هل يجوز أن يدور كلام عاطفي بين من تعارفا على النت بغرض الزواج؟

هل يجوز أن يدور كلام عاطفي بين من تعارفا على النت بغرض الزواج؟

السؤال:

السلام عليكم



أنا فتاة عمري 21 عامًا، قبل أربعة أيام تعرفت على شاب عمره 30 سنة عن طريق موقع للزواج، ونحن على تواصل فيما بيننا عن طريق برنامج للمحادثات فقط دون صوت، واستخرت الله أكثر من 3 مرات، -والحمد لله- كما يبدو لي أننا متوافقان فكريًا، لكن بدأ يبدي شوقه وإعجابه وانجذابه نحوي، لكني أرفض أي كلام عاطفي فيما بيننا، لأني لا أريد أن يتخلل علاقتنا شيء من الحرام، أعترف بأني تعلقت به وانجذبت إليه بشكل كبير، لكني لا أصرح له بشيء من أحاسيسي نحوه، وهو يطلب مني أن نخوض في الأمور العاطفية لكي أشبع حاجته العاطفية، وغرضنا الزواج -بإذن الله- .



هل يجوز أن يدور بيننا كلام عاطفي، فنفسي تتوق لذلك، ولكني أخشى أن أرتكب خطيئة؟ وهل يحق له طلب هذا الشيء مني؟ وكيف لي أن أقنعه بعدم الخوض في الأمور العاطفية إن كانت لا تحل لنا؟ وهل تصريحه لشوقه وانجذابه حقيقي؟ أم هو مزيف كوننا لم نكمل الأسبوع؟ ثم ما هي الضوابط التي يجب أن يلتزم بها الجنسين عند التعارف للزواج؟



تعلقت به كثيرًا، وأنا الآن في حيرة من أمري، أفيدوني جزاكم الله عنا خير الجزاء، ودفع عنكم عظيم وشر البلاء، وجعلكم في جنة الفردوس نزلاء.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ أنثى حائرة حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



بداية نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يزيدك حرصًا، ونحذرك من التمادي في هذا الطريق، فإنك لا زلت على خير، والدليل على هذا هو كتابة هذه الاستشارة التي ما دفعك الكتابة إلينا إلا رغبة في الحلال، وينبغي أن تتوقفي هذه العلاقة الآن، وإذا كان الشاب صادقًا في طلب يدك، عليه أن يأتي ليتعرف على أسرتك، ويطلب يدك بطريقة رسمية، وبعد ذلك يستطيع أن يراك على الطبيعة، وتنظري إليه في حضور محارمك، وبعد ذلك تكون هذه العلاقة شرعية معلنة واضحة، تستطيعون خلالها أن تتواصلوا، وأفضل أن يكون التواصل بعد الخطبة في المهمات وفي ترتيب أمر الزواج، ثم يعقد عليك فتصبحي زوجة له يحل لك وتحلين له، ويحل لكم كل شيء بينكما، إلا ما حرَّمه الله تبارك وتعالى من العلاقة التي لا تنضبط بضوابط الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى.



إذًا نحن نريد أن نقول: هذه العلاقة التي بدأتم فيها الصواب أن تتوقفوا الآن، أن تنتقل من العالم الافتراضي والإلكتروني إلى عالم الواقع، أن يتقدم ويطرق باب أهلك، ولا نرى أن تستمروا حتى في الكلام العادي، لأنه سيجر إلى ما بعده كما هو حاصل الآن.



أنتم بدأتم بكلام طبيعي، ثم بعد تيار العاطفي انجرفتما، ثم أنت الآن على حافة الانهيار، وهذه طبيعة الرجل، فإن الرجل إذا تواصل مع المرأة أحب أن يسمع صوتها، فإذا سمع صوتها أحب أن يراها، فإذا رآها حصل ما لا تُحمد عقباه، أما المرأة فإنها قد تكتفي بالخطوة الأولى، لكن لذلك ينبغي أن تكوني حريصة على هذه المسألة، وتجنبي تقدم لأي خطوة إلا بعد أن يتقدم فعلاً ويطلب يدك بطريقة رسمية، لأن هذا هو البرهان على أنه صادق، فالفتاة الذكية إذا تعرفت على شاب تتوقف، ثم تعطيه هاتف عمها أو خالها أو أخيها أو والدها ليتواصل مع الأسرة، ثم يرتب، ثم يطلب يدك، ثم يأتي بأهله، ثم بعد ذلك يحصل التعارف والتآلف، تحصل الخطبة، يحصل الزواج، هناك خطوات شرعية واضحة لا بد أن نسير عليها.



الآن ينبغي أن تتوقفوا فورًا، ولا يجوز حتى الكلام العادي، بعد أن حصل ما تريدون لا يجوز حتى الكلام العادي، لأنه يجر لما بعده، الآن بدأ عاديا، ثم هو يطلب أشياء لا يجوز له أن يطلبها، ولا يجوز لك أن تُجيبي عليها، وليس في مصلحتك ولا مصلحته، لأن العاطفة بهذه الطريقة هي خصم على سعادة الزوجين، فيجب التوقف عن السير في هذا الاتجاه فورًا، والخروج إلى السطح، وطلب يدك بطريقة رسمية، والمجيء للبيوت من أبوابها، من حقه أن يسأل عنك، ومن حقك أن تسألي عنه، بعد ذلك يراك فيحصل التعارف والتآلف بينك وبينه، بين الأسرتين، بين القبيلتين، ثم تُكملوا هذا المشوار على هدىً من الله ونور.



نسأل الله لك التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2197332

إقرأ أيضا :