أرغب في ترك دراستي الجامعية هرباً من العروض التقديمية!

أرغب في ترك دراستي الجامعية هرباً من العروض التقديمية!

السؤال:

السلام عليكم...



أنا فتاة، بدأت مشكلتي مع دخولي الجامعة، حيث قمت بعروض تقديمية للمواد المقررة، وكان العرض متميزاً مما أثار إعجاب الطالبات جداً.



بعد ذلك بدأت مرحلة التدني، والتوتر، والقلق، والخوف من تقديم العروض، حيث ارتبك، وترتجف يداي، ولا أستطيع التنفس، لدرجة قمت بإلغاء مقررين؛ لأنهما يحتويان على عروض تقديمية، وأفكر بحذف المقرر الحالي أيضاً.



كرهت نفسي، والحياة، والدراسة، وفكرت بالانتحار، ولكنني استعذت بالله من الشيطان، وأصبحت أبكي كثيراً وبحرقة، وتقربت إلى الله كثيراً، وبدأت أرقي نفسي، ومداومة على الأذكار، وقراءة سورة البقرة، والاستغفار.



أفكر في ترك الانتظام بالجامعة، ودراسة عن بعد، هرباً من تبعيات المقررات بالجامعة، لأنني تعبت من نفسيتي التي تدهورت كثيراً، وتعبت من هذه الأعراض التي تلازمني, علماً أنني لا أستطيع مراجعة طبيب نفسي، بسبب رفض أهلي لهذه الفكرة، وبشده.



سؤالي: ما سبب حالتي برأيكم؟



جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ ع س ع حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.



أولاً: نقول لك أنت لست الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة فهناك العديد من طلاب الجامعة لديهم مخاوف مماثلة تتفاوت درجتها من شخص لآخر، فمنهم عرض نفسه للمختصين، وقام بعلاج نفسه سواء بالعقاقير أو بالعلاج المعرفي السلوكي، وكانت النتائج -بحمد الله- جيدة جداً.



فحالتك هي نوع من القلق والتوتر الشديد، الذي فاق درجة القلق الطبيعي أو الإيجابي الذي يعمل بمثابة محفز لتجويد الأداء، وهذا ربما يكون نتيجة لتضخيم الموضوع، وإعطائه حجما أكبر من حجمه، لذلك قام الدماغ بالتجاوب مع هذه الفكرة، وعمل على حث الجهاز العصبي اللاإرادي ومن ثم الغدد الصماء، فأفرزت هرمون الطوارئ الذي بدوره تسبب في ظهور الأعراض الجسمية، التي لايمكن السيطرة عليها.



فالأمر -أختي الكريمة- ينبغي أن تنظري إليه بكل بساطة، أن هذه العروض الهدف منها هو التدريب وهي ليست غاية في حد ذاتها، وإنما وسيلة لتعلم العلم، فمرحلة الدراسة الجامعية تعتبر مرحلة إعداد للمستقبل، يتدرب فيها الطالب لكي يتأهل للحياة العملية والاجتماعية.



لذلك نقول لك المتدرب يمكن أن يخطئ أو يصيب إلى أن يصبح متقناً لصنعته بالممارسة، إذن الهروب من المشكلة وترك الدراسة النظامية ليس حلاً، وإنما الحل في المواجهة والتعرض لمثل هذه المواقف أكثر فأكثر، وهناك مواقف أعظم وأكبر من ذلك، لا بد أن نتذكرها دوماً فستهون علينا مواقف الدنيا إذا فكرنا فيها، ألا وهي مواقف الآخرة، والوقوف بين يدي المولى -عزّ وجلّ-، فلا مقارنة بين الوقوف أمام الخالق، والوقوف أمام الخلق.



وينبغي أن تعلمي أيضاً أن كثيراً من الخطباء والعلماء استطاعوا أن يتحدثوا أمام الجموع الغفيرة من الناس بفعل التدريب والممارسة، فصار الأمر بالنسبة لهم عادياً.



ممارسة تمارين الاسترخاء يومياً -إن شاء الله- تفيدك كثيراً في خفض القلق والتوتر، وإعادة الجسم لحالة التوازن، تجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).



نسأل الله لك التوفيق.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2195496

إقرأ أيضا :