الشخصية الحساسة، كيف يمكنها التعايش مع الآخرين؟

الشخصية الحساسة، كيف يمكنها التعايش مع الآخرين؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أنا فتاة عمري 17 سنة، طالبة في المرحلة الثانوية العامة.



مشكلتي أنني حساسة جداً، أتأثر من أي موقف يصدر من صديقاتي، ولا أتكلم بما يدور في نفسي، إنما أكتم الأمر، وبعد فترة انفجر غضباً، ولا أجد مبرراً لتصرفي المتأخر عن الحدث.



وللعلم فعلاقاتي جيدة بمن حولي، وأحب مساعدة الآخرين.



سؤالي: كيف يمكنني التخلص من هذه الصفة؟



شاكرة لكم حسن تعاونكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



شكراً لك على التواصل معنا بهذا السؤال.



ليس غريبا عندما يكبت الإنسان مشاعره مرة بعد مرة، حتى يأتي وقت ينفجر فيه، ولو أمام أمر بسيط، أو أمام شخص ليس له علاقة بسبب هذا الانفجار، إلا أنها تراكم هذه العواطف.



وهذا طبعا من طبيعة العواطف، أنها متراكمة، وقد تختفي إلا أنها قابعة تحت السطح، حتى يفرغها الإنسان بشكل أو بآخر.



وكما نعلم هناك طرقا صحية لتفريغ العواطف كالحديث المباشر، بما يعتلج في نفوسنا، وأمام الشخص المعني، ولكن بطريقة مقبولة، أو من خلال القيام ببعض الأعمال المفيدة: كالصلاة، وتلاوة القرآن، والرياضة، والمشي، والرسم، وغيرها.



وهناك طرق غير صحية: كالغضب الشديد، والانفجار، أو تناول الأدوية المهدئة، والمسكنة، أو التدخين، أو كل ما يحاول الشخص القيام به ليخفف من ضغوط الحياة وتوترها.



وكما أشرت في سؤالك؛ أن الموضوعين متعلقين ببعضهما، من الحساسية الزائدة من جهة، والانفعال من طرف ثان.



طبعا الكثير من هذه الحساسية ستخف من خلال الزمن، فأنت ما زلت في (17) من العمر، وتجارب الحياة ستعلمك كيف تتحملين ما يمكن أن تسمعيه، أو ترينه من الآخرين؟ بحيث لا يؤثر عليك هذا التأثير الشديد، فصبراً على نفسك.



طبعا من ناحية أخرى للحساسية جوانب إيجابية: فهي من علامات الذكاء العاطفي، والاجتماعي للإنسان، وليت عندنا الكثير من الناس الذين لديهم حساسية لحاجات الناس، ومشاعرهم، ألسنا نصوم رمضان، ونقول: إن من فوائد الصيام أن نشعر بمشاعر الجائع والمحتاج، فمن ناحية لا تقلقي من بعض هذه الحساسية، مما لا شك فيه أن بعض حساسيتك، ستجعل منك إنسانة ناجحة في الحياة؛ من خلال نضج علاقاتك الدراسية، والاجتماعية، فاطمئني.



وإذا كنت مررت بتجارب كثيرة مؤلمة في طفولتك، وتريدين أن تتخلي عن بعض آثارها، ونتائجها، فربما يعينك كثيراً أن تجدي شخصاً مناسباً، كصديقة وفيّة، أو أخصائية نفسية، تتحدثين لها وتفضفضي عن بعض ما مرّ معك، ولعل هذا يخفف من الضغط الكثير الذي في داخلك.



وفقك الله، وكتب لك راحة البال.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2195223

إقرأ أيضا :