علاقتي الطويلة معه أثبتت عدم رغبتي فيه، فهل أفسخ الخطوبة؟

علاقتي الطويلة معه أثبتت عدم رغبتي فيه، فهل أفسخ الخطوبة؟

السؤال:

السلام عليكم...



أنا فتاة عمري 32 سنة، أعيش في أوروبا منذ 12 سنة وحدي للدراسة، والآن أنهيت الدراسة –والحمد لله-، وما زلت أعيش هناك.



عانيت سنوات الوحدة والاكتئاب، وأخذت علاج (فلوكستين) لمدة سنة ثم توقفت عنه تدريجياً.



في 2006م تقدم لخطبتي شاب متدين من جنسيتي، لكنه من مدينة بعيدة عن مدينتي جداً، وحالياً يعيش في بلد أوروبي آخر، وقد تم رفضه من قبل أهلي بسبب بعد مسافة مدينته، رغم أنه كان يحبني جداً، وراغباً بالزواج مني.



بسبب مشاعره نحوي لم يستطع أن يتركني، لذلك استمر بالاتصال والتواصل معي عبر الانترنت والهاتف، وأحياناً أشعر بالخوف من الله، فأقطع علاقتي به لعدة أيام أو أشهر، ثم أعاود التواصل معه، رغم أنني لم أبادله المشاعر، إنما كنت أقدر عواطفه ناحيتي، وكنت بحاجة لمن يصبرني في غربتي، وأنا فتاة أعيش في وحدة قاتلة، لكنني لم أفكر بالزواج منه، لعدم حبي له، وخوفاً من البعد عن عائلتي بالذهاب للعيش في مدينته النائية، وهكذا استمرت العلاقة ثماني سنوات.



وخلال هذه الفترة لم يتقدم لخطبتي رجل آخر، والعمر يمضي، وبدأت ألوم عائلتي، وأتهمهم أنهم سبب شقائي وحرماني من الزواج، وعقاباً لهم سأتزوج من غير جنسيتي، فكان هذا التهديد سبباً في موافقتهم عليه، فأخبرته برأي أهلي، فتقدم لخطبتي، وتمت الخطوبة هذه السنة ومنذ سبعة أشهر.



الآن بدأت المخاوف والوساوس، حيث لا أتصور الحياة في قريته الجبلية، وقد تعودت حياة المدن، كذلك لا أحمل له شعوراً، وقد أتعبته بتقلباتي العاطفية، وتصرفاتي غير المتوازنة.



ثم بعد كل ذلك حدث ما لم يخطر بالبال، فبعد الخطوبة رجعنا لأوروبا، وأخبرني أنه أصبح زوجي بحكم موافقة والدي في وجود الشهود، وإن لم يسجل ذلك ورقياً، وأنه يرغب في زيارتي، مع وعد بعدم تعدي الحدود.



جاء لزيارتي، وطبيعي أن حصل بيننا ما يحصل بين المرأة والرجل ولكن دون إيلاج، مصداقا لقوله أنه سيحافظ علي حتى من نفسه, بقي ثلاثة أيام، ثم رجع لبلده.



كل هذا لم يلهب مشاعري، بل أحسسست باستمرار البرود، كما شعرت بالاشمئزاز منه، ومن أسنانه القبيحة، ورائحة فمه الكريهة، وطلبت منه أن يراجع طبيب الأسنان فرفض مدعياً أنه سيفعل ذلك بعد الزواج، وأنه يجب على المرأة أن تحب زوجها بكل ما فيه.



بعد ذلك بخمسة أشهر زارني مرة أخرى، وعاشرني دون إيلاج، ولكن كنت طيلة الثلاثة أيام أتهرب إن لمسني و أكره قبلاته بسبب رائحة فمه، وطلب مني فعل شيء مقرف فرفضت مما جعله يغضب مني.



هو شخص طيب ومتدين، ولقد آذيته كثيراً ولا أريد أن أظلمه معي.



سؤالي: هل أفسخ الخطوبة لأني عشت معه عن قرب ولم أحبه؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ Muslima حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمرٍ يرضيه، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، ونحب أن نؤكد لك أن العلاقة بهذا الرجل ينبغي أن تضبط بضوابط الشرع، فإلى الآن هو لم يعقد عقد القران، ولا يجوز له الخلوة بك، فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام العاطفي.



