بيني وبينها علاقة حب ونريد الزواج ولكني لا أستطيع لظروفي.. هل أتركها؟

بيني وبينها علاقة حب ونريد الزواج ولكني لا أستطيع لظروفي.. هل أتركها؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية شكر وثناء لأصحاب الفضل في إنشاء هذا الصرح الرائع، وتحية أخرى لكل القائمين عليه.

الشيخ الفاضل: موافي عزب حفظك الله.



هذه أول مرة أشارك في هذا الموقع، وأتمنى أن أكون اتبعت الخطوات الصحيحة للوصول إلى هذا المكان، لا أريد الإطالة.



أنا شاب عمري 24 سنة، قصتي تبدأ عندما تعرفت على فتاة تكبرني في العمر بعدة سنوات، تعرفت عليها عن طريق الصدفة، وحدثتها على الهاتف، وتطورت بيننا علاقة قوية جدا لدرجة أننا أصبحنا نرى بعضا البعض، وبين اللقاء والآخر تكون فترات بسيطة، وكنا نتحدث في أشياء كثيرة عني وعنها.



كنت حينها غير ملتزم بالصلاة، لكني شاب مهذب، والكل يعرفني بأخلاقي وحسن سلوكي، لكني غير ملتزم بالصلاة، وبعيد كل البعد عن ديني.



أحببت الفتاة ووعدتها بالزواج إن تيسرت الأمور عندي، ولكن أموري أنا تزداد سوءًا يوما بعد يوم، وهي يأتيها الكثير من الشباب لخطبتها وترفض، تريد أن تتزوجني أنا، وأنا أيضا أريد أن أتزوجها.



حدثت أهلي عنها، أمي وأبي وقلت إني أريد هذه الفتاة زوجة لي، فنصحوني بأن أبتعد عنها لعدم وجود علاقة رسمية بيننا، ولعدم توفر الظروف المناسبة لزواجنا، وقالو إن كان لك نصيب بها فستتزوجها، وهي حدثت والدها عني، ولكن ليس بالتفاصيل التي تحدث بيننا.



الآن أنا بدأت أخاف أن أربط هذه الفتاة معي، وأجعل مصيرها معلقا بمصيري؛ لأنها ترفض الكثير من الشباب لأجلي، وأنا لا يوجد لدي أي حافز أو أمل في الارتباط بهذه الفتاة بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي أعيشها.



فبدأت ألمح لها بأني سأتركها، وإن كان لنا نصيب سنتزوج، وأني سأفعل ما باستطاعتي حتى تكون زوجتي؛ لأني أريدها هي، وبدأت ألتزم بالصلاة، والحمد لله منذ فترة التزمت بالصلاة في المسجد، وقلت لها أن تصلي، ولكن كلما حدثتها أني سأتركها تهددني بأن تؤذي نفسها، أو أن تأتي لأهلي، أو ... وهي متهورة، وممكن أن تفعل شيئا مما تقول، فبدأت أختلق القصص، وأفتعل المشكلات حتى تغير نظرتها لي وتبتعد عني، ولكنها تزداد تمسكا بي.



بعد التزامي بالصلاة بت أعرف أن علاقتي بها غير شرعية وغير محببة إن لم تكن في إطار رسمي وديني، وأيضا يساورني شعور بالخوف الشديد أني وإن تركتها أن تؤذي نفسها أو تفعل أي أمور أخرى لا تحمد عقباها.



أنا الآن بين نارين، نار الحرام والخوف من الله، ونار أن أتحمل خطيئة هذه الفتاة إن تركتها وفعلت بنفسها شيئا.



السؤال: هل أتركها واطمئن وأقوي قلبي، والله يتولى أمرها، أم أبقى على علاقة بها، ولكن بحدود الدين والأخلاق والعادات؟ وهل إن تركتها وآذت نفسها أكون أنا المذنب ولي شأن بهذا الأمر؟ أم ماذا أفعل؟



وفي الختام أسأل الله العلي العظيم أن يبارك لي ولكم في كل ما نحب ونرضى.



آسف للإطالة، ولكن الأمر ضروري.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ محمود أكرم حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يمُنَّ عليك بالصلاح والاستقامة والإعانة على الطاعة، وأن يُحبب إليك الإيمان، وأن يزينه في قلبك، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان، وأن يمُنَّ عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونًا لك على طاعته ورضاه.



وبخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم الفاضل – فإنه مما لا شك فيه أن التعلق القلبي له دوره، وأننا لا ننكر أبدًا أن الفتى والفتاة إذا حدث بينهما أكثر من لقاء، فإن هذه اللقاءات يترتب عليها التعلق القلبي، الذي يصل أحيانًا إلى درجة العشق واستحالة النسيان، ولكن بما أن هذه العلاقة خارج الإطار الشرعي فينبغي على المسلم أن يتوقف عنها، لأن الذي أمره بالصلاة وأمره بالوضوء وأمره بالصيام هو الذي نهاه أن يقيم علاقة مع امرأة لا تحل له، بل إن الله تبارك وتعالى قد نهانا أن يختلي الإنسان بامرأة لا تحل له مطلقًا، بل إن مجرد النظر محرم كما تعلم، وذلك في قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}.



ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحذرنا من نظر الحرام قائلاً: (من ملأ عينه مما حرم الله ملأ الله عينه من جمر جهنم يوم القيامة)، ويبين النبي عليه الصلاة والسلام بأن الإنسان لأن يُطعن بمخيط من حديد في رأسه خير له من أن يمسَّ جسد امرأة لا تحل له، إلى غير ذلك من الأمور التي تبين لنا ضرورة الابتعاد عن أي فتاة أو امرأة لا تحل لنا بحال من الأحوال؛ لأن الله تبارك وتعالى يغار على عرضه، ولذلك على العبد المسلم الذي يريد أن ينجوَ من عذاب الله تعالى أن يلتزم شرع الله، وألا يقيم أي علاقة مع أي فتاة ما دام ليس زوجًا لها.



وبالنسبة لهذه الفتاة فأنت تقول بأن بينكما من العلاقة القوية ما يجعلكما من الصعب الاستغناء عن بعضكما البعض، وخاصة هذه الفتاة، وتقول بأنك بدأت بالمحافظة على الصلاة، وبدأت بالاستقامة والعودة إلى الله تبارك وتعالى، ولكن مشكلتك أنك لا تستطيع الارتباط بها لظروفك الصعبة، وحاولت التلميح إليها مع التصريح، ولكنها تزداد بك تمسكًا، بل وتُهدد بأنك إن تركتها أن تقوم بإيذاء نفسها وفعل شيء مكروه بالنسبة لها.



أولاً أنا أقول لك: اعلم أن أفضل طريق وأسهله إنما هو الصراحة والصدق، وأنه إذا كان الكذب يُنجي فإن الصدق أنجى، فأنا أنصحك أن تُخبر هذه الفتاة بالظروف التي أنت عليها بوضوح واستفاضة في الشرح، وأن تقول لها (إن هذه الظروف يتعذر معها بدء حياة زوجية، وأنا أخاف عليك من عذاب الله تبارك وتعالى وعقابه؛ لأن هذه العلاقة المحرمة قد يترتب عليها أن نُحرم من بعضنا البعض، فالحل الأمثل أن نتوقف نهائيًا عن التواصل، وأن نترك الأمر لله سبحانه وتعالى، وأنت بالخيار إن تقدم لك أحد فأنا أرى وأنصح بأن تقبليه إذا كان كفؤا لك وفيه الشروط الشرعية التي بيّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تنتظريني؛ لأن أمري قد يطول).



وقل لها: (من الحرام عليك والظلم لك أن يأتيك عبد صالح ولا تقبلينه، لأنك بذلك ترفضين كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فحاولي بارك الله فيك أن تقبلي من يتقدم إليك من الأشخاص المناسبين والذين لديهم الاستعداد الكامل لإقامة حياة زوجية شرعية صحيحة، وإذا قدَّر الله وتحسنت حالتي ولم يتقدم إليك أحد، فأنا قطعًا سأكون أول من يتقدم لك، أما الآن فأنا لا أستطيع، ولا أريد أن أربطك معي).



وحاول أن تتكلم معها بكل صدق، وأن تبين لها ظروفك بكل وضوح، وأن تقول لها (أنا صادق معك، وأنا غير مسؤول عن قرارتك، فقرارك هذا يخصك أنت، أما أنا فأنصحك لله تبارك وتعالى بأن لا ترفضي أحدًا إذا تقدم إليك ما دام كفؤًا؛ لأنك بذلك تخالفين شرع الله تبارك وتعالى، وقد تُحرمين مني بسبب هذه المعصية).



وقل لها بأن (الإنسان ينبغي أن يكون واقعيًا، وأنا صادق معك، وأنا أحب للخير لك، وأن الشرع يأمرني بأن أنصح لك النصح كله، ومن هنا فإني أقول لك هذه حقيقتي، وهذه ظروفي)، واشرح لها الواقع على الطبيعة حتى دون أي مجاملة، وإنما قل لها (هذه أحوالي وقد يتعذر عليَّ الارتباط لسنوات طوال، ولذلك لا يجوز لك أن تنتظريني، ولا ينبغي لك ذلك؛ لأن هذا حقيقة فيه مخالفة لشرع الله تعالى، وفيه حياة أشبه ما تكون بالمجهول الذي ينبغي على الإنسان ألا يعيش فيه أو يسير فيه).



بذلك تكون قد أديت الواجب الذي عليك، وحاول أن تتخفف من التواصل معها الآن شيئًا فشيئًا حتى تنتهي هذه العلاقة تمامًا، وحتى تُشغل بغيرك ويُكرمها الله تبارك وتعالى بنسيانك؛ لأن الفتاة كما تعلم التي لم ترتبط بأحد من قبل، ما أن تجد إنسانًا تستريح له إلا وتشعر بأن حياتها بدونه مستحيلة.



ولا تحاول أن تقف طويلاً أمام التهديدات التي ترددها دائمًا من حين إلى آخر؛ لأن هذه تهديدات في الغالب لا تصل إلى درجة التنفيذ، ولكن عليك كما ذكرت لك بالصدق والصراحة والوضوح، وبإذن الله تعالى تكون قد أديت الواجب الذي عليك، ثم بعد ذلك تتركها وحال سبيلها، إن أراد الله شيئًا كان، وأنت غير مسؤول عن تصرفاتها ما دمت قد بيّنت لها الواقع الذي أنت عليه.



ولابد أن تبيِّن لها أن العلاقة بينكما الآن علاقة غير مشروعة، وأنها محرمة شرعًا، وأنه لا يجوز لكما الاستمرار في علاقة لا تُرضي الله تعالى، لأن ذلك مما لا ينبغي ولا يجوز.



أسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك إلى كل خير، إنه جواد كريم.



هذا وبالله التوفيق.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2197842

إقرأ أيضا :