يصيبني الاكتئاب مع استخدام المخدر وبدونه

يصيبني الاكتئاب مع استخدام المخدر وبدونه

السؤال:

السلام عليكم.



أشكر القائمين على هذا الموقع القيّم والمفيد، سائلا المولى أن يجعل ما تقومون به سعيا مشكورا.



أنا شاب بمقتبل العمر، والحياة أمامي جميلة، ولكن البداية المتعثرة بدأت معي بالمرحلة المتوسطة، حيث تعرف على المخدرات، ممثلة بـ (الكبتاجون) وتعاطيته لفترة ثم ارتقيت إلى الهاش المخدر، وأنا أعاني منذ نحو ست سنين من إدماني، لجأت إلى الله ثم المستشفيات ونومت أكثر من مرة، وانتظمت على علاج وقائي لفترة، ثم انتكست.



كل محاولاتي تبوء بالفشل بالنهاية؛ لأن قلبي تعلق بالمخدر فيضعف ويخور أمامه، خاصة مع الاكتئاب الذي أشعر به ولا يفارقني منذ أن تركت التعاطي حتى لحظة العودة له، وقد تركته لمدة تزيد عن السنة والنصف بدون مساعدة من أحد، ولكن حالتي النفسية لم تكن جيدة، حيث كنت أشعر بإحباط وعدم تقدير للذات، واقتناع بأنني لن أخرج أبداً فيما وقعت فيه، أحاول دائما أن أستخدم ما أوتيت من قوى ومميزات وعقل للابتعاد، ولكن دون جدوى!



يتكلم معي طبيبي، وينبهني على أن الالتزام بالعلاج مهم جدا، خاصة الافيكسور75مل، والسيليوكير200، ولكني لا أنتظم، فآخذ القليل من السيليوكير لكي أنام فقط، وسبب عدم انتظامي هو عدم ثقتي بالعلاج النفسي، وقد شخصت بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، ومررت بمرحلة هلوسة سابقة، استمرت لأيام بعد توقفي عن التعاطي، مما جعل من التوقف لدي شيئا مخيفاً.



الاستمرار أيضا شيء أسوأ بكثير، أتعاطى لكي أزيح الجبل الذي يقف على صدري بلا حراك، وخاصة وقت العصر قرب المغرب، وبالفترات الأخيرة أصبحت أتجنب الخروج والاجتماع وغيرها.



لم أكن أفكر، ولم أفكر فعليا بالانتحار، فكرت فيه، ولكن هناك ما يمنعني، وهذا شيء لن أفعله بالتأكيد ما دمت بعقلي وأفكر، ولكن الموت أفضل من الحياة بنظري وإن كانت مترفة.



أصبحت أرى الأمور بسوداوية قاتلة، ومن زاوية مظلمة، لا يوجد بها إلا الشر، وأنا إنسان بالأصل اجتماعي وذكي، وأحب أن أتعلم الجديد المفيد، يتقلب حالي ومزاجي كثيرا، فتراني مرة منشرحاً، ومرة منغلقاً، وكلها بمبالغة أكثر من اللازم، وأشعر أحيانا بوجود مؤامرة ضدي أو أن أحدا يستهدفني، وأن ما يحدث بالكرة الأرضية يتمحور حولي، وكأني شيء عظيم، أعلم ببطلان هذه الأفكار، ولكنها تأتيني أحيانا وأشرد بذهني معها، حيث أقتنع بها أحيانا عند ملازمتها لي.



متمنيا لكم التوفيق، وإفادتي إفادة كافية، عن نوع العلاج وفعاليته لحالتي.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



لا أعتقد أنك في حاجة لأن نحدثك عن مساوئ المخدرات، فهي وبال معروف، تعاسة، استعباد، تدهور، ونهاية مؤلمة ومظلمة، لكن هنالك ضوء في النفق -إن شاء الله تعالى- لمن يريد أن يسير على الطريق الصحيح.



أيها الفاضل الكريم: قرار التوقف عن التعاطي يجب أن تتخذه، لأن التغيير المعرفي والذهني هو قرار أساسي في هذه الحالات، وأنت قطعًا تحتاج لمن يعاونك على العلاج والتأهيل، يجب أن ترتبط بالمؤسسات العلاجية، وفوق ذلك يجب أن ترتبط بمجموعات المتعافين، هناك مجموعة (المدمن المجهول) وأنا أعرف أن هذه المجموعات فعالة جدًّا في المملكة العربية السعودية، الانتماء لهذه المجموعات ضرورة حتمية من أجل الدعم النفسي والسلوكي للتوقف عن التعاطي.



كما تعرف -أيها الفاضل الكريم- التوقف عن تعاطي المخدر أيًّا كان لا يعني الشفاء، لا يعني العافية، إنما هو خطوة في الطريق الصحيح، التعافي لا يأتي إلا من خلال التأهيل، التأهيل الكامل فيما يخص تغيير نمط الحياة، العمل، التواصل الاجتماعي، فأنا أنصحك أن تنتهج هذا المنهج.



ما تعيشه الآن هو نوع من الإحباط النفسي؛ لأنك أصبحت مستعبدًا في دائرة التعاطي، وتعتقد أنك يمكن أن تحل مشكلتك من خلال الاستمرار في التعاطي، هذا خطأ كبير.



أنا صريح وأمين معك جدًّا، وأنا لست بأفضل المعالجين، لكني وددت فقط أن أساهم بما يفيدك، يجب أن تغير الأماكن والأشخاص والأدوات التي تربطك بالتعاطي، وتستبدلها بمجموعات التعافي، أن تحرص على صلاتك في المسجد، أن تكون بارًا بوالديك، أن تمارس الرياضة، هذا -إن شاء الله تعالى– يفتح لك آفاقا حياتية جديدة.



بالنسبة لقضية أنك تعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية: هذا طبعًا يعالج دوائيًا من خلال المتابعة مع الطبيب، وقطعًا استعمال الحشيش هو أحد المثيرات الخطيرة جدًّا التي تؤثر على كيمياء الدماغ، خاصة الموصلات العصبية المرتبطة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، فالذي تحتاجه هو قرار التعافي والتشافي، ثم التطبيق.



أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2193642

إقرأ أيضا :