يصيبني التوتر وضربات القلب عند مشاهدة قريب لي فقد بصره بسببي

يصيبني التوتر وضربات القلب عند مشاهدة قريب لي فقد بصره بسببي

السؤال:

السلام عليكم



أنا شاب في بداية العقد الثالث، منذ كنت طفلا عندما كنا نلعب مع أولاد العائلة تسببت بإصابة في عين أحد أقاربي، ما أدى إلى فقدان بصره به، وأثرت على حالتي النفسية، حيث أصاب بالتوتر عندما أشاهده أو أشاهد أبويه.



يتضح ذلك على وجهي، وتزداد نبضات القلب، ولم أستطع التخلص من هذه الحالة منذ أعوام!

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



فالتغير الذي يحدث لك حين تواجه هذا الشاب هو تغير نفسي أساسي، ويدل على مستوى العطف الجيد والمشاعر الإنسانية التي تستحوذ على تفكيرك حول هذا الشاب، فجزاك الله خيرًا.



هذه نعتبرها رحمة في القلوب قبل كل شيء، لكن في ذات الوقت قطعًا يجب ألا يأخذ الأمر الشكل المرضي المعطل، بمعنى أنه إذا حصل الأمر إلى تسارع في ضربات القلب وتوتر شديد، هذا أمر غير محمود.



وإن كنتُ أرى - من وجهة نظري البسيطة – أنه ربما يكون عندك جانب من الخوف الاجتماعي، أنت حين تشاهد والده أو حين تشاهد أبويه - كما ذكرت – تأتيك هذه المشاعر النفسية الشديدة مع الجانب الفسيولوجي – وهو تزايد ضربات القلب – ربما تحس بشيء من تأنيب الضمير، وتأتيك مخاوف في تلك اللحظة.



وجود والديه وظنَّك أو الفكرة التي تأتيك أن وجودك أمامهم سوف يُثير لديهم ما حدث لابنهم، هذا رابط نفسي مهم، أعتقد أنه من المفترض أن تنظر إلى الأمر ببساطة أكثر، هذا أمر مُقدَّر وقد حدث، وأنت لم تقصد ذلك أبدًا.



لا مانع أن تعبِّر – لا أقول اعتذارك لوالديه ولكن – شيئًا من التعاطف معهم، وفي ذات الوقت يجب أن تُبدي نوعًا من التشجيع والتحفيز لهم، حتى وإن لم تخاطبه مباشرة، ولكن تقول لوالديه: (لكن - الحمد لله تعالى – قد تخطى هذه المشكلة، وهو الآن يعيش حياة طيبة وهانئة).



أود أن أقول لك شيئًا مهمًّا - أيها الفاضل الكريم-: من رحمة الله بنا أن مثل هذه الإصابات التي تحدث في فترة الصغر بالرغم من أن العين عضو مهم وأساسي لدى الإنسان، إلا أنه إذا فقد الإنسان البصر في إحدى العينين، العين الثانية تعوِّض، تهيأ له الظروف وأن تتكيف، وتقوم بعملية تعويضية للإبصار، لا أقول قطعًا أن بصره سوف يكون مثل بصر الشخص الذي له عينان أو الشخص الطبيعي، لكن فقدان البصر في الصغر ليس كمثل فقدانه في الكبر أو أيام الشباب.



لا تتوتر أبدًا، وأنصحك أيضًا أن تكثر من الزيارات له ولأسرته، وأن تعيش حياة طبيعية، فإذًا التخلص في مثل حالتك لا نسميه تخلصًا من المشاعر، إنما تكيفًا وتواؤمًا معها، لأن مشاعرك هي مشاعر إنسانية، ولا أحد يدعوك إلى التخلص منها، لكن يجب أن تقبل التفسيرات التي ذكرناها لك، وأن تتعايش مع هذا الوضع، وتلقائيًا سوف تجد أنك قد تكيفت مع مشاعرك.



هنالك إضافة أخرى أود أن أذكرها لك، وهي: أن تحرص على تمارين التنفس الاسترخائية، هذه التمارين جيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك أن ترجع إليها وتطبقها خاصة جانب التنفس التدرجي، وأن تتأمل مخاوفك هذه، حين تقابل والد هذا الشاب أو تقابله تذكر هذا الوضع، وفي ذات الوقت في تلك اللحظة قم بتطبيق تمارين الاسترخاء، هذا أيضًا يؤدي إلى نوع من الترويض النفسي الإيجابي.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2195559

إقرأ أيضا :