بين رغبتي ورغبات الآخرين

بين رغبتي ورغبات الآخرين

السؤال:

السلام عليكم...



أنا فتاة عمري 28 سنة، طالبة بمرحلة الماجستير، أعاني من شخصيتي الحساسة، فأنا طالبة بالفصل الأول في دراسة الماجستير، وأهلي غير متحمسين لاختياري، ويفضلون أن أبحث عن وظيفة ولو براتب قليل، أفضل من الاستمرار في التعليم، علماً أنني أحب العلم والدراسة، وأعلم أنها سوف تنفعني في المستقبل، وقد تأثرت حالتي النفسية كثيراً من كلامهم.



إضافة إلى ذلك فأنا أرهق نفسي من أجل مساعدة الآخرين، وأية مشكلة تتعرض لها إحدى صديقاتي أشعر بأنني المسؤولة عن حل مشكلتها، وأحياناً أجامل غيري على حساب نفسي، حتى لا أشعرهم أنني تغيرت بعد الدراسة.



سؤالي: كيف أتخلص من الحساسية والعاطفة الزائدة في شخصيتي؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ الأمل حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



أحياناً ما تتعارض وجهة نظر الإنسان مع أسرته في موضوع الدراسة، والأسرة الحكيمة تحاول أن تتكيّف مع رغبة الطالب، وليس العكس طالما هذا ممكن، وخاصة أن الدراسة والتحصيل العلمي في النهاية من حقوق الإنسان الفردية، حيث يتمنى الإنسان ويعمل جاهدا ليطوّر نفسه، ويتعلم ويحسّن ظروف حياته بالعلم والمعرفة، وطالما أنك تحبين العلم والتعلم، فهذه ربما واحدة من الاختبارات الكبرى في حياتك، وهي أن تصرّي على تحقيق حلمك في الحياة، وهذا ما يحصل في حياة من يحققون أحلامهم، فهم لا يستسلمون لرغبة هذا أو ذاك، فهيا تابعي دراستك، والله يوفقك.



يتمنى الإنسان أحيانا أن يساعد كل من يستطيع، إلا أن هناك حدود لما يستطيع المرء فعله، والله -تعالى- يعلمنا أن ندعو: "ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به"، فهناك طاقة معينة للإنسان في العطاء، تمنعه أحيانا من القيام بكل ما يتمنى أو يشتهي. والرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن لنفسك عليك حقا"، فحاولي أن لا تبالغي كثيراً في الانسياق لإرضاء كل رغبات الأخرين، على حساب رغباتك الخاصة.



طبعا قد تبدو هذه دعوة للأنانية، وإنما لشيء من التوازن بين سير حياتك على رغبة الآخرين، وبين تحديد ماذا تريدين تحقيقه في حياتك.



وفقك الله، وجعلك من المتفوقات.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2196861

إقرأ أيضا :