عنصر المعاشرة الزوجية مفقود في علاقتي مع زوجي، فأين تكمن المشكلة؟
السؤال:
السلام عليكم...
أنا سيدة عمري 27 سنة، متزوجة منذ سنة ونصف.
أعاني معاناة مع زوجي منذ أن تزوجنا، وهو لا يحب الجماع ويتهرب، والآن أصبح ثلاثة شهور أو أكثر، لا يأتيني، ويتحجج بأنني السبب، وأنه يتعب إذا اقترب مني، وكل مرة يتعذر بشيء، مع أنني أتزين له وأريد أطفالاً، وهو لا يجامعني، ومنذ أن تزوجنا، لم ينزل داخلي ولم أشعر أنني أنثى، تعبت نفسياً، أعتبر نفسي كخادمة تطبخ وتغسل وتنظف المنزل فقط، حتى أنني قرأت الرقية الشرعية، وأسمع القرآن، ولا فائدة.
سؤالي: ما الحل أفيدوني؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحيرانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونحب أن نسأل إذ قلت إنه لا يحب ويتهرب منذ البداية، هل حصل بينكما لقاء خاص بينكما وكان ناجحًا؟ هل نستطيع أن نتأكد أن الرجل لا يعاني من أي مشكلة في هذه المسألة؟ هل نستطيع أن نقول أنه مواظب على صلواته وأذكاره؟ هل نستطيع أن نقول إنه قرأ الرقية الشرعية على نفسه؟ كيف علاقته بالله -تبارك وتعالى-؟ وما هي الأشياء التي يعتذر بها عندما تطالبيه بحقك؟ وهل حاولت أن تكوني المبادرة بمداعبته وتقبيله والإقبال عليه؟ ثم ما هي الإشكالات التي تواجهه؟ هل حصل منك تنقيصًا له، لأنه عاجز ولأنه لا يستطيع أن يؤدي رسالته كرجل؟ أم يا ترى وجد منك التشجيع؟ لأن المسألة قد تكون فيها جانب نفسي، وقد يحتاج فيها إلى رقية شرعية، ونتمنى أن يتواصل معنا، شجعيه على التواصل معنا حتى نستمع إليه، ونتعرف على جوانب المشكلة؛ لأن الفراش له أثر على الحياة الزوجية، ولأن من حق المرأة على زوجها أن يُعطيها حقها، كما أن من حقه على زوجته أن تعطيه حقه الشرعي، وهذا لعله من أكبر وأهم أهداف الزواج، وإلا لماذا يتزوج الإنسان؟ إذا كان الرجل في الأصل غير قادر على الزواج فكيف تقدم إليك وطلب يدك وأقام المراسيم؟
الأمر يحتاج إلى توضيح، ونحن بانتظار هذه التوضيحات، وحبذا لو شجعتيه على التواصل معنا، فإذا لم يفعل ووجدت عنده سلبية، فأجيبي أنت على هذه الأسئلة، هل تمت علاقة واحدة ناجحة؟ ما هي أسباب النفور من جانبك؟ كيف علاقة هذا الرجل بالله -تبارك وتعالى-؟ ما هي الأسباب التي يعتذر بها عندما تطالبي بحقك الشرعي؟ هل حاولت أن تبادري أكثر من مجرد الزينة؟ أن تقبليه وتقتربي منه وتحضنيه - ومثل هذه الأشياء –؟ هل هو يعاني من مشكلات في عمله؟ هل يعاني من أزمة مالية؟ هل يعاني من ناحية صحيّة؟
هذه أسئلة تحتاج إلى توضيح، ولأن الأمر مهم فنحن نتمنى أن يأتي التوضيح، بل نتمنى أن تكتبوا استشارة مع بعضكم، كل واحد يكتب حتى تسمعوا الإجابة من طرف محايد، علمًا بأنه من حقك أن تطالبي بحجب الاستشارة فلا يراها أحد، لذلك تأخذي راحتك وتسألي عمَّا تريدي، وتوضحي هذه الأمور، وستظل الاستشارة سرًّا، إذا كانت محجوبة لا يمكن أن يصل إليها إلا صاحب الاستشارة –إلا أنت– ونحن بانتظار هذه التوضيحات، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونقدر حاجة المرأة إلى تلك اللحظات المهمة، ونقدر حاجة المرأة إلى الأمومة والأطفال، ونقدر حاجة الزوجين أيضًا إلى العفاف والطهر الذي لا يتحقق إلا بوضع هذه الشهوة في مواضعها الصحيحة، وعند ذلك البشارة من النبي -صلى الله عليه وسلم– بأن في ذلك صدقة، تعجب الصحابة فقال: (أرأيتم إن وضعها في الحرام أكان عليه وزر).
نسأل الله أن يمتعنا وإياكم بالحلال، وأن يُبعد عنا الحرام، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يُعيذنا من شرور أنفسنا.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2200266