أعاني من غيرة قريبتي وحركاتها المستفزة، فما الحل؟

أعاني من غيرة قريبتي وحركاتها المستفزة، فما الحل؟

السؤال:

السلام عليكم..



عمري 16 سنة، وقريبتي أكبر مني ب 16 سنة أو ربما أكثر، ولكنها تغار مني، وتغار من أي فتاة جميلة، وأنا أشعر بالضجر، وأحاول عدم إعارتها أي اهتمام، ولكنها تستفزني بكلامها.



فمثلاً أنا أكره العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء، وهي عمداً تتحدث بألفاظ عنصرية أمامي لكي تثير غضبي، ودائماً ما تفعل، لأنها تحقد من أي حركة، أو من أي فعل، ولا تنسى رغم أنني نسيت جميع إساءاتها، ولكنها دائماً تفسر الأمور بطريقة غريبة، فلو فعلت شيئا طبيعياً؛ فإنها تراني أقصدها به، وأريد إغاضتها هي وأختها، ولا أعلم ما الحل معها؟



هي مثل أمها، تحب المشاكل، ولقد تأذيت من كليهما، فهي دائماً تحاول إحراجي، وتجعلني أنفر من الاجتماعات العائلية، ولا أستطيع أن أكلمها أو أنصحها لأنها مريضة نفسياً، وأنا لا أقصد الإساءة، ولكن تصرفاتها غريبة وغير طبيعية، ولا تخجل من أفعالها، حتى أنها جعلت أهلي وأهلها يشكون بأني أغار منها، وأنا مستغربة لأنها أكبر مني بكثير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



عندما تواجهنا مشكلة ما في الحياة عموما، أو كهذه التي تواجهك، فهناك ثلاثة احتمالات لما يمكن عمله:



الأول: أن نغيّر المشكلة ونحلها.

الثاني: أن نغيّر نظرتنا لها.

والثالث: أن نتعايش معها!



ويبدو أنه يصعب عليك الاحتمال الأول، وخاصة أنك ذكرت أن هذه السيدة مريضة نفسيا، فربما يفيد أن نرفع درجة التحمل، ونعذرها بسبب مرضها النفسيّ، فيبقى الاحتمالان الثاني والثالث.



كيف يمكن أن تغيّري نظرتك للأمر، من باب أن تفكري بأن هذه السيدة مريضة نفسيا، وربما هي بحاجة للتفهم والرعاية، وربما أنها تشعر بالغيرة والتهديد من قبلك، لا لشيء أنت تفعلينه، وإنما هكذا الأمور لاختلافك عنها، ولربما تكون هذه فرصة لك لتغيير نظرتك للمريض النفسي بشكل عام، ومن خلالها تغيّرين طريقة تعاملك معها، وبحيث يمكنك التعامل معها من باب رعايتها والعطف عليها.



وأما الخيار الثالث، وهو محاولة التعايش مع "المشكلة" كما هي، وعلى صعوبة هذا الأمر، وأن تحاولي في ذات الوقت تجنب هذه السيدة قدر الإمكان، وخاصة عندما تكون هي في مزاج صعب، بينما تقتربين منها أكثر عندما تكون في أحسن حالاتها، فلابد أن هناك بعض الأوقات تكون فيها في حال لا بأس به.



حاولي أن تتابعي دراستك وأحلامك وطموحاتك، فلا تتركيها فريسة لتصرفات هذه السيدة أو غيرها، أو سوء تصرفاتهم أحيانا، فهي دراستك وأحلامك وطموحاتك وليست لهما، فاحرصي عليها.



وستلاحظين من خلال ما سبق ذكره، أنك أصبحت وكأن هناك من حولك لباسا واقيا يحميك من أي تأثير، وبالتالي لن تعودي تتأثرين بتصرفات الآخرين وسوء تعاملهم معك، وعندها ستشعرين بالقدر العالي من الثقة بالنفس، مما يعينك على تحمل مثل هذه المعاملة من هذه السيدة.



وفقك الله، ويسّر لك الخير.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2192499

إقرأ أيضا :