قلق وتوتر واكتئاب وحزن شبه دائم.. هل تفيد الأدوية في حالتي؟

قلق وتوتر واكتئاب وحزن شبه دائم.. هل تفيد الأدوية في حالتي؟

السؤال:

لدي مشكلات نفسية من: قلق، وتوتر، واكتئاب، وحزن شبه دائم.



المشكلة بدأت منذ عدة سنوات، وتزداد على مر الأيام، فكرت في الذهاب إلى طبيب نفسي، لكني ترددت عندما قرأت بعض قصص المرضى، وتجربتهم مع بعض الأدوية التي فشلت في حل مشكلاتهم النفسية، بل العكس جعلتها تزداد.



فهل من الممكن أن تفشل الأدوية معي، أو تزيد الأمر سوءًا؟ وبم تنصحوني بشكل عام؟



شكرا جزيلا.





الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



أؤكد لك أن الطب النفسي قد تقدم جدًّا، وأصبح يقدم الكثير والكثير من المنافع للناس، فما يقال ليس صحيحًا، وإن كان هناك مرضى لم يستفيدوا من الأدوية، فهذا غالبًا يكون راجعًا لطبيعة أمراضهم، أو أنهم لم يلتزمون الالتزام التام بتناول الدواء كما وُصف لهم، وللمدة المطلوبة، كما أن بعضهم لا يأخذ بالآليات العلاجية الأخرى، ويعتمد فقط على الدواء، وهذا أيضًا خطأ كبير.



فيا أيها الفاضل الكريم: اذهب وقابل أحد الأطباء النفسيين الثقات -وإن شاء الله تعالى- سوف تجد منه كل المساعدة والتقدير.



من ناحيتي أقول لك: الأعراض كالقلق والاكتئاب قد تكون موجودة، في بعض الأحيان تكون أعراضًا عابرة، وفي بعض الأحيان تكون مستمرة ومطبقة، وقد تلاحظ أن استمرارية وإطباق هذه الأعراض يساهم فيها الإنسان كثيرًا دون أن يشعر، فالإنسان المتشائم الذي يعتبر نفسه أصبح ضحية للاكتئاب وأنه غير فعّال، ويستسلم قطعًا سوف تزداد أعراضه، أما الإنسان الذي يدفع نفسه ويُصرُّ على النجاح ويُصرُّ على المثابرة، ويعرف أن الإنسان لديه طاقات إيجابية موجودة كثيرة، لكنها قد تكون مختبئة أو حبيسة، ومتى ما سعى الإنسان ودفع نفسه يستطيع أن يستفيد منها.



فأنا أنصحك أيهَا الشاب الكريم: أن تتذكر أنك في سنٍّ تتميز بالطاقات النفسية والجسدية، فلا تضيع وقتك مع الاكتئاب، وحتى كلمة الاكتئاب وكلمة الحزن يجب ألا تكون في قاموسك، هذا قد يكون شيئًا من عسر المزاج الذي استسلمت له، وبعد ذلك أعطاك هذه الصيغة، أي صيغة الاستسلام للاكتئاب.



الاكتئاب يمكن أن يُهزم ويجب أن يُهزم، واطلاعاتك عن قصص المرضى الآخرين يجب ألا تكون حكمًا عليك، ولا تتخذها مرجعية، كل إنسان له ظروفه، فمن يعاني من الذهان والهلاوس قد يقال: إنه موسوس، ولا علاقة للوسواس بالذهان، ومن يعاني من الفصام قد يقال: إنه مكتئب، وهذه أمراض وحالات مختلفة تمامًا.



إذًا اذهب إلى المرجعية الطبية المختصة -وإن شاء الله تعالى- سوف تتملك المعلومات الصحيحة، والتشخيص السليم، وبعد ذلك تُوضع لك الخطة العلاجية على الأسس التي ذكرتها لك.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2196912

إقرأ أيضا :