أني غبية، رغم أني -ولله الحمد- لا أعاني من شيء، لا مرض ولا تشوه بالوجه، لم تكن المشكلة هنا بل عندما أصبحت بالمرحلة المتوسطة كانت إحدى قريباتي تحرجني بشدة، أكثر من واحدة وكانوا يكرهونني ولا أعلم لماذا؟ كانت بيننا مشاكل وكانوا يحرجونني مرارا وتكرارا حتى أصبت برهاب اجتماعي، وأصبحت أتهرب من الاجتماعات الكبيرة والحفلات، وللأسف كانت فترة سيئة بحياتي، وكنت أبكي كثيراً، وعندما أصبت بالرهاب كنت أتحرج من أتفه المواضيع، والتوتر واضح علي، حتى قريباتي يلاحظنه.
والآن بعد أن أصبحت بالمرحلة الثانوية -ولله الحمد- خف الرهاب بدرجة كبيرة، وأشعر بأني واثقة بنفسي، وأستطيع شرح الدروس أمام الطالبات بكل ثقة، لكنني لا زلت أعاني من مشكلة تقلب بثقتي في نفسي، وأخاف الاجتماعات الكبيرة، جلّ ما أفكر فيه وما أخافه هو أن أتعرض لموقف محرج أمام الملأ، وهنالك الكثير يريدون إحراجي من أقاربي، ويكرهونني جداً لأنهم يغارون مني، وآذوني بكلامهم كثيراً وبتصرفاتهم الفظة.
وأنا أكتب لكم بعد أن تعرضت لموقف محرج اليوم، رغم أنه لم يكن به أي شيء محرج، وتذكرت أيام المتوسط وشعرت أنني سأبكي، لا أعلم ماذا أريد أن أتخلص منه؟ أريد أن أثق بنفسي دائما، لأني أشعر أني أتقلب في ثقتي في نفسي، إضافة إلى أن بعض الناس أشعر براحة معهم، وبعضهم لا أستطيع التحدث معه، مثل خالاتي لأن بيني وبينهن شحناء، وأشعر أنهن يشعرن أني ضعيفة ولا أثق بنفسي، وإحداهن سبق وأن استهزأت بي وتريد إحراجي لتتسلى.
وهل العادة السرية والأفلام الإباحية تؤثر؟ لأني مع كامل الأسف أشعر أنها السبب وأنها تضعف ثقتي بنفسي، لأني فعلتها قبل بضعة أيام، وكم من الوقت يستلزم بعد انقطاعي عن العادة لأعود للثقة وأتخلص من الرهاب؟ وأتمنى أن تصفوا لي حبوبا لأني تعبت من هذه المشكلة، وأشعر أن الكلام المحفز لا يفيد، رغم معرفتي أن هنالك فتيات يمارسنها وثقتهن بأنفسهن عالية.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أحزنتني كثيرًا خاتمة رسالتك حين ذكرت موضوع العادة السرية والأفلام الإباحية، أمر مؤلم وممزق لنياط القلوب أن تكون فتاة من فتيات الإسلام، من فتيات الأمة المسلمة، تعاقب نفسها بل تحطمها وتحقرها بهذه الدرجة. هذا هو جوهر المشكلة في نظري، ليست المخاوف أو عدم التوافق مع الآخرين، إنما عدم ثقتك في نفسك أتتك من هزيمتك لذاتك لهذه الممارسات القبيحة.
لا أمل في أن يبني الإنسان علاقة طيبة مع نفسه أو مع الآخرين إذا لم يطهر نفسه من هذه الشوائب، بل هو شوائب وآثام كبيرة جدًّا، هنا تكون البداية، وهنا تكون النهاية.
التفتي لنفسك -أيتها الفاضلة الكريمة-، لا تحقري نفسك، لا تعاقبيها بهذه الصورة القبيحة، طهريها، والوسائل كثيرة، عليك برفقة الصالحات من البنات، عليك بالتواصل مع الداعيات، وعليك أن تكوني بارة بوالديك، وعليك بالصلاة في وقتها، وعليك بالدعاء.
