أعاني من أعراض جسدية للقلق، ما جرعة السبرالكس المناسبة؟

أعاني من أعراض جسدية للقلق، ما جرعة السبرالكس المناسبة؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أنا بنت عمري17 عاماً، في رمضان الماضي، وبالتحديد عاشر يوم من رمضان كان آخر يوم لي من الدورة، تطهرت في الليل وتسحرت، وصليت الفجر واستلقيت لأنام، أحسست بوخزات في قلبي وخفقان، لم أهتم، بعدها بدأ يزيد فخفت.



علمت أن أهلي ذهبوا بي إلى الطوارئ، فحص الضغط كان سليماً، ومن تخطيط قلبي تبين أن عندي تسارع، وحولني الطبيب على مستشفى البابطين للقلب، أجريت تحاليل دم هناك وكان كل شيء سليماً، وأشارت الدكتورة علي بتحليل للغدة الدرقية، وكانت النتيجة بعد 10 أيام، وبعد 5 أيام سافرنا وبدأت أنسى وجع القلب، ومن النتيجة تبين –والحمد لله- أن كل شيء سليم، أنا صراحة لم أرتح؛ لأني كنت أتوقع أن الألم والتسارع من الغدة، فإذا كانت سليمة، فما سببه؟



بعد فترة جاء وقت الدورة ورجع الألم خفيفاً، لكن الخفقان بكثرة وخاصة قبل النوم، وأحياناً إحساس بالكتمة وصعوبة في التنفس، المهم لم أعد أهتم بالخفقان، وقبل تقريباً 3 أسابيع وقبل النوم جاءتني وخزات قوية في القلب وخفقان، وخوف وبكاء.



في صبح اليوم التالي ذهبت لمستشفى القلب إلى الدكتورة، وأخبرتها أن الألم لا زال موجوداً لكن من فترة لأخرى، والخفقان بكثرة أو شبه يومي، أجريت التخطيط، وتحليل دم مرة ثانية، وكل شيء سليم، فسألتني الدكتورة: هل يأتيك إسهال من فترة لأخرى، وآلام في البطن وغازات؟ فأجبتها: أنه يأتيني بشكل يومي، فذكرت أن السبب يمكن أن يكون من القولون، ونصحتني بمراجعة دكتور باطنية، وقرأت عن القولون العصبي وأعراضه وآلامه التي يمكن أن يسببها للقلب والخفقان، ارتحت كثيراً أنه القولون وليس مرض في القلب –لا سمح الله-.



ومن ضمن الأشياء التي قرأتها أن دواء سبرالكس يخفف الخوف والقلق والاكتئاب لمن كانت لديها مثل أعراضي، وبحثت عنه وأعجبتني نتائجه وفعاليته، مع العلم أني عصبية جداً، وتستفزني الأشياء الصغيرة جداً، والاكتئاب يلازمني بشكل يومي، وأخاف وأقلق كثيراً، وأحياناً يأتيني خوف شديد بدون سبب، فقط هكذا أشعر أنه سيحدث شيء سيء، وثقتي في نفسي تقريباً صفر، وأستحي وأخجل كثيراً.



قبل شهر تقريباً جاءني اكتئاب لمدة 4 أيام بسبب مشاكل عائلية، في أول يومين لم آكل شيئاً، فقط جالسة في غرفتي وأبكي، حاولت إيذاء نفسي وأحرقت يدي، بعدها حاولت أن أغير الوضع وأتصالح مع أهلي –والحمد لله- رجعت جيدة.



وأخبرت أهلي عن الدواء وكانوا متخوفين منه لأنه دواء نفسي، ويخافون من تأثيره علي في المستقبل، لكن أنا مقتنعة فيه جداً، ومتأملة أنه سيغير في حياتي كثيراً، مع العلم أني هذه السنة لم أكمل المدرسة، أحس باكتفاء من المدرسة والكتب والدراسة.