وأرجو أن تتركي هذا التردد، وتطلبي من الرجل أن يُصلح من حاله، وأن يصلح من أسنانه، وأن يهتم بنظافته، وقطعًا هذه أمور أساسية لا بد أن يفهمها، ولا بد أن يعرفها، والإنسان يستغرب، إنسان في أوروبا وبهذا العمر وبهذا الوقت إلى الآن لا يهتم بمثل هذه المسائل، ولكننا نحب أن نؤكد لك أن هذه التقلبات ليست في مصلحتك، لأن العمر الآن كما قلت يمضي والسنوات تمضي، ولا داعي لتضييع الوقت أكثر من ذلك، فإذا جاءك ينبغي عليك أن تخبريه أنك سألت أهل العلم، وأنهم بينوا لك أنه لا يجوز له أبدًا أن يخلوَ بك في هذه المرحلة، فإن أراد ذلك فعليه أن يُكمل مراسيم الزواج لتكوني زوجة له.



واعلمي أنه حتى الرجل بعد الزواج إذا طلب من زوجته أشياء –تجوز شرعاً لكنها مقززة نفسيًا– فإنه ليس من المصلحة أن تستجيب الزوجة له، ولكن ينبغي أن تسترضيه وتلطف الجو وتبين له مثل هذه الأمور، فهناك ممارسات كثيرة خاطئة -بكل أسف-، يعمد بعض الأزواج خاصة ممن عاش مع النت، ودخل المواقع السيئة، وعاش مع عُبّاد الشهوات عبر مواقعهم، وعبر مجلاتهم وعبر كلامهم، فإنه يتأثر سلبًا ويأتي بممارسات ما أنزل الله بها من سلطان، ممارسات ربما الشيطان يحتار فيها.



ولكن على كل حال فإن بين المرأة والرجل –الزوج والزوجة- الحُجب مرفوعة إلا من بعض الممارسات الخاطئة، كإتيانها في الحيض أو الإتيان في الدبر، أو بعض الممارسات التي لا تستسيغها النفس، فعند ذلك ينبغي أن تبين له بلطف أن هذا الأمر يضايقها، وهذا أمر لا يحقق المتعة، لأن المتعة ينبغي أن تكون مشتركة، وينبغي أن تكون في أمور يتفق عليها الجميع، وينبغي أن يشعر الجميع بلذة هذا العمل الذي يقوم به، حتى ولو فرضنا أنه مباح أو مقبول من الناحية الشرعية.



وننصحك بمحاولة معرفة أسباب هذا النفور، ولا شك أن عدم اهتمام الزوج بنظافته من أسباب نفور الزوجة، ولعل هذا له علاقة كبيرة جدًّا، فلا بد أن تكوني واضحة في هذا الأمر، وتبيني له أن هذه الأمور تؤثر على نفسية الزوجة ورغبتها في أن تواصل مشوارها مع زوجها، وحبذا لو طلبت منه أن يتواصل معنا حتى يستمع إلى النصائح والتوجيهات عبر هذا الموقع، لأنه في هذه الحالة سيستجيب، لأن بعض الرجال لا يريد أن يسمع من زوجته، يقول (تعلمني امرأة؟!) لكنه يسمع من الرجال من أمثاله.



وعلى كل حال نحن ننصح بترميم هذه العلاقة، ولا نؤيد فكرة الخروج منها بهذه السهولة، خاصة وفرص الزواج نادرة، ولذلك ما ينبغي أن تضيعي هذه الفرصة بعد أن قلت أنه شاب يحاول أن يحبك، بل هو يحبك فعلاً، وهو كذلك متدين، فقط هذه السلبيات الموجودة ينبغي أن يتخلص منها، فرائحة الفم تؤذي الزوجة وتؤذي الجليس وتؤذي كل إنسان، وهي لا تليق بإنسان كما قلنا يريد أن يُقبل على حياته الزوجية، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل إلى بيته أول ما يبدأ به هو السواك –عليه الصلاة والسلام– فكان يستاك عندما يقترب من زوجاته ويقبّل، حتى يأتي صاحبة النوبة فيبيت عندها -عليه صلاة الله وسلامه-.



فإذًا ينبغي إذا كان متدينًا أن يتأسى بالنبي -صلى الله عليه وسلم- القائل: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) ولذلك السواك فيه طهارة للفم، وفيه مرضاة للرب، وفيه تسهيل للهضم، وفيه عافية للبدن، وفيه كذلك انشراح وارتياح يأتي للنفس عبر هذه النظافة التي يعتادها المسلم، وينبغي أن يحرص عليها.



نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك وله الخير حيث كان، ثم يرضيكم به.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2198043

إقرأ أيضا :