شخصيتي الحساسة الطفولية بحاجة للاهتمام والحنان!

شخصيتي الحساسة الطفولية بحاجة للاهتمام والحنان!

السؤال:

السلام عليكم...



أنا فتاة صاحبة شخصية حساسة، طفولية، عاطفية، متطفلة، سريعة البكاء، غير صبورة، وعالية الصوت، وهذه الأشياء تجعل نفسيتي سيئة.



إضافة إلى ما سبق، فإنني مصابة بضمور العضلات، وأرغب بالاهتمام والحنان والاحتضان، ولا أحد يفهم احتياجاتي، ومنذ أسبوع قطعت علاقتي بصديقاتي لأنهن يسخرن من مشاعري، وأيضاً أصبحت سلبية التفكير بعد وفاة عمي، حيث أتخيل حدوث الأسوأ دائماً، كذلك أتخيل زوج المستقبل والأطفال والحياة الأسرية التي تعوضني مشاعر الحب والاهتمام.



سؤالي: ماذا أفعل؟





الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



ليس مستغرباً -مع الأسف- أن يشعر الإنسان بأن لا يوجد أحد يفهمه، ويحدث هذا في الحالات العادية، فكيف إذا كانت هناك حالات ومواقف خاصة، وبالذات إذا كانت حالة مزمنة وكما هو الحال مع ضمور العضلات الذي تعانين منه، وأكيد أن هذا صعب عليك جداً ويسبب الألم لك.



وكونك تفتقدين الرعاية والاهتمام والحنان، فلذلك فأنت تحاولين التعويض عن هذا الفقدان بتقديم الاهتمام والرعاية للآخرين، ولذلك ينشغل بالك عندما يتأخر أحد أفراد أسرتك عن العودة للبيت، وما شابه ذلك.



بالنسبة لحديثك عن شخصيتك وصفاتك من الحساسية والعاطفية وطبيعة الصوت، يبدو من مضمون كلامك أن نظرتك سلبية لكل هذه الأمور، وربما هذا بسبب عدم ثقتك بنفسك، وليس هذا بسبب سوء فيك، وإنما نتيجة التربية والظروف التي مررت بها في حياتك، أو ما تمرّين به الآن، وهنا يكمن سرّ الحلّ والعلاج.



عليك أن تحبّي هذه النفس التي بين جنبيك، وبما يتناسب مع الاسم الذي وضعته لنفسك في هذه الاستشارة "ابنتكم الغالية شروق".

إذا لم يحبّ الإنسان نفسه، ويقدرها، كما هي، بغض النظر عن طبيعتها وصفاتها، فكيف يمكنه أن يكون سعيدا أو يطالب الآخرين بتقبله؟!



فما هو المطلوب منك الآن؟ من نعم الله عليك أن أعانك على تقبل مرضك بضمور العضلات، ومن الواضح أنك مؤمنة بهذا الابتلاء، ولعل الله يكتب لك الأجر الكبير على صبرك وتحملك لهذا، وهذا لا يعني عدم اللجوء للعلاج الطبيعي والفيزيائي وغيره، فهذا من باب اتخاذ الأسباب.



كيف يمكنك أيضا أن تتقبلي هذه النفس وهذه الشخصية وهذه الصفات التي أنت عليها، وتقبلها لا يعني عدم السعي للتغيير، بين التقبل والتغيير خطوات كثيرة يمكن للإنسان أن يسعى إليها، إلا أنه لا بد أن ينطلق من أرضية صلبة بحبّ هذه النفس البشرية التي تقف وراء هذه الصفات والطبيعة، إن تقبلك لنفسك سيساعدك كثيرا على التغيير، وعلى إقامة العلاقة السليمة مع الناس من حولك.



حاولي أن تعززي ثقتك بنفسك من خلال التركيز قليلاً على الصفات الإيجابية التي عندك، وعلى الخصال والمهارات التي تشعرين بها. وحتى الصفات التي ذكرتها وبطريقة سلبية نوعا ما، من الحساسية والعاطفية، يمكن أن تحوليها لصفات إيجابية، فكم نحن في حاجة للإنسان الحساس الذي يشعر بمشاعر الآخرين، وهذا واضح من حرصك على سلامة الآخرين، وهكذا بقية الصفات.



وأما بالنسبة للخيال، فكم الحياة صعبة جداً لولا فسحة الخيال الذي يريحنا قليلاً من بعض آلام الواقع، فلا بأس من امتلاك الخيال، ولكن بشرط أن لا يكون على حساب اتخاذ الخطوات العملية والواقعية لتحسين ظروف حياتنا، فبهذا الشكل يرشدنا الخيال للسبيل الذي نريده بتوفيق من الله -تعالى-، قدري الحياة التي وهبنا الله إياها -يا ابنتنا-.



وفقك الله، وأشرق عليك برحمته وعطاياه.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2197503

إقرأ أيضا :