انتقالي من قسم إلى قسم آخر بالجامعة، أفسد راحتي!

انتقالي من قسم إلى قسم آخر بالجامعة، أفسد راحتي!

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...



أنا فتاة عمري 21 سنة، متفائلة وطموحة.



تم قبولي بالجامعة، ودرست فصلاً واحداً في القسم الذي تم قبولي فيه، ونجحت بتقدير رائع، وبعدها انتقلت لقسم آخر، وندمت ندماً شديداً، وكرهت التخصص، وأشعر أنني غير قادرة على التأقلم مع الوضع الجديد؛ لصعوبة التخصص نوعاً ما.



هذا الوضع أثر على نفسيتي سلباً، أصبحت لا أستطيع الدراسة، ولا أطيق المذاكرة، ولا التجمعات الأسرية، وغير واثقة من نفسي، وصارت شخصيتي غير فعالة، وغير منتجة.



وصلت السنة الثالثة، ولم أستفد من التخصص، ولا كأنني طالبة جامعية، وما زلت أتمنى الرجوع لقسمي السابق، ولكن قوانين الجامعة لا تسمح بذلك.



سؤالي: هل حالتي هذه بسبب عين أو حسد؟ بماذا تنصحونني؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ أبكاني ذنبي حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



شكراً لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا.



لاشك أنك تعانين من الصدمة، التي أصبت بها من تغيير الفرع، ومن اكتشاف صعوبة التغيير للفرع الذي كنت عليه.



ويقال عادة أنه عندما نكون أمام مشكلة تعارض طريقنا فأمامنا ثلاثة اختيارات:



الأول: أن نتمكن من تغيير هذه المشكلة، ونحلها بشكل نهائي، ويبدو أنه من الصعب عليك أن تغيّري، وتعودي للفرع السابق، وقد تجاوزت الآن هذا الأمر على كل الأحوال، فلا نعود نعيش معه، أو نفكر فيه، لأن هذا لن يزيدنا إلا ألما وحرقة، ولا نستطيع عمل شيء معه.



الثاني: نغيّر نظرتنا من هذه المشكلة، فما نراه سلبيا يمكن أن ننظر للجوانب الإيجابية فيه، فحاولي أن تفكري، هل هناك من إيجابيات خفيّت في الماضي، عن هذه الفرع الجديد، والدراسة الحالية، وخاصة أنك على وشك التخرج، وكنا نودّ أن نعرف ما هي هذه الدراسة، فلربما يمكن أن نسلط الضوء على بعض الجوانب من واقع خبرتنا.



والثالث: وهو يبدو المتوفر لك الآن في هذه المرحلة، وهي محاولة التكيّف والتعايش مع هذه المشكلة، فإذا كان لابد لك من متابعة هذه الدراسة، ومن ثم التخرج، فما عليك إلا الاستمرار بها، ومحاولة إنهائها والتخرج، فتبقى هي شهادة جامعية، مهما كانت هذه الدراسة، فمن معه شهادة جامعية ليس كمن ليس لديه.



ولا ننسى أن الكثير من الناس يمكن أن يتخرج في الجامعة، في فرع، أو قسم معين، إلا أنه يجد عملا في تخصص آخر، وليس هذا بالضرورة مؤشر أن الدراسة الجامعية كانت مضيعة للوقت، والجهد، فأنت قد استفدت لا شك كثيرا من الدراسة الجامعية، وبغض النظر عن نوع هذه الدراسة، من خلال امتلاك أدوات الفهم، والتحليل، وطرق الدراسة، والاطلاع، والمعرفة، والمعلومات، ومن خلال العلاقات الاجتماعية وغيرها.



أعانك الله، قطعت معظم الطريق، وما هي إلا خطوات، نعم صعبة، إلا أنها خطوات وتتحرري من هذه الدراسة، ولك الدنيا من بعدها لتعملي ما يتناسب معك.



وفقك الله، ويسّر لك هذه الخطوات، وما بعدها.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2194797

إقرأ أيضا :