ابني يستنشق الصمغ وقد حاولنا معه ولكن دون جدوى !!

ابني يستنشق الصمغ وقد حاولنا معه ولكن دون جدوى !!

السؤال:

السلام عليكم



ابني عمره 30 سنة, غير متزوج, والمشكلة أنه يستنشق مشتقات (الغراء-stop) أو الصمغ، وقد حاولت كثيرا معه لأثنيه عن هذا، لكني لم أوفق.



أرجو مساعدتي، وشكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ أم خالد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



المشتقات التي يتناولها ابنك تسمى بالمواد الطيَّارة، وهي تحتوي على مركب أساسي يعرف باسم (هيدروكربون) وبكل أسف هذا المركب لديه صفات تأثيرية قوية جدًّا على خلايا الدماغ، مما يجعل بعض الناس يُدمنون عليه، وبكل أسف أيضًا هذا المشتق يؤدي إلى أضرار صحية بليغة، فهنالك أثر كبير على الجهاز العصبي، أثر مضرٌّ جدًّا على الكلى والقلب والكبد، وهي الأعضاء الرئيسية في الجسم.



ابنك يحتاج لمساعدة، وسأكون معك واضحًا جدًّا: من الصعب عليه أن يتوقف لوحده، لأن النفس قد ضعفت، فالتشوق عنده في زيادة، وليس لديه الدافعية ليكسر حلقة الالتصاق مع هذه المواد.



من الأفضل -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تتصلي بأحد الأطباء المختصين، وأنا أعرف أن دولة البحرين فيها خدمات ممتازة جدًّا، هنالك الأخ الدكتور فاضل النشيط، والدكتور أحمد الأنصاري، والدكتور عادل عُوفي، وإخوة أطباء آخرون؛ تواصلي معهم وسوف توضع لابنك خطة علاجية كاملة.



المرحلة الأولى هي ما نسميها بـ (مرحلة سحب السميَّات) وهذا قد يتطلب إدخاله إلى المستشفى لمدة لا تقل عن أربعة أسابيع، بعد ذلك تبدأ البرامج التأهيلية، وهي متعددة جدًّا، وأهم شيء في البرامج التأهيلية أن يغيّر ابنك أسلوب حياته ومنهجه، وأن يغيّر تمامًا من صُحبته، وأن يُجفف منابع الحصول على هذه المُذيبات، بكل أسف هي متوفرة في كل مكان، لكن الإنسان إذا وصل إلى قناعات معينة يمكن أن يتوقف عنها.



لا بد أيضًا أن نبعث في ابنك هذا الأمل، أمامه فرصة للتعافي، وهذا يجب أن يكون واضحًا له، لكن يجب أن يتجنب خداع النفس، وكما ذكرت لك العلاج التأهيلي مطلوب، وأيضًا سوف يحتاج لبعض الأدوية البسيطة التي تقوي من عزيمته ودافعيته نحو الإقلاع، وفي ذات الوقت تريحه نفسيًا، تزيل منه المخاوف.



الذي يُدمن على المذيبات أو المواد المشابهة لها، يعتقد أنها أفضل شيء في الدنيا، وأن حياته لن تستمر بدونها، وهذه مشكلة، هذا التعلق وهذا التشوق هو المشكلة الأساسية في الإدمان، وأنا على قناعة كاملة أن معظم المدمنين لا يمكن أن يُقلعوا لوحدهم، لا بد من المساعدة الفنية المحترفة، لا بد من المؤازرة الاجتماعية، ولا بد من بعث الأمل فيهم.. هذا ممكن أيتها الفاضلة -أيتها البنت الكريمة-.



أرجو أن تتبعي ما ذكرته لك من خطوات، وأنا على ثقة تامة أن ابنك هذا سوف يُشفى -بإذن الله تعالى-.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2201362

إقرأ أيضا :