بعد أن تطهري نفسك وتنقيها سوف ينفتح الأمل والرجاء أمامك، وتقدمين على صعوباتك التي تحدثت عنها، كرهك لذاتك أو تصورك بأنك مكروهة من الآخرين كله ناتج من سلوكيات السلبية، فنقي نفسك وطهريها، كررت هذا كثيرًا، أي تطهير نفسك من الشوائب والسلبيات، لأني أرى أنه جوهر الأمر وجوهر المشكلة وجوهر الحل.
أنت -أيتها الفاضلة الكريمة- لست في حاجة لعلاج دوائي، أنت في حاجة لتصحيح مسارك وتنقية نفسك، سلطي نفسك اللوامة عليك لتُخرجك من نفسك الأمارة بالسوء، ومن ثم تنقلك إلى النفس المطمئنة، من خلال التواصل الرشيد مع الصالحات من الفتيات سوف تجدين أن كل الصعوبات قد انتهت. هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وليس هنالك أكثر من ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الشيخ موافي عزب، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يعيد إليك ثقتك بنفسك، وأن يرزقك القوة والثبات، وأن يجعلك من المتميزات المتفوقات في أمر دينك ودنياك.
وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – فلعلك سمعت أو قرأت كلمات رائعة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – عندما كان يُوصي الجيوش الإسلامية التي تخرج للجهاد في سبيل الله قائلاً لها: (واعلموا أنكم تُنصرون على عدوكم بطاعتكم لله ومعصية عدوكم لله، فإن عصيتم الله تعالى غلبوكم، لأنهم أكثر عَددًا وعُددًا).
إذا من هذا الكلام نفهم أن الإنسان يكون قويًّا بالطاعة، ويكون ضعيفًا بالمعصية، ولذلك قال الله تبارك وتعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} بل إن الله تبارك وتعالى وجّه المؤمنين تحت راية النبي – صلى الله عليه وسلم – وإلى يوم القيامة بضرورة الأخذ بأسباب القوة والتي على رأسها الطاعة كما قال الله تبارك وتعالى: {إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله}.
إذا - أختي الكريمة الفاضلة - ينبغي عليك أن تعلمي أن هذه الحالات التي وردت في رسالتك من مسألة الخوف، لعل لها علاقة بالمعاصي التي تقعين فيها، لأن المعصية توهن القلب وتُضعف البدن وتسود الوجه، وتجعل الإنسان أضحوكة في نظر الخلق، أما الطاعة فلها نور ولها جلال ولها بهاء ولها خشية، ولذلك كان الصحابة – رضي الله تعالى عنهم – يتميزون بهذا الأمر بين الناس جميعًا، حتى إن الصحابي لو خرج من دائرة الإسلام – أي مكة أو المدينة وما حولها من البلاد الإسلامية – ورآه غير المسلمين قالوا: هذا من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم -.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ونُصرتُ بالرعب من مسيرة شهر) أي أن أعداءه كانوا يهابونه قبل أن يصل إليهم بشهر كامل، قال العلماء: هذه كلها بركات الطاعة.
ولذلك لعل هذا التقلب سببه المعصية، خاصة فيما يتعلق بالعادة السرية والأفلام الإباحية (254209 - 267956 - 2111746)، فهذه أمور تُضعف إلى حد كبير جدًّا، بل إنها تُضعف معنويًا وحسّيًّا، تُضعف البدن وتضعف النفس وتُضعف الروح أيضًا، لأن الروح غذاؤها في الطاعة ودمارها في المعصية، وللفائدة راجعي أضرار هذه العادة السيئة: (18501 - 234028 - 3509- 54712 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (3509 - 260768 - 54892 - 262132 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312 ).
ولذلك عليك بالتوقف عن هذه المعاصي أولاً وقبل كل شيء، وعقد العزم ألا تعودي إليها تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت الإغراءات، وحاولي أن تغلقي أبواب الفتن على نفسك، فإذا كنت وحدك والشيطان يأتيك غالبًا في الليل أو إذا كنت في غرفتك وحدك، فحاولي قدر الاستطاعة أن تتخلصي من هذه الأسباب التي تؤدي بك إلى الضعف، لأنك بذلك ستضعفين أمام المعصية وبالتالي تضعفين أمام نظر الناظرين.
