نوبات هلع وخوف نتيجة ضغوطات الحياة، هل من حل؟

نوبات هلع وخوف نتيجة ضغوطات الحياة، هل من حل؟

السؤال:

السلام عليكم



أنا فتاة عمري 20 سنة، شخصية حساسة.



أصبت بنوبة هلع وخوف من الموت والأمراض قبل عدة أشهر، والتفكير المستمر، وذلك بسبب ضغوطات متعددة.



راجعت طبيباً نفسياً، فأعطاني حبوباً، لكنني لم أستمر عليها، وبعد ذلك أصبت بصداع شديد، وأهلي يرفضون زيارتي للطبيب النفسي، ويعتقدون أنني أتخيل



سؤالي: ماذا أفعل؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ han حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



بالفعل نوبة الهلع قد انتهت -والحمد لله تعالى- تطورت مقدراتك الشخصية، وأصبح لديك الوعي الذاتي بهذه النوبات، وجعلك تتغلبين عليها تماماً، ولكن ظهرت لديك هذه المخاوف، خاصة الخوف من الموت والأمراض، وهي مخاوف وسواسية، كما ذكر أهلك الكرام.



الحالة -إن شاء الله تعالى- بسيطة جدًّا، والأعراض التي تأتيك كالصداع في الجبهة والفك العلوي مثلا، هي ناتجة من انقباضات عضلية؛ لأن الخوف والقلق والتوتر يؤدي إلى توتر عضلي، والإنسان ما يتخيله من أعراض مرضية يظهر عليه دون أن يكون هنالك مرضًا حقيقيًا.



هذا ليس توهماً –أيتها الفاضلة الكريمة– هذا أمر يتم من خلال عمليات نفسية وجسمانية معقدة بعض الشيء، والعلاج هنا يكون بتفهم طبيعة هذه الحالة، لذا حرصتُ من خلال هذا الشرح الموجز أن أوضح لك أنك لست متوهمة، نعم هنالك مخاوف، هنالك وساوس، ونتج عنها الأعراض الجسدية وسوء التركيز الذي أصبح ينتابك.



أنت مطالبة بأن تتجاهلي هذه الأعراض تماماً، مطالبة بأن ترتبي وقتك بصورة جيدة، بأن تحقري فكرة الخوف، وفكرة الخوف من الموت على وجه الخصوص يتم التعامل معها من خلال التوكل، وأن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان لحظة، ولا ينقص من عمره شيئًا.



الخوف من الأمراض يتم التعامل معه من خلال الدعاء والأذكار، وأن تعيشي حياة صحية: تمارسي الرياضة التي تناسب الفتاة، الترتيب الغذائي الجيد، النوم المبكر، ممارسة تمارين الاسترخاء، وبهذه المناسبة موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطبقي التمارين الموجودة بها، وأعتقد أنها سوف تكون كافية جدًّا لامتصاص الكثير من مكونات قلقك وتوترك وكذلك مخاوفك.



أنا لا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي في الوقت الحاضر، بالرغم من وجود أدوية متميزة جدا لعلاج قلق المخاوف الوسواسي، لكن اجتهدي من خلال تفهم حالتك، والمزيد من الوعي بذاتك، والتفاؤل والتفكير الإيجابي، وأن تتجاهلي ما هو سلبي، وأن تنظري للمستقبل بتفاؤل، وهذا -إن شاء الله تعالى- يولِّد لديك المزيد من الثقة في نفسك وتنظري إلى الحياة وإلى مشاعرك من منظار أكثر إيجابية.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2197929

إقرأ أيضا :