لا أتعلم من أخطائي بالتحدث مع الشباب رغم ندمي وتجربتي بكل أنواع العقاب

لا أتعلم من أخطائي بالتحدث مع الشباب رغم ندمي وتجربتي بكل أنواع العقاب

السؤال:

السلام عليكم



بداية أشكركم على تعاونكم المتفهم لكل الحالات التي تحدث في مجتمعنا.



أنا فتاة في 16 من عمري، بدأت مشاكل التكلم مع الجنس الآخر عندما كان عمري 13 سنة، فبدأت من النت وتكلمت مع أول شاب وحدث بيننا كلام محرم شرعا، ثم كشفني أهلي وعوقبت طبعا وحرمت من وسائل الاتصال، ثم بعد سنتين وبعد أن أعطتني أمي فرصة ثانية عدت للتكلم على الإنترنت مع شاب آخر، وعادوا أهلي وكشفوني وعوقبت عقابا أشد، وقد عاهدتهم على عدم تكرار الأمر ولو حتى شيء مشابه له، ثم سافرنا إلى بلد أجنبي بعد سنة، وخنت وعدي وعهدي وأصبحت أتكلم مع الشباب، واعتدت على الأمر لأنني في مدرسة مختلطة.



وقد حدثت الكارثة التي دمرت حياتي، وعدت شابا أن نتقابل في الحي الذي أسكن به فأتى وقد فعلنا أشياء أكثر من الكلام لكن لم نقع في المحرم –الحمد لله-، وقد حرمت من المدرسة لمدة شهرين، وكنت قد تبت توبة حقيقية صادقة والله أعلم بها، وكنت أستيقظ تقريبا كل يوم لقيام الليل وأدعو الله أن أعود، وقد عدت بعد شهرين، وقد أعطتني أمي -جزاها الله كل الخير- فرصة ثانية أخيرة، وقد عاهدتها وعاهدت رب العالمين ألا أعود للحديث مع الشباب أبدا وقد عدت، وهذا العهد الثالث الذي أخلف فيه! وأعترف أني أتعلم من خطئي لمدة قصيرة لكن لا أنسى الخطأ وأعود لتكراره!



ومن أيام قليلة عدت وكررت الموقف تقريبا، وهو أنني توقفت مع الشاب نفسه مع أنني لا أحبه، وتكلمنا قليلا وقد رأتنا إدارة المدرسة وقد تم فصل الشاب، وأنا أخبرت أمي بما حدث فحرمت من الدوام مؤبدا، والمدرسة طلبت لقاء أهلي البارحة وتم طردي من المدرسة مع الشاب، وأنا أستحق ذلك حقا فلقد وسخت سمعتهم وجعلتهم يندمون على إعطائي فرصا عديدة، وهم الآن غير قادرين على لقاء أي أحد من كادر المدرسة بسبب خجلهم مني، وقد حرمت من المدرسة الآن، وأنا في أشد حالات الندم، وقد خنت ثقة أهلي بي عدة مرات، ولن يثقوا بي!



لقد تعبت من هذه المعاناة، فأنا لا أتعلم من أخطائي مع أنني جربت الضرب والنصح والموعظة والحرمان، وكل أنواع العقاب تقريبا ولكنني لم أتعلم، فأنا أشعر أني فاقدة للمشاعر والإحساس وأشعر أنني مصابة بانفصام، أشعر بأن جسدي فقط في الدنيا ولكن عقلي لا، مع العلم أني محافظة على صلواتي –والحمد لله- وأقرأ أحيانا بالقرآن ولكني أشعر أني بلا هدف في الحياة، مع أن لدي طموح عال بأن أترك كل هذا وأستغفر عن ذنوبي، وأعمل لمستقبلي العلمي، لأن عندي طموح عال جدا، الله يعلم به، فما الحل؟ أريد أن أكون فتاة عادية مسلمة طبيعية، وأحقق أهدافي، فماذا أفعل؟



وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ rore حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وندعوك إلى أن تتعاملي مع رب العالمين الذي يعلم السر وأخفى، وأن تحذري من العبث في مثل هذه الأمور، فإن الفتاة كالثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل من الدنس، وما حصل منك يدل على غفلة أرجو ألا تتكرر، فالمؤمنة لا تُلدغ من الجحر الواحد مرتين، وقد لُدغتِ مرارًا، فاتقي الله في نفسك، وانتبهي لمستقبلك، فإن الفتاة لا تملك بعد إيمانها بالله وبعد طاعتها لله واتباعها للرسول أغلى من سمعتها، وأغلى من سيرتها، التي يسأل عنها كل من يتقدم لها في مستقبل أيامها.



ولذلك ينبغي أن تنتبهي لهذا، واجعلي همك مراقبة رب العالمين وليس مراقبة الناس، واجعلي خوفك من الله المنتقم الجبار وليس خوفك من الناس، لأن الإنسان يستطيع أن يخدع الناس ويختفي منهم ويفعل ما يريد، لكن المؤمنة ينبغي أن تشعر أن الله ناظر إليها، وأن الله مطلع عليها.



واعلمي أن في الشباب ذئاب، وأن الفتاة تتأثر بكلامهم، فكوني عاقلة، وكوني ناضجة، واتقي الله في نفسك، واعلمي أن ثقة الأهل تحتاج إلى وقت، تحتاج إلى قناعات لكي يثقوا فيك، ولهذا لا بد أن يكون لك أعمال تبرهن أنك أصبحت أهلاً للثقة، فاتقي الله في نفسك، وانتبهي للمخاطر التي يمكن أن تترتب عليك في حال التمادي في هذا الطريق، ومهما حاول الناس ووضعوا من ضوابط، فإن مراقبة الإنسان لله هي التي تحميه، وأنت -ولله الحمد- قادرة على بلوغ العافية، واحمدي الله الذي حفظك رغم هذه التجاوزات من أن يكون تطورات لا تُحمد عُقباها، فإن المسألة لا تقف عند هذا الحد، والله تبارك وتعالى –كما شاهدتِ– يستر على الإنسان ويستر عليه، لكن إذا تمادى ولبس للمعصية لبوسها فضحه وهتكه وخذله، فاحذري من مكر الله، وتجنبي ما يُغضب الله تبارك وتعالى، واحرصي دائمًا على أن تكوني مطيعة لوالديك، حريصة على ما يُحقق له المصلحة والنفع والفائدة.



ونتمنى أن يكون في الذي حصل درس وأي درس لك، وراعي مشاعر أهلك، واعلمي أن سمعتك غالية، فحافظي على ما وهبك الله تبارك وتعالى من خصال كريمة، وقابلي نعم الله بالشكر وليس بالجحود والكفران.



نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1n5xb0E

إقرأ أيضا :