ومسألة من يحبك ومن يكرهك، تقولين تحبين بعض الناس أو ترتاحين في الكلام معهم، وبعضهم لا: هذا أمر طبيعي، فالإنسان يستريح لإنسان ويحب أن يتكلم معه، وإذا كان لا يستريح له لا يحبه حتى مجرد أن يراه، ولذلك تقولين بعض الناس تشعرين معهم بالراحة وبعضهم لا تستطيعين التحدث معهم، أقول: هذا شيء طبيعي عادي، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم -.
عليك - بارك الله فيك - بتدريب نفسك على المواقف التي تزيدك ثقة في نفسك. أنت - ولله الحمد والمنة -أصبحت في مرحلة الثانوية، أقوى منك في مرحلة المتوسط، لأنه الآن أصبحت لديك القدرة على أن تشرحي الدروس أمام الطالبات، معنى ذلك أنك تغيرت، فلو واصلت مثل هذه الأعمال الطيبة ثقي وتأكدي من أنك سوف تتخلصين تمامًا من هذا الرُّهاب، وتشعرين بثبات ورباطة جأش، ولا تخافي - بإذن الله تعالى - من مواجهة أي جمهور سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، قليلاً أو كثيرًا.
لذا عليك بتدريب نفسك على هذه المواقف باستمرار، ثانيًا: عليك بالمحافظة على الطاعة خاصة الصلوات والمحافظة على أذكار الصباح والمساء. ثالثًا: إياك ومعاصي الخلوات، التي هي عبارة عن هذه الأشياء التي وردت في رسالتك. رابعًا: عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يربط على قلبك، وأن يزيدك قوة وثباتًا وهدىً وصلاحًا واستقامة. خامسًا: اطلبي من والدتك الدعاء لك بالثبات. سادسًا: عليك بعدم التباهي أمام الأخريات، وحاولي أن تستري نعم الله عليك عسى الله أن يحفظها لك.
هذا وبالله التوفيق.
السلام عليكم ورحمة وبركاته
أنا فتاة عمري 17 سنة، وكنت منذ الطفولة أنظر لنفسي أني غبية، رغم أني -ولله الحمد- لا أعاني من شيء، لا مرض ولا تشوه بالوجه، لم تكن المشكلة هنا بل عندما أصبحت بالمرحلة المتوسطة كانت إحدى قريباتي تحرجني بشدة، أكثر من واحدة وكانوا يكرهونني ولا أعلم لماذا؟ كانت بيننا مشاكل وكانوا يحرجونني مرارا وتكرارا حتى أصبت برهاب اجتماعي، وأصبحت أتهرب من الاجتماعات الكبيرة والحفلات، وللأسف كانت فترة سيئة بحياتي، وكنت أبكي كثيراً، وعندما أصبت بالرهاب كنت أتحرج من أتفه المواضيع، والتوتر واضح علي، حتى قريباتي يلاحظنه.
والآن بعد أن أصبحت بالمرحلة الثانوية -ولله الحمد- خف الرهاب بدرجة كبيرة، وأشعر بأني واثقة بنفسي، وأستطيع شرح الدروس أمام الطالبات بكل ثقة، لكنني لا زلت أعاني من مشكلة تقلب بثقتي في نفسي، وأخاف الاجتماعات الكبيرة، جلّ ما أفكر فيه وما أخافه هو أن أتعرض لموقف محرج أمام الملأ، وهنالك الكثير يريدون إحراجي من أقاربي، ويكرهونني جداً لأنهم يغارون مني، وآذوني بكلامهم كثيراً وبتصرفاتهم الفظة.
وأنا أكتب لكم بعد أن تعرضت لموقف محرج اليوم، رغم أنه لم يكن به أي شيء محرج، وتذكرت أيام المتوسط وشعرت أنني سأبكي، لا أعلم ماذا أريد أن أتخلص منه؟ أريد أن أثق بنفسي دائما، لأني أشعر أني أتقلب في ثقتي في نفسي، إضافة إلى أن بعض الناس أشعر براحة معهم، وبعضهم لا أستطيع التحدث معه، مثل خالاتي لأن بيني وبينهن شحناء، وأشعر أنهن يشعرن أني ضعيفة ولا أثق بنفسي، وإحداهن سبق وأن استهزأت بي وتريد إحراجي لتتسلى.
