أختي يتوهم أنه مُراقب من عبدة الشيطان والسحرة، كيف نتعامل معه؟

أختي يتوهم أنه مُراقب من عبدة الشيطان والسحرة، كيف نتعامل معه؟

السؤال:

السلام عليكم



عندي أخ عمره 35 سنة، اكتشفنا أنه مريض قبل 5 سنوات بعد ملاحظة بعض التصرفات غير الطبيعية، ولا يعلم بمرضه حتى الآن، بعد استشارتنا لبعض الأطباء اتضح أن عنده انفصام ثنائي القطب، ووصفوا لنا علاجاً نعطيه له من دون أن يحس، بالعصير وفي الأكل، ونصحونا أن نخبره أنه مريض، لكن لا أحد في العائلة لديه الجرأة لإخباره خصوصاً أنه أكبرنا، -والحمد الله- خف عليه المرض بكثير وكأنه اختفى، ثم قطعنا العلاج وتزوج -الحمد الله-، مع العلم أننا لم نخبر الزوجة بمرضه.



الآن صارت له سنة متزوج، ولم يواجه أي مشاكل في حياة الزوجية، وهو كان يدرس مبتعثاً في الخارج، توقف عن الدراسة بسبب ضعف درجاته، لكن زوجته تدرس وأصبح عنده فراغ كثير في الوقت، وبدأ يرجع له المرض بالتدريج، بعد 6 أشهر قرر أن يرجع، وتوقف زوجته الدراسة بحكم أنه متضايق بما يحصل له في الغرب، رجع يخبرنا بأشياء غريبة، تغيرت شخصيته وصار يحس أنه مراقب مثلما كان سابقاً، يقول أن منظمات عبدة الشياطين وسحرة يريدون أن يتحكموا فيه، ويسيطروا على العالم، يخبرنا أنه لاحظ رموز سحر في كل مكان، وهي رموز عادية جداً، عبارة عن دوائر ونجوم ومثلثات، وأن الجوالات مراقبة، وطلب أن نحذف معلوماتنا وصورنا الشخصية في الجوال.



مؤكد أن زوجته لاحظت عليه أنه مريض، لأنه أخبرنا بما فعله في بعثته، فقد قطع أساور زوجته بحكم أنها تعويذات سحر، وغيرها الكثير، والآن لا نعرف كيف نتعامل معه، هل نصدقه فيما يقول؟ أم نخبره أنها كلها أوهام وخيال؟ أمي دائماً تؤيده بما يقول، ولا تشكك الكثير من كلامه خوفاً عليه، ولا تعرف كيف تتعامل معه، أختي مثل أمي لكن دائماً تخبره بأن يتجاهل هذه الأوهام، أصبح الوضع لا يطاق، هو متزوج ولا يوجد مكان في البيت لزوجته، ولا يفكر بالبحث عن عمل، ويخبرنا أنه لا توجد أي مشاكل مع زوجته، وحتى زوجته لا يظهر عليها أي شيء غريب.



هل يوجد علاج له؟ وهل هو خطر علينا؟ بصراحة أنا أخاف منه مع أنه طيب القلب وحنون، ولا أتكلم معه، أحس أني سأستفرغ من الخوف عندما يتكلم، والآن يخبرنا أنه يقوم ببحث عن هذه المنظمة، وأنه سينشغل فيها.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ nouf حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نشكرك كثيرًا على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أخيك هذا.



أنت وصفت التاريخ المرضي لحالته بصورة ممتازة، وهذا الأخ بالفعل كانت لديه علة ربما تكون نوعًا من اضطراب الفصام الاضطهادي، ولا أرى ما يُشير لأنه كان يعاني من ثنائية القطب، لكن قطعًا أحترم رأي من قال هذا، فربما يكون الطبيب هو الذي فحصه وقام بوضع هذا التشخيص.



الآن -أيتها الفاضلة الكريمة– الصورة واضحة جدًّا، هذا الأخ يعاني مما نسميه بالشكوك الظنانية البارونية، وهذه حالة معروفة جدًّا، -وبفضل من الله تعالى- تستجيب للعلاج وبصورة متميزة، هذا الأخ فرصه في الشفاء والتعافي عالية جدًّا، وذلك نسبة لأنه صاحب مهارات: متزوج– لديه أسرة– يحمل درجة من العلم، وهذه كلها مقاومات أساسية لمرض الاضطراب الظناني من هذا النوع، فيجب ألا نضيع هذه الفرصة، فرصة أن نعالجه.



