وسواس النظافة، والعناد من قبل زوجتي

وسواس النظافة، والعناد من قبل زوجتي

السؤال:

السلام عليكم.



أنا متزوج منذ حوالي عامين ونصف، وزوجتي مصابة بالوسواس القهري " النظافة " حيث كانت تقوم بغسل كل شيء لخوفها من النجاسات، وليس مفهوم النجاسات الفقهي، ولكن هو الخوف من النجاسات وحسب، حتى أنها من شدة الخوف من أن تدخل الحمام، كانت تصلي أحياناً بدون وضوء وتكتفي بالتيمم، قمنا بزيارة طبيب نفسي، وتابعت معه وتعدل حالها، ولكن مع الوقت بدأت حالتها في التردي، ثم في الصعود، ثم في التردي ونعيش في هذا التخبط منذ فترة.



الطبيب أوصى لها بحبوب (سيرباس)، وتابع معها نظام علاج سلوكي، لكن مع الوقت صارت هناك عقبات متجددة، فكما تعلم أن الوسواس يصارع المريض في كل أركان حياته، فقد بدأت زوجتي ترفض الانصياع لأوامر الطبيب، فقام بإعطائها دواء آخر لتقليل حدة العناد كما قال، وهو rap forte ، وقام بإعطائها علاج مضاد للأعراض الجانبية وهو: (Cogentol).



لا أخفيك أن زوجتي لديها من الطباع ما قد يساعد على أن تتأخر في العلاج خاصة أن شخصيتها تميل للاستسهال وعدم المبالاة أحيانا.



فبماذا تنصحوني؟ وهل نأخذ هذا العلاج؟ علما أني قلق منه، لأنه قال أن له أعراضا جانبية.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نسأل الله لزوجتك العافية والشفاء.



أنت انتهجت المنهج الصحيح، وهو الذهاب بزوجتك الكريمة إلى الطبيب النفسي، والذي قام بدوره بإعطائها العلاج الدوائي وكذلك العلاج السلوكي، ويعرف أن حالات الوسواس القهري تستجيب بنسبة تسعين بالمائة للعلاج، لكن الشيء المهم والضروري هو ضرورة تنفيذ الآليات السلوكية وكذلك إتباع تناول الأدوية بكل انضباط.

فيما يخص عقار (أوراب Orap) والذي يسمى علميًا باسم (بيموزايد pimozied) هذا دواء غالبًا يكون الطبيب قد أعطاه كدواء داعم للـ (سيرباس)، وهو الدواء المستعمل أصلاً لعلاج الوساوس وليحسن مزاجها.



لذلك أخي الكريم: لا تتخوف أبدًا من الآثار الجانبية للأوراب، فهي قليلة جدًّا، وأنا متأكد أن الطبيب غالبًا أعطاها جرعة صغيرة مثل اثنين مليجرام (مثلاً) والـ (Cogentol) هو دواء يعالج الآثار الجانبية من الأوراب إذا حدثتْ، علمًا بأن هذه الآثار الجانبية - والتي تتمثل في نوع من الشد العصبي أو الشعور بالتخشب – ليس من الضروري أن تحدث، لكن الأخ الطبيب – جزاه الله خيرًا – قام بإجراء التحوطات اللازمة.



أخِي الكريم: يجب أن تلتزم زوجتك الفاضلة بالعلاج وتطبق العلاجات السلوكية، وأنا متأكد أنك سوف تقدم لها الدعم اللازم.



أما بالنسبة للبناء النفسي لشخصيتها: أتمنى أن تصل إلى مرحلة النضوج النفسي، وذلك من خلال تحمل المسؤولية، مسؤوليتها كزوجة، مسؤوليتها كأم - إن شاء الله تعالى – وهذا سوف يعطيها الفرصة لأن تبني نفسها ومهاراتها وشخصيتها بصورة أفضل.



من جانبك أخِي الكريم: حاول أن تساعدها، وفيما ترى أنها تستهتر فيه وأنها غير مبالية، هنا يجب أن توجهها التوجيه المنضبط اللطيف والمساند، وربما التوبيخ في بعض الأحيان.



الوسواس القهري مرض مؤلم لصاحبه، فيجب أن نجد العذر لزوجتك، وأن مساندتها مهمة جدًّا، لا تتضايق من تصرفاتها، لكن يجب أن تكون حازمًا في تلقيها للعلاج وإتباعها للإرشادات السلوكية – هذا مهم وضروري جدًّا – ويُعرف تمامًا أن التدخل العلاجي المبكر والالتزام بتناول الدواء وتطبيق الإرشادات كما هي دائمًا هو المفتاح الأساسي والمعيار الرئيسي لأن تكون النتائج العلاجية ممتازة.



أسأل الله تعالى أن يعافي زوجتك، وشجّعها على الأخذ بالأسباب وانتهاج المنهج العلاجي الصحيح، والمواصلة مع الطبيب هي ركيزة دعم علاجي أساسي.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2194620

إقرأ أيضا :