هل طاعتي لزوجي أفضل من صيامي الأيام ذي الحجة؟

هل طاعتي لزوجي أفضل من صيامي الأيام ذي الحجة؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



هل طاعتي لزوجي في أن يجامعني أفضل من صيامي لأيام ذي الحجة أو أيام شوال أو مثل هذه الأيام المباركة؟ مع العلم أننا كنا مثلاً ننوى الصيام ويمر مثلا ساعتين على صيامينا، ثم يطلبني زوجي.



هل طاعتي له أفضل من صيامي لهذه الأيام؟



وأيضا سؤال: هل علينا ذنب، أو أنه يجوز إذا صمت وبعدذلك فطرت إرضاء لزوجي.



وجزاكم الله خيراً.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.



نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك الاهتمام بالسؤال، ونهنئك بالمناسبات والأيام المباركة، ونسأل الله أن يجعل أيامنا أعيادًا بطاعته.



أما بعد: فإنا نشكرك على طاعة الزوج، ونبين لك أن طاعة الزوج مقدمة على كل هذه النوافل، وأن من حق الزوج أن يدعو زوجته إلى حاجته الخاصة في أي لحظة، وعليها أن تُلبي، والشريعة اهتمت بهذا الجانب غاية الاهتمام، ولذلك عندما نهت الشريعة المرأة أن تصوم وزوجها حاضر إلا بإذنه تطوعًا، ونهت الشريعة المرأة أن تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها، لأن حاجة الزوج لا تُعرف متى تكون في ليل أو في نهار، وهذا الزوج إذا لم يجد الحلال فإنه قد يقع في الحرام فيقع عليه الغضب من الله، ويجب عليه الرجم والعياذ بالله.



فالشريعة التي ترجمه إذا زنى هي الشريعة التي تدعوك إلى طاعته وإن كنتِ على التنُّور، وإن كنتِ على قتب البعير، فمهما كانت الأحوال فإن المرأة يجب أن تستجيب لزوجها، حتى لو كانت مريضة فإنها ينبغي أن تُحسن الاعتذار له، وتسترضيه، وتعده بالخير، هذا إذا كانت لا تستطيع لظرف صحي، لكن الشريعة شددت في هذه المسألة، وهذه تعتبر من واجبات المرأة، فهي مُقدمة على كل النوافل التي شرعها الله تبارك وتعالى.



ولذلك كما حدث في قصة زوجة صفوان بن معطل التي قالت: تفطرني إذا صُمتُ؟ فتعجب النبي - صلى الله عليه وسلم - من أمرها ومن تلك الشكوى العجيبة، أنه ينام على الصلاة، وأنه يُفطرها إذا صامت ويضربها إذا صلّت، جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك الصحابي، فتعجب من أمره، فسأله عن ذلك كيف يتأخر عن الصلاة؟ فقال: (نحن قوم إذا نمنا لا نكاد نستيقظ) قال: (إذا استيقظت فصلي) والإنسان ما ينبغي أن يفرط، لكن متى ما نهض من نومه دون تفريط بعد أن يضع المنبه ويدعو الآخرين وكذا يستيقظ فيصلي.



وسأله النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ضربه لها إذا صلت؟ قال: كيف ذلك؟ قال: لأنها تقرأ مع الفاتحة سورة ثم تقرأ سورة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أحسنت لو كانت سورة واحدة لكفتْ).



وسأله لماذا يفطرها إذا صامت؟ قال: (أنا شاب، وهي تنطلق تصوم وأنا لا أصبر) قال -صلى الله عليه وسلم -: (لا تصوم المرأة وزوجها حاضر إلا بإذنه).



فالشرع إذن يعتني بهذا الجانب، وقد أحسنت فيما فعلتِ، وأنت مأجورة على ذلك، ولك الأجر والثواب، لك الأجر على نيتك في الصيام، وتنالي أجر الصائمين، ولك كذلك الأجر الأكبر على طاعتك للزوج وقيامك بهذا الواجب.



ونريد أن نقول: مثل هذه المواسم المباركة ليس المشروع فيها الصيام فقط، فإذا لم تستطع المرأة الصيام فهي تستطيع أن تُصلي، تستطيع أن تذكر الله، تستطيع أن تتصدق، ما من أيام العمل الصالح، كل العمل الصالح مطلوبة، ولذلك ما ينبغي أن نعتقد أن العمل الصالح هو الصيام فقط، بل كان ابن مسعود يُقدم نوافل الصلاة على نوافل الصيام، بل كان يُفطر ليتقوى على السجود لله تبارك وتعالى.



فإذن نحن ندعوك في مثل هذه الأحوال إلى طاعة الله، ثم إلى الحرص بعد ذلك بعمل طاعات أخرى، فإن المرأة تستطيع بعد ذلك بعد أن يأخذ زوجها حظه وحقه منها تستطيع أن تغتسل ثم تبدأ في الصلاة أو في التلاوة، أو في أي عمل من أعمال الخير، فتنال أجورًا مضاعفة على نيتها الصادقة، تنال أجر الصائمين بصدق نيتها، وتنال أجر تلك الطاعات الكثيرة التي شرعتها هذه الشريعة المباركة، فنسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا، وأن يديم بينكما الوفاق والألفة.



ولا نملك إلا أن ندعوك إلى مزيد من الطاعة للزوج، ونبشرك بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت بعلها، وأدت زكاة أموالها، دخلت جنة ربها) فطاعة الزوج مقدم على كل النوافل، ولكن إذا كنت صائمة يوم فريضة فإنه لا يحق الزوج أن يأمرك بالفطر، ولا يجوز لك أن تستجيبي له إذا صمت في رمضان أو في صيام فرض، لكن طالما كان الصيام نوافل مثل العشر من ذي الحجة أو أيام شوال أو الأيام البيض أو الاثنين والخميس، أو عاشوراء، هذه النوافل فإنها إن تصادمت مع حظ الزوج وحاجته فإن حاجته هي المقدمة.



نسأل الله أن يفقهنا وإياك في الدين، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونبشرك بالثواب والأجر من الله، ونسأل الله أن يُديم بينكما الألفة والمحبة، هو ولي ذلك والقادر عليه.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2154790

إقرأ أيضا :