قطعًا حين يناقش في أفكاره يجب ألا نُظهر التحدي الكبير لأفكاره، وأن لا نؤيدها، نقول له (يظهر أنك مُجهد نفسيًا بعض الشيء، لذا تأتيك هذه الأفكار، استعذ بالله تعالى منها)، ويمكن أن يُقال له: (بالمناسبة أنا قرأت أن هذه الحالات كثيرًا ما تكون مرتبطة بالإجهاد النفسي الذي سببه بعض النقص البسيط في كيمياء الدماغ لمواد معينة) حين يُقال هذا الكلام وبهذه الصورة البسيطة والجميلة، لا شك أن هذا الأخ سوف يستوعب أهمية العلاج، أنا أنصح أن تُدخل البيوت من أبوابها، بمعنى أن هذا الأخ يجب أن يُخطر بأنه يعاني من علة، لكن نخبره بلغة فنية ولطيفة وجيدة ونكسب ثقته، وبعد ذلك سوف يأخذ العلاج، أنا على ثقة تامة من ذلك.



هذه الحالات حين تعالج يكون المردود الإيجابي عظيماً جدًّا، على الطبيب، وعلى الأهل، وعلى المريض نفسه، حين يأتيني مريض بهذه الكيفية أتمنى فعلاً أن أساعده، وأعرفُ أنه -وبفضل من الله تعالى- قابل للمساعدة، ونتائج العلاج رائعة جدًّا، فأرجو عدم التردد، أرجو عدم التأخير في إقناع هذا الأخ في الذهاب لأخذ العلاج وبالصورة التي ذكرتها.



وبالمناسبة هذا الأخ بعد أن يأخذ علاجًا دوائيًا عن طريق الفم لمدة شهر إلى شهرين، بعد ذلك يمكن أن يتناول إبراً، هنالك الآن إبرة تسمى (سستينا) يمكن تناولها مرة واحدة في الشهر، هذه تُجهض تمامًا الفكر الاضطهادي الباروني الذي يعاني منه هذا الأخ، فأرجو أن تقنعوه، وأرجو أن يتكلم معه شخص واحد، شخص يثق به، ولا نقول له أنك مريض، لا نقول له أنك متوهم، دائمًا نستخدم منهج (إنني قد قرأت– أو قد سمعتُ- أن هنالك ما يعرف بالإجهاد النفسي البسيط يظهر في شكل كذا وكذا، ونحن سعداء جدًّا أنك تعيش حياة طيبة، لكننا نريدك أن تكون أفضل، لماذا لا نذهب ونقابل أحد الاختصاص، وهذا جيد).



والأمر الثاني: أنا لديَّ -الحمد لله تعالى– تواصل مع الكثير من الإخوة المشايخ الأفاضل الذين يقومون بالرقية الشرعية، ومن خلالهم يمكن إقناع مثل هؤلاء المرضى لمقابلة الطبيب، كثير جدًّا من الإخوة المشايخ الآن هم على وعي وإدراك تام بأن هذه الحالات هي حالات فيها جانب طبي، أو على الأقل بعضها فيه جانب طبي، وأنا أكثر التحويلات التي تأتيني، تأتيني الآن من بعض الإخوة المشايخ –جزاهم الله خيرًا– وأنا أعتقد وأعتبر هذا نموذج عظيم جدًّا لمساعدة الناس، أن تتضافر الجهود، وأن تكون هنالك مصداقية، ونعرف أن أثر المشايخ وتأثيرهم الإيحائي وسلطتهم العلاجية عالية جدًّا، فهذا أيضًا يمكن أن يكون مدخلاً لإقناع هذا الأخ من أجل تناول العلاج.



أرجو ألا تتأخروا، هذه الحالة تعالج بصورة ممتازة جدًّا، -وإن شاء الله تعالى- سوف يفرح الجميع حين يتعافى هذا الأخ.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2194932

إقرأ أيضا :