وهل العادة السرية والأفلام الإباحية تؤثر؟ لأني مع كامل الأسف أشعر أنها السبب وأنها تضعف ثقتي بنفسي، لأني فعلتها قبل بضعة أيام، وكم من الوقت يستلزم بعد انقطاعي عن العادة لأعود للثقة وأتخلص من الرهاب؟ وأتمنى أن تصفوا لي حبوبا لأني تعبت من هذه المشكلة، وأشعر أن الكلام المحفز لا يفيد، رغم معرفتي أن هنالك فتيات يمارسنها وثقتهن بأنفسهن عالية.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أحزنتني كثيرًا خاتمة رسالتك حين ذكرت موضوع العادة السرية والأفلام الإباحية، أمر مؤلم وممزق لنياط القلوب أن تكون فتاة من فتيات الإسلام، من فتيات الأمة المسلمة، تعاقب نفسها بل تحطمها وتحقرها بهذه الدرجة. هذا هو جوهر المشكلة في نظري، ليست المخاوف أو عدم التوافق مع الآخرين، إنما عدم ثقتك في نفسك أتتك من هزيمتك لذاتك لهذه الممارسات القبيحة.
لا أمل في أن يبني الإنسان علاقة طيبة مع نفسه أو مع الآخرين إذا لم يطهر نفسه من هذه الشوائب، بل هو شوائب وآثام كبيرة جدًّا، هنا تكون البداية، وهنا تكون النهاية.
التفتي لنفسك -أيتها الفاضلة الكريمة-، لا تحقري نفسك، لا تعاقبيها بهذه الصورة القبيحة، طهريها، والوسائل كثيرة، عليك برفقة الصالحات من البنات، عليك بالتواصل مع الداعيات، وعليك أن تكوني بارة بوالديك، وعليك بالصلاة في وقتها، وعليك بالدعاء.
بعد أن تطهري نفسك وتنقيها سوف ينفتح الأمل والرجاء أمامك، وتقدمين على صعوباتك التي تحدثت عنها، كرهك لذاتك أو تصورك بأنك مكروهة من الآخرين كله ناتج من سلوكيات السلبية، فنقي نفسك وطهريها، كررت هذا كثيرًا، أي تطهير نفسك من الشوائب والسلبيات، لأني أرى أنه جوهر الأمر وجوهر المشكلة وجوهر الحل.
أنت -أيتها الفاضلة الكريمة- لست في حاجة لعلاج دوائي، أنت في حاجة لتصحيح مسارك وتنقية نفسك، سلطي نفسك اللوامة عليك لتُخرجك من نفسك الأمارة بالسوء، ومن ثم تنقلك إلى النفس المطمئنة، من خلال التواصل الرشيد مع الصالحات من الفتيات سوف تجدين أن كل الصعوبات قد انتهت. هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وليس هنالك أكثر من ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الشيخ موافي عزب، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يعيد إليك ثقتك بنفسك، وأن يرزقك القوة والثبات، وأن يجعلك من المتميزات المتفوقات في أمر دينك ودنياك.
وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – فلعلك سمعت أو قرأت كلمات رائعة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – عندما كان يُوصي الجيوش الإسلامية التي تخرج للجهاد في سبيل الله قائلاً لها: (واعلموا أنكم تُنصرون على عدوكم بطاعتكم لله ومعصية عدوكم لله، فإن عصيتم الله تعالى غلبوكم، لأنهم أكثر عَددًا وعُددًا).
إذا من هذا الكلام نفهم أن الإنسان يكون قويًّا بالطاعة، ويكون ضعيفًا بالمعصية، ولذلك قال الله تبارك وتعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} بل إن الله تبارك وتعالى وجّه المؤمنين تحت راية النبي – صلى الله عليه وسلم – وإلى يوم القيامة بضرورة الأخذ بأسباب القوة والتي على رأسها الطاعة كما قال الله تبارك وتعالى: {إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله}.