قبل 5 أيام حصلت مشكلة وغضبت ولبست عبايتي، وكنت سأخرج من البيت لكن أمي منعتني، كنت سأشتري الدواء؛ لأني تعبت من الاكتئاب والعصبية، وفي ذات اليوم اشترى لي أبي الدواء 10 ملجم، واستخرت وارتحت للدواء، لكن قبل أن آخذه أحببت أن أستشير هذا الموقع؛ لأني أثق فيه جداً، للمعلومية الدورة متأخرة لشهرين.



سؤالي: كم الجرعة المناسبة لي؟ وهل بالفعل في الأسبوع الأول تزيد الرغبة في الانتحار؟ أتمنى ألا تصف أدوية أخرى لي؛ لأني مقتنعة جداً بهذا الدواء وأريده بقوة.



الله يوفقكم، ويفرج همومكم مثلما تفرجون همي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



قبل أن أتحدث عن الدواء، أود أن أقول لك: إن حالتك بسيطة، التي أتتك هي نوبة من نوبات الهلع والهرع، وهو نوع من القلق النفسي المرتبط بالمخاوف، قد لا تكون له أسباب أبدًا، لكن في حالتك ربما تكون له علاقة بالدورة الشهرية، فتذبذب الهرمونات النسوية قد ينتج عنه بعض التغيرات الوجدانية التي قد تظهر في شكل قلق.



الحالة بسيطة جدًّا، وليس هنالك ما يدعوك أبدًا للتوتر، أكثري من أنشطتك اليومية، لا تدعي مجالاً للفراغ، مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وأريدك أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو الرجوع إليها والاطلاع عليها، ومن ثم تطبيق ما ورد فيها من توجيهات، فهي مفيدة جدًّا.



أي إنسان في عمرك يجب أن يكون له توجه إيجابي وخطط في الحياة، وأنت تملكين الطاقات النفسية والجسدية التي يجب أن توجهيها التوجيه الصحيح، استعمال الأدوية لا بأس به، وإن كنت لا أريد لإنسان في عمرك أن يرتبط كثيرًا بالأدوية، ووالدك -جزاه الله خيرًا– استجاب لطلبك وأحضر الدواء، وهو عقار (سبرالكس) وهو عقار ممتاز وسليم جدًّا، لكني أفضل حقيقة أن تتناوليه تحت إشراف الطبيبة، ليس من الضروري طبيبة نفسية، حتى طبيبة الأسرة أو طبيبة الرعاية الصحية الأولية يمكن أن تشرف على علاجك؛ لأن أعراضك في الأصل هي نفسوجسدية.



موضوع القولون العصبي، والتوترات والقلق والوخزة في الصدر، يفضل في مثل هذه الحالات أن تكون تحت الإشراف الطبي النفسي.



بالنسبة للدواء، تبدئين استعماله بخمسة مليجرام -نصف حبة- تستعملينها لمدة شهر، وهذه ربما تكون جرعة كافية جدًّا بالنسبة لك، وموضوع أنه يزيد الرغبة في الانتحار أو لا يزيد، هذه قضية طويلة ومعقدة جدًّا، والثوابت العلمية فيها قليلة، لكن نقول: إن من عمره سبعة عشر سنة أو أكثر يمكن أن يستعمل هذا الدواء، وبالجرعة الصغيرة التي ذكرناها، وقطعًا حين تكونين تحت إشراف الطبيبة هذا سوف يطمئنك ويطمئننا كثيرًا، وإذا أتتك أي أفكار سخيفة قطعًا يجب أن تُخبري طبيبتك مباشرة، بعد شهر يمكن أن ترفعي الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا، تستمرين عليها لمدة شهرين، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.



إذًا علاج حالتك لا يتمركز حول الدواء فقط، الدواء له مساهمات، لكني أريدها أن تكون مساهمات بسيطة، أريدك أن ترفعي الكفاءة النفسية لشخصك الكريم، وذلك من خلال التفكير والتوجه الإيجابي، وإكثار الفعاليات اليومية، والنظرة الإيجابية نحو المستقبل.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2194071

إقرأ أيضا :