أختي المريضة كيف نمنعها من علاقة غير مشروعة دون تجريحها؟

أختي المريضة كيف نمنعها من علاقة غير مشروعة دون تجريحها؟

السؤال:

السلام عليكم.



جزاك الله ألف خير شيخي، لقد أفدتني شكراً لك.



لقد أخبرت أُمي وقرأت إجابتكم الحكيمة، وقالت قولي لهم : هي مريضة بمرض ضمور العضلات، ولم تخرج من البيت منذ فترة طويلة جداً، ونخاف على نفسيتها، ونحن لا نريد إجبارها على شيء أو نضغط عليها، وهي لم تخبره بمرضها، فماذا نفعل؟



أما بخصوص الشاب، فقد تكلمنا معه كي يبتعد عنها، ولكن -للأسف- بلا فائدة، أيرضاها على أخته؟ لا أبداً، والله إنه كاذب، لو كان يحبها لخاف عليها من عذاب ربي, عذراً لكن بسبب حرقتي على أختي.



سؤالي: ماذا نفعل من أجلها؟ وكيف نتعامل معها؟



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

ابنتنا الفاضلة/ شروق حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بموضوع أختك الشقيقة، ونشكر لك عرض الإجابة على الوالدة، ونحن في خدمة الوالدة، وفي خدمة أبنائنا وبناتنا، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبناء وبنات هذه الأمة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يكتب لها الشفاء العاجل، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يعينكم على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.



لا شك أن استمرار هذه البنت على هذه المخالفة أمر ليس في مصلحتها، ونحن نؤكد أنها قد تُصدم وقد تواجه صعوبات، إذا كنتم ناصحين وصادقين معها، لكن هذا هو الذي ينبغي أن يحدث، المهم هو أن نبلغها النصيحة، ونبين لها أن واهب الشفاءَ ينبغي أن يُطاع، وأن ما عند الله من الشفاءِ والعافية والخير لا يُنال إلا بطاعته -سبحانه وتعالى-.



أما بالنسبة للشاب فأرجو أن تكلموه مرة أخرى بوضوح، إذا أراد أن يتقدم رسمياً فعليه أن يتقدم رسمياً، أما أن يستمر في علاقة بهذه الطريقة فهذا ليس فيه مصلحة له، وأمر لا يرضي الله -تبارك وتعالى-، وأرجو إذا كنتم قد تكلمتم مع الشاب أن تواصلوا معه الكلام، لأن الشاب لو حاول أن يتركها وحاول أن ينسحب، وأنتم ها هنا حاولتم أن تخففوا عليها الصدمة؛ فإن الأمر سيكون بهذه الطريقة أسهل وأيسر بالنسبة لها.



على كل حال نحن نحتاج إلى أن تقتربوا منها، تُشبعوها من الملاطفة والعطف والاهتمام، فإنها ما مالت لهذا الشاب إلا لأنها وجدت الاهتمام، وأرجو أن تهتموا بها، وخاصة المريضة تحتاج إلى مزيد من الاهتمام ومزيد من الملاطفة، وأعتقد أن إشباعها بالعواطف والاهتمام، والدعاء والقرب منها، واللمسات الحانية من والدتك والقرب منها، سيغنيها عن كثير مما تطلبه في الخارج، لأن هذه الأحوال غالبًا هي تبحث عن أشياء مفقودة، وأهم ما يجعل البنات يبحثن عن العلاقات الخارجية، هو الجفاف العاطفي الذي يكون في البيت.



لذلك نتمنى أن تبتدئوا بالاهتمام عاطفياً، ثم بالاقتراب منها والدخول إلى حياتها، ثم بالاجتهاد في النصح لها وبيان أن طاعة الله -تبارك وتعالى- سبيل إلى الشفاءِ، وسبيل إلى بلوغ العافية، ثم شغلها بالمفيد، لأن المريض يحتاج أيضًا إلى أن يرتبط بالله وذكره وتلاوة كتابه -سبحانه وتعالى-.



لذلك أريد أن أقول: خوفكم عليها من الصدمة كما نفهم، أو من أن يؤثر عليها ذلك سلباً، ليس سببًا في عدم نصحها، ولكن هو يدعونا إلى أن نتلطف جدًّا، وأن ننتقي الكلمات، وأن نحترم المشاعر، وأن نبين لها أن أمثال هؤلاء الذين يريدون أن يتواصلوا مع الفتيات بهذه الطريقة لا يريدوا الخير، ونبيّن لها أن واهب الشفاء -سبحانه وتعالى- ينبغي أن يُطاع، لأننا نريد أن ننال ما عند الله من خير وعافية، وهذا لا يُنال إذا استمر الحال بهذه الطريقة، وكان هناك تواصلاً عاطفياً لا تحكمه ضوابط ولا قواعد شرعية.



ومرة أخرى أدعو إلى أن توفروا الجرعات التي فقدتها ووجدتها عند ذلك الشاب، جرعات من الاهتمام والعطف والاحتفاء بها، وحاولوا أيضا أن تعرفوا الوسيلة التي يؤثر بها نوع الكلام الذي يقوله، فهي بحاجة لهذا، ونؤكد مرة أخرى أن بناتنا بل والأبناء، يصعب عليهم أن ينحرفوا، ويصعب عليهم أن يخرجوا من الأطر المقبولة، إذا وجدوا الاهتمام والعاطفة والحب في داخل البيت، فأشبعوها عاطفياً، وركزوا الاهتمام بها، ونسأل الله أن يكتب لها السلامة والعافية، وأن يهيأ لها من أمرها رشدًا، هو ولي ذلك والقادر عليه.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2197443

إقرأ أيضا :