أرهقني الأرق والاكتئاب، فهل هناك علاج دون الذهاب إلى الطبيب؟

أرهقني الأرق والاكتئاب، فهل هناك علاج دون الذهاب إلى الطبيب؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..



أنا طالبة في المرحلة الثانوية، في الصف الثاني أدبي، عمري 26 سنة، وأعاني من عدة أمور:



- عدم قدرتي على النوم في الليل، بسبب خوف شديد أصابني قبل 3 أشهر تقريبا، ولا أنام إلا في الساعة 7 صباحا، ويمتد نومي إلى فترة الظهيرة، ثم أستيقظ.



- أعاني أيضا من توتر واكتئاب شديد لدرجة أنني أشعر بأني سأفقد أهلي.



- كما أنني وللأسف أمارس العادة السرية، وأحس بتأنيب الضمير، والاكتئاب.



- كثيرا ما أفتقد أخي المتوفى قبل 10 أو 12 سنة لدرجة الجنون، فأبكي بكاء شديدا عليه، وأحس بوجوده معي في الغرفة، وأنه يزورني في الصباح.



- أعاني من رهبة الخوف والقلق والتوتر.



- كما أنني أشكو من القولون العصبي.



وللعلم: فأنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأعاني من صعوبات التعلم، أرجو مساعدتي في ذكر طريقة أو علاج يجعلني أنام باكرا، فقد أرهقني الأرق، كما أنني لا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



اجتهدي - أيتها الفاضلة الكريمة – للتغلب على صعوبات التعلم، ولا شك أنك مقتنعة بضرورة التعليم، وبذْلك الجهد المضاعف الذي بذلتيه سوف تجدين ثمرته، ويأتيك النجاح، وتفرحين به - بإذنِ الله تعالى -.



المشكلة التي تواجهك الآن هي موضوع العادة السرية، والنوم النهاري، والتعلق بذكريات أخاك المتوفى – عليه رحمة الله تعالى -.



الذي يزعجني كثيرًا الآن هو موضوع العادة السرية، لأنه لا يليق بك أبدا كفتاة مسلمة فعل تلك العادة، والشعور بالذنب لا يكفي، نعم هي مشاعر طيبة قطعًا يمكن أن يُستفاد منها، ولكن لابد من أن تتوقفي عن هذه الممارسة، ولكن من الأشياء الخيرة جدًّا أن يحس الإنسان بالذنب، وفي ذات الوقت يستمر في ممارسة الفعل، وهذا تناقض مرفوض ومرفوض جدًّا، فأنت نقية وطاهرة، ولا يجوز أن تؤذي نفسك وتعاقبيها من خلال هذه الممارسة القبيحة، فراجعي نفسك، وارجعي إلى الطريق القويم - إن شاء الله تعالى -.



وموضوع اضطراب النوم الذي لديك هو أمر مصطنع وتفاعلي، فأنت تنامين نهارًا وتستيقظين ليلاً، وهكذا حصل تطبّع بالنسبة لجسمك، فالدماغ يفرز مواد كيميائية تساعدنا على النوم، خاصة النوم الليلي، وهذه الساعة البيولوجية يمكن للإنسان أن يرتبها بصورة صحيحة، أو يخل بها.



إذًا في حالتك الأمر الأول هو:

تغيير وقت النوم، فاجعلي الليل لباسًا والنهار معاشًا، فدراستك يجب أن تكون في أثناء النهار، ونومك في أثناء الليل، كما أن النوم النهاري الغير صحي يؤدي إلى خلل كبير في توازن المزاج، ويفقد الإنسان النشاط والحيوية، وله مضار أخرى كثيرة.



إذًا أنت الآن ستضعين خطة لاستبدال نوم النهار بنوم الليل، والمواد التي تساعدنا على النوم – ومنها مادة المليتونين – تُفرز أكثر في أثناء النوم.



كذلك يمكنك أن تقومي بإجراءات بسيطة، ولكنها مهمة وضرورية، وتتطلب منك الالتزام التام في التطبيق، وهذه الإجراءات هي:



1) أن تذهبي إلى الفراش في الساعة التاسعة مساء (مثلاً)، قد لا يأتيك النوم في بداية الأمر، ليلة؛ ليلتين؛ ثلاثة، بعدها سوف تنامين نومًا سعيدًا جدًّا - إن شاء الله تعالى -.

2) استيقظي مبكرًا.

3) صلي صلاة الفجر.

4) مارسي تمرين رياضي لمدة ربع ساعة.

5) اشربي الشاي أو القهوة، كما أن هذا وقت ممتاز – أي وقت الصباح الباكر – للمذاكرة، فهنا يكون استيعابك ممتاز، والذي يُذاكر ويقرأ في فترة الصباح يحس بالرضا طوال يومه، لأنه قد أنجز إنجازًا كبيرًا، وهذا يجعلك أكثر تشوقًا لليل، ولكن بطريقتك هذه فإن الأمور لا أعتقد بأنها صحيحة.

6) فلا تشربي الشاي أو القهوة في فترة المساء.

7) واحرصي على أذكار النوم.

8) مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وتناسب ظروفك.

9) يجب أن يكون هناك حرصًا شديد على أذكار النوم.



أما بالنسبة لموضوع الأخ الذي تُوفي إلى رحمة الله:

اسألي الله تعالى له الرحمة، وتصدقي له بقدر ما تستطيعين، واعرفي أن أمر الموت هو أمر حتمي وليس أكثر من ذلك.



وأنا لا أؤيد أن أعطي حبوبًا في حالتك، لأن الحبوب المنومة ليست حلاً سليمًا أو صحيحًا لمثل الصعوبات التي تعانين منها، ولكن الطريقة الإرشادية هي التي ذكرتها لك هي الأفضل.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2196006

إقرأ أيضا :