إذا - أختي الكريمة الفاضلة - ينبغي عليك أن تعلمي أن هذه الحالات التي وردت في رسالتك من مسألة الخوف، لعل لها علاقة بالمعاصي التي تقعين فيها، لأن المعصية توهن القلب وتُضعف البدن وتسود الوجه، وتجعل الإنسان أضحوكة في نظر الخلق، أما الطاعة فلها نور ولها جلال ولها بهاء ولها خشية، ولذلك كان الصحابة – رضي الله تعالى عنهم – يتميزون بهذا الأمر بين الناس جميعًا، حتى إن الصحابي لو خرج من دائرة الإسلام – أي مكة أو المدينة وما حولها من البلاد الإسلامية – ورآه غير المسلمين قالوا: هذا من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم -.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ونُصرتُ بالرعب من مسيرة شهر) أي أن أعداءه كانوا يهابونه قبل أن يصل إليهم بشهر كامل، قال العلماء: هذه كلها بركات الطاعة.
ولذلك لعل هذا التقلب سببه المعصية، خاصة فيما يتعلق بالعادة السرية والأفلام الإباحية (254209 - 267956 - 2111746)، فهذه أمور تُضعف إلى حد كبير جدًّا، بل إنها تُضعف معنويًا وحسّيًّا، تُضعف البدن وتضعف النفس وتُضعف الروح أيضًا، لأن الروح غذاؤها في الطاعة ودمارها في المعصية، وللفائدة راجعي أضرار هذه العادة السيئة: (18501 - 234028 - 3509- 54712 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (3509 - 260768 - 54892 - 262132 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312 ).
ولذلك عليك بالتوقف عن هذه المعاصي أولاً وقبل كل شيء، وعقد العزم ألا تعودي إليها تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت الإغراءات، وحاولي أن تغلقي أبواب الفتن على نفسك، فإذا كنت وحدك والشيطان يأتيك غالبًا في الليل أو إذا كنت في غرفتك وحدك، فحاولي قدر الاستطاعة أن تتخلصي من هذه الأسباب التي تؤدي بك إلى الضعف، لأنك بذلك ستضعفين أمام المعصية وبالتالي تضعفين أمام نظر الناظرين.
ومسألة من يحبك ومن يكرهك، تقولين تحبين بعض الناس أو ترتاحين في الكلام معهم، وبعضهم لا: هذا أمر طبيعي، فالإنسان يستريح لإنسان ويحب أن يتكلم معه، وإذا كان لا يستريح له لا يحبه حتى مجرد أن يراه، ولذلك تقولين بعض الناس تشعرين معهم بالراحة وبعضهم لا تستطيعين التحدث معهم، أقول: هذا شيء طبيعي عادي، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم -.
عليك - بارك الله فيك - بتدريب نفسك على المواقف التي تزيدك ثقة في نفسك. أنت - ولله الحمد والمنة -أصبحت في مرحلة الثانوية، أقوى منك في مرحلة المتوسط، لأنه الآن أصبحت لديك القدرة على أن تشرحي الدروس أمام الطالبات، معنى ذلك أنك تغيرت، فلو واصلت مثل هذه الأعمال الطيبة ثقي وتأكدي من أنك سوف تتخلصين تمامًا من هذا الرُّهاب، وتشعرين بثبات ورباطة جأش، ولا تخافي - بإذن الله تعالى - من مواجهة أي جمهور سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، قليلاً أو كثيرًا.
لذا عليك بتدريب نفسك على هذه المواقف باستمرار، ثانيًا: عليك بالمحافظة على الطاعة خاصة الصلوات والمحافظة على أذكار الصباح والمساء. ثالثًا: إياك ومعاصي الخلوات، التي هي عبارة عن هذه الأشياء التي وردت في رسالتك. رابعًا: عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يربط على قلبك، وأن يزيدك قوة وثباتًا وهدىً وصلاحًا واستقامة. خامسًا: اطلبي من والدتك الدعاء لك بالثبات. سادسًا: عليك بعدم التباهي أمام الأخريات، وحاولي أن تستري نعم الله عليك عسى الله أن يحفظها لك.
هذا وبالله التوفيق.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1f